رأي

عمرو حسين يكتب.. رحلة في كتاب الأستاذ محمد حسنين هيكل زيارة جديدة للتاريخ الجزء الثاني «الشاه محمد رضا بهلوى»

الكاتب باحث في الشئون السياسية.. خاص منصة العرب الرقمية

الأستاذ الفذ محمد حسنين هيكل كان مجتهدا ولكنه استطاع كصحفي بارز متابعة الأحداث عن قرب ودخول أماكن صنع القرار هيكل في كتابه زيارة جديدة للتاريخ لم تكن زيارة واحدة بل أكثر من زيارة قابل فيه الملك خوان كارلوس ملك أسبانيا وأندرو بوف رئيس الاتحاد السوفييتي والفيلد مارشال مونتجمرى الذى هزم الألمان في العلمين وألبرت أينشتاين العالم العبقري عالم الفيزياء ونهرو رئيس وزراء الهند وجون روكفيلر وأخيرا الشاه محمد رضا بهلوى ملك إيران .

يسرد فيه الكاتب العظيم محمد حسنين هيكل من خلال تجربته الحياتية الصحفية عندما زار إيران ١٩٥١ وما حدث في إيران من إضطرابات فكتب كتابه الشهير ( إيران فوق البركان )، كان محمد حسنين هيكل في ذلك الوقت متابعا الأحداث الساخنة التى وقعت في إيران عندما قام رئيس الوزراء محمد مصدق بتأميم البترول وحدث تأييد شعبي واسع لذلك القرار الذى أغضب بكل تأكيد حلفاء الشاه محمد رضا بهلوى من الغرب أمريكا وبريطانيا وفرنسا ولم يستطع الشاه أن يكبح جماح محمد مصدق ولكن كل النصائح أتت إلى الشاه بضرورة أن يغادر البلاد لفترة فذهب إلى بغداد ثم إلى روما ولكن المخابرات الأمريكية والبريطانية استطاعوا أن يلعبوا دورا ما لصالح الشاه من أجل مصالحهم في النفط الإيرانى فقاموا بالإيعاز للبرلمان الإيرانى أن يقوم بتغيير محمد مصدق بسحب الثقة ، ثم رتبت المخابرات البريطانية والأمريكية لعودة الشاه فعاد الشاه عام ١٩٥٣مرة أخرى إلى إيران ولكن هذه المرة عاد أقوى مما كان فكان محمد رضا بهلوى الطاووس الذي يجلس على عرش إيران كانت علاقات الشاه بأمريكا وبريطانيا قوية جدا لأن إيران كانت لها حدود كبيرة مع الاتحاد السوفييتي.

حسنين هيكل

وكان الشاه قلقا من الاتحاد السوفييتي بأن يقوم بضم الجزء المتبقي من أذريبجان بعد أن قام بضمه وأصبح جزءا من الاتحاد السوفييتي ١٩٢٠ وكان يحكم إيران الكاجار واستطاع رضا خان والد محمد رضا بهلوى أن يستولى على الحكم في إيران عام ١٩٢٥ ومنذ ذلك الحين أصبح رضا خان حاكما لإيران عمل رضا خان على توطيد حكم فلقب نفسه بالشاه وأضاف لنفسه لقب رضا بهلوى لكي ينسب حكم إيران للعائلة البهلوية وكان رضا خان قائدا للقوازق في الجيش الإيرانى قبل أن يستولى على حكم إيران وأنجب توأم هما محمد وبنت اسمها أشرف كانت معاملة رضا خان لمحمد معاملة قاسية جدا مما أثر سلبا على شخصية محمد فكان دائما مترددا أرسله للخارج للتعلم تلقى تعليمه في المدرسة الداخلية السويسرية لا روسي، ثم أكمل تعليمه في إيران في الكلية الحربية عام 1935.

وفي عام ١٩٤١ دخل الشاه رضا خان في صدام عنيف مع الانجليز الذى كانت ميوله للألمان وهتلر وكانت مهمة الانجليز هي إيصال المساعدات للسوفييت أثناء الحرب العالمية الثانية لدعمهم لمنع سقوط روسيا وموسكو تحت يد النازية فرفض رضا خان طلبات بريطانيا دخلت بريطانيا بالقوة إلى طهران وتنازل رضا خان عن الحكم لابنه محمد رضا بهلوى وذهب لمنفاه جنوب افريقيا حيث عاش بقية حياته هناك حتى الوفاة شخصية الشاهةكانت متأثرة جدا بوالده الذى كان سببا في زواجه من الأميرة فوزية أخت الملك فاروق لكى تتزوج بأعرق عائلة ملكية في المنطقة حتى تضيف لعائلة بهلوى أصل وعراقة ، إلا أن محمد بهلوى زادت خلافاته مع زوجته الأميرة فوزية بسب الإنجاب حتى أعلنا الطلاق .

استطاع الشاه بعد اكتشافات النفط أن يصنع من إيران بلدا آخرا بلد يعمل على الحداثة ويروى هيكل أنه تلقي طلب لزيارة إيران عام ١٩٧٥م فذهب لطهران وتفاجأ هيكل بوجود موكب كبير لنقله حيث كان جدول الزيارة عدة لقاءات مع شخصيات إيرانية بارزة وتنتهى الزيارة بعمل لقاء مع الشاه وتقابل محمد رضا بهلوى مع الأستاذ محمد حسنين هيكل الذى وجد إيران بلدا متطورا بعد أن وصل دخل النفط لإيران سنويا ٥٠ مليار دولار وكان الشاه يتمتع بعلاقات طيبة مع الرئيس أنور السادات ناقش هيكل خلال زيارته للشاه عدة أمور أبرزها عن علاقته بالدول العربية حيث كان يتمتع بعلاقات قوية مع مصر والعراق وعمان والمغرب وعمل إقامة علاقات طيبة مع الجزائر ويحكى هيكل أن الشاه قد تغير فقد أصبح طاووسا على عرش إيران يعشق لقب صاحب الجلالة يعيش حياة من الترف ولكن الأستاذ هيكل كان يعرف الوضع جيدا في إيران ويعرف أن الشاه قد يواجه أزمات وتهديدات تجعل من وجوده على العرش أمرا مشكوك فيه خاصة أن حلفاءه كانوا الأمريكان الذين يعرفون بالبراجماتية والسياسة المتميعة ولا يمكن لأحد الاحتماء بهم وانتهى لقاء الأستاذ هيكل بالشاه.

وصدقت توقعات هيكل عندما جاء الشاه إلى مصر فارا عام ١٩٧٩ وتخلى بالفعل عنه الغرب والأمريكان بل أن الأمريكان رفضوا طلب الشاه بالعلاج في أمريكا خوفا من يغضبوا حكام إيران الجدد ولكن بعد إلحاح قبلوا بأن يقوم محمد رضا بهلوى بعمل عملية في أمريكا بعد ان عرفوا أنه يعانى من سرطان الغدد الليمفاوية ولكن سمحوا له بالتواجد فقط ٤ أيام وتخلوا عنه بشكل كامل حتى توفي بمستشفي الميعادى ولكن كل لحظة ألم هي كانت لسعة أمريكية بعد أن تركوه يواجه مصيره دون مساعدة وسقطت إيران في حكم الملالى وأصبحت دولة بعيدة كل البعد عن التقدم الحضارى والحداثة سقطت في أيدى الإسلام السياسي الشيعي الذى عزلها عن العالم وأصبح أكبر نظام راعى للإرهاب قي العالم.

بعد الإطلاع على المقال يمكنك متابعة مركز العرب على فسيبوك  وتويتر وشاهد قناتنا على يوتيوب

اظهر المزيد

موضوعات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى