رأي

عمرو حسين يكتب.. رحلة في كتاب الأستاذ هيكل زيارة جديدة للتاريخ ألبرت اينشتاين «الجزء الأول»

إن الأستاذ محمد حسنين هيكل خاض تجربة صحفية سياسية فريدة من نوعها فهو مواليد عام ١٩٢٨ وكانت تجربته الصحفية عبارة رحلة مشوقة مليئة بالمغامرات والطموح والجرأة الأستاذ محمد حسنين هيكل كان مفكرا ومؤرخا وموثقا للتاريخ ولكنى من خلال متابعتى له منذ صغرى من خلال برامجه وكتاباته أيقنت أننا أمام شخصية تاريخية فارقت عالمنا عن عمر ٩٣ عاما توفي سنة ٢٠١٦ ولكنه مازال حيا بكتاباته وكتبه التى كتبت بلغات مختلفة وكان له من دوره في التاريخ كصحفي يبحث عن الحقيقة وسياسي بارع قادر على الإبداع.

هنا في كتابه الرائع زيارة جديدة للتاريخ يوثق عدة لقاءات له مع شخصيات عالمية بارزة استطاع أن يقابلها واستوقفتنى زيارته للفذ العالم البروفيسور ألبرت أينشتاين كانت هذه الزيارة ١٢ ديسمبر ١٩٥٢ وكان الأستاذ محمد حسنين هيكل في الولايات المتحدة لتغطية الانتخابات الأمريكية وكان قد تم تحديد موعد له لزيارة العالم ألبرت أينشتاين بالاتفاق مع جامعة برنستون وقد تم الاتفاق أن تكون الزيارة لوقت محدود لا تتجاوز ثلث الساعة تردد الأستاذ محمد حسنين هيكل كثيرا في قبول شروط تلك الزيارة ولكنه بعد تفكير عميق قبل بشروط اللقاء.

وكان للأستاذ محمد حسنين هيكل قبل زيارته للعالم ألبرت أينشتاين عالم الفيزياء الكبير موعدا لكى يستقل قطار فيه الجنرال أيزنهاور يستعد فيه لعمل دعاية انتخابية له على هذا القطار وذهب الأستاذ لهذا القطار وفوجئ بأيزنهاور وهو يقوم بعمل دعاية له وكان يبدو اهتمام الجنرال بالتصوير عاليا جدا ، ثم توجه الأستاذ هيكل على هذا القطار للتوجه لبرنستون وذهب لبيت أينشتاين وكان بيته يبدو كالكوخ الريفي ثم دق الجرس فإذا بسيدة عجوز تفتح له الباب فوجد ألة الكمان وقاعة كبيرة لبيته الضوء يسبح فيها الحوائط كلها كتب ساعة قديمة جدا مائدة عريضة جدا إناء عريض من المعدن تملؤه مجموعة من الزهور ثم دخل العالم أينشتاين.

للوهلة الأولى لاحظ الأستاذ هيكل على أينشتاين نحافته وقصر قامته وكان يرتدى ملابس يبدو أنها منذ عشر سنوات قديمة غير مهتم بمظهره وتحدث إلى الأستاذ هيكل بعد أن قال له الأستاذ إن العالم يعتبرك أحد أهم علماء القرن العشرين ورد أينشتاين بأن هناك مبالغة وأنه لا يستحق كل هذا الاهتمام لاحظ الأستاذ هيكل أن مكتبة أينشتاين بها عديد الكتب التى كتبت بالألمانية فسأله هل جئت للولايات المتحدة هروبا من النازى وتركت ألمانيا لهذا السبب ؟ رد أينشتاين وهو كان ألمانيا أنه جاء للولايات المتحدة لأنه عالم جديد عالم له من المستقبل والطموح في العلم والتكنولوجيا ثم استأذن الأسناذ للذهاب معا للسير في حديقته التى تشبه الغابة الجميلة بألوان أشجارها وزهورها واستأنفا الحديث مجددا فراح أينشتاين يشرح نظريته التى غيرت شكل العلم في العالم النظرية التى غيرت وجه التاريخ ثم تبحر أينشتاين في شرح النسبية التى اكتشفت طاقة الفوتون وهى كتلته في مربع السرعة.

وقال له الأستاذ أنه لا يستطيع استكمال تلك الشروحات ولكن سأله عن السلاح النووى قال له أينشتاين أن السلاح النووى هو سلاح ردع ولكنه تفاجأ من أثر القنبلتين اللتان ألقيتا على هيروشيما ونجازاكى وقال أنه بعد الانفجار حدث غبار نووى وزلزال ثم صقيع نووى أثر خطير بسبب ذلك السلاح المميت ، وأثناء السير تناولا قضية الفكر في العالم العربي فكان حديث الأستاذ أن العالم العريي هو من كان له الفضل في الفكر والإبداع والعلم وهناك أمثلة على ذلك رفاعة الطهطاوى وعلى مبارك والشيخ محمد عبده وطه حسين كل هؤلاء من المبدعين كانوا قد وصلا إلى مفترق طريق أثناء السير وكان هناك عدد من طلاب الجامعة الذين سارعوا للحصول على توقيع أينشتاين كانوا يتعاملون معه أنه واحد من الأساطير.

تحدث معه الأستاذ عن قضية مشهورة في ذلك الوقت قضية جوليوس روزنبرج وزوجته رشيل الذان سربا سر الأسلحة النووية للاتحاد السوفييتي فسأله الأستاذ عن علاقته بالقنبلة الذرية قائلا أينشتاين أن نظريته النسبية هي التى أدت لنجاح العلماء في انشطار ذرة اليورانيوم واكتشاف تلك الطاقة النووية وكان هناك تسارع وإسراع أمريكي أن تصنع ذلك السلاح النووى قبل الألمان لأن هتلر استطاع أن يجلب اليورانيوم من الكونغو ولو حصل على سلاح نووى لاستعبد البشرية وكان لا يجب أبدا أن يصل ذلك السلاح النووى بين ايديه فاستخدامه كان حتميا حتى يستسلم دول المحور والنازية إلى أن انتهت الحرب وكنت مشرفا من بعيد على هذا المشروع في عهد روزفلت ، واعترف أينشتاين أن استخدام السلاح النووى لم يكن فقط من أجل استسلام اليابان ولكن الحقيقة أنه كان من أجل ترهيب الاتحاد السوفييتي بصنع ذلك السلاح النووى مضيفا إلى أنه لم يكن لأن يكون حكرا لدولة معينة فكان من المؤكد ان ذلك السلاح النووى سوف يكون في دول أخرى ، تناقش هيكل مع أينشتاين كثيرا واستغرقت الزيارة أكثر من الوقت المحدد لها ويروى هيكل أنه جلس على مكتب العالم بحضوره وبعد انتهاء النقابلة ودعا بعضهما ثم أمر أينشتاين أن يحضر له للأستاذ تاكسي يقله إلى محطة القطار ثم امتطى الأستاذ هيكل القطار في رحلة لم يكن هو ليتوقعها وثم عاد إلى القاهرة الأستاذ هيكل وتمت دعوته للعشاء بحضور الزعيم عبد الناصر ونهرو وهمس الزعيم عبد الناصر في أذن نهرو بأن هذا الرجل يقصد هيكل هو من قابل أينشتاين وتحدث نهرو مع الأستاذ هيكل أنه أيضا قابل عالم الرياضيات براتند راسل وهذه الزيارة للتاريخ اعتبرها فريدة من نوعها في تاريخ شخص مؤرخ مثل الأستاذ هيكل إلى اللقاء الجزء الثانى وزيارة أخرى للتاريخ.

بعد الإطلاع على المقال يمكنك متابعة مركز العرب على فسيبوك  وتويتر وشاهد قناتنا على يوتيوب 

اظهر المزيد

موضوعات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى