رأي

د. سيد عيسى يكتب.. رمضان تهذيب للنفوس.. والاستمرار في الطاعة الهدف

أيام قليلة ويغادرنا شهر رمضان بكل ما فيه من خير وبركة ونفحات مباركة، فاز فيه من صام نهاره وأقام ليله وتوسع في أعمال الخير، في هذا الشهر الكريم يظهر الترابط والتكاتف والتراحم بين الناس، فتجد موائد الرحمن في كل أرجاء المحروسة، وتجد المساجد عامرة بذكر الله ما بين قيام ليل وتهجد وعبادة وتقرب إلى الله، هذ منهج أغلب الناس في شهر رمضان.

ولكن بعد انتهاء شهر رمضان بكل ما فيه من أعمال خير متنوعة، يعود الناس إلى سيرتهم ما قبل رمضان، والله -عز وجل- جعل هذا الشهر الكريم من أجل تهذيب النفس والاستمرار في الطاعة بعد الشهر الكريم، لأن المسلم الحق هو الذي يعبد الله في رمضان وغير رمضان، والشهر الكريم فرصة حقيقية لتدريب النفس على الطاعة، وبذل الجهد في التمسك بأخلاق رمضان بعد انتهاء الشهر.

إن الدين الإسلامي الصحيح يدعونا إلى كل صفات الخير في كل الأيام، يدعونا إلى الرحمة والتسامح والسلام فيما بيننا، يدعونا إلى التعاون على البر والتقوى ورفض الإثم والعدوان، يدعونا إلى صلة الرحم، يدعونا إلى صدق الحديث، يدعونا إلى التصدق وكل مناقب الخير.

فالإسلام الصحيح كما جاء في حديث سيدنا جعفر بن أبي طالب مع النجاشي ملك الحبشة عندما سأله عن الإسلام فقال: أيها الملك، كنا قوماً أهل جاهلية، نعبد الأصنام، ونأكل الميتة، ونأتي الفواحش، ونقطع الأرحام، ونسيء الجوار، ويأكل القوي منا الضعيف فكنا على ذلك، حتى بعث الله إلينا رسولاً منا نعرف نسبه وصدقه، وأمانته وعفافه، فدعانا إلى الله لنوحده ونعبده، ونخلع ما كنا نحن نعبد وآباؤنا من دونه من الحجارة والأوثان، وأمرنا بصدق الحديث، وأداء الأمانة، وصلة الرحم، وحسن الجوار، والكف عن المحارم والدماء، ونهانا عن الفواحش وقول الزور، وأكل مال اليتيم، وقذف المحصنات، وأمرنا أن نعبد الله وحده لا نشرك به شيئاً، وحرمنا ما حرم علينا وأحللنا ما أحل لنا.

هذا هو دين الإسلام الصحيح الذين يدعو إلى الخير والمحبة والسلام والصدق والرحمة وصلة الرحم، ويرفض الشر والبغض والعدوان والكذب والغلظة وقطع الأرحام.

وفي النهاية أقول إن شهر رمضان فرصة حقيقية للعودة إلى الله والاستمرار في العبادة وفعل الخيرات وترك المنكرات وإقرار السلام بين الشعوب العربية التي أصابها الخلاف والشقاق والنزاع دون مبرر.. كل عام ومصر والأمة العربية والإسلامية والبشرية جمعاء بخير وسعادة.

بعد الإطلاع على المقال يمكنك متابعة مركز العرب على فسيبوك  وتويتر وشاهد قناتنا على يوتيوب

اظهر المزيد

موضوعات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى