رأي

إشتيوي الجدي يكتب .. الذكرى الثانية عشر لفاجعة مذبحة شباب “ورفلة بني وليد”

الكاتب دبلوماسي ليبي سابق

في مثل اليوم 27 من شهر مارس 2013، شاع نبأ فاجعة مذبحة شباب ورفلة بني وليد الذين قُتلوا تحت التعذيب على أيدي مجرمي ميليشيات مصراتة الإرهابية، بعد مُضي ستة أشهر على اعتقالهم إبان العدوان الميليشياوي الآثم على مدينة بني وليد خلال الفترة ( من 09/25 الى 10/24) لسنة2012.

مرّت اثنا عشر سنة على مذبحة العشرات من شباب ورفلة بني وليد الأسرى المعتقلين في سجون مدينة مصراتة، الجريمة البشعة الغادرة التي نفذها ميليشياويين مصاريت عديمي الدين والإنسانية ضد أسرى معتقلين مكبّلين في السجون.

في هذه المذبحة التي تعكس الوجه البشع للميليشياويين المصاريت، أرتقت أرواح عشرات الشهداء وستبقي زاكية ترفرف عالية تطارد الميليشياويين المصاريت القتلة أينما كانوا وحيثما حلوا.

يوم 27 مارس 2013 ، مدينة بني وليد وقبائل ورفلة قاطبة هبت لتقديم كل أوجه المساندة لأسر هؤلاء الشهداء وهي عازمة على القصاص من كل من امتدت يده الآثمة وتجرأت على ارتكاب تلك المذبحة البشعة.

لكن للأسف، بفعل الخوف من بطش ميليشيات مصراتة الإرهابية، معظم الليبيين آنذاك وقفوا موقف المتفرج أمام تلك الصور المفزعة التي نُشرت يوم السابع والعشرين من مارس 2013، لعشرات الشهداء من ابناء قبائل ورفلة بني وليد الذين قُتلوا تحت التعذيب في سجون ميليشيات مصراتة الإرهابية. متناسين حقيقة أن الخوف يولّد مزيداً من الخوف ولن ينقذ هذا الوطن من ظلمائه إلا شجاعة قول الحق والوقوف العلني ضد كل القتلة الميليشياويين.

الأدهى والأمر موقف مسؤولي السلطات القضائية المُخجل وهم يتفرجون على دماء معتقلين مدنيين أبرياء سُفكت ظُلماً داخل السجون على أيدي ميليشيات إرهابية ولم يحركوا ساكنا، مع أن منظمات حقوقية ليبية وعربية ودولية أصدرت العديد من التقارير حول حالات تعذيب وقتل المعتقلين في السجون الليبية، إلا أنه لم يحدث أن أتخدت أياً من الحكومات الفبرايرية التي تعاقبت على السلطة منذ 2011، أي موقف حازم ضد السجون التي يمارس القائمين عليها التعذيب والقتل خارج القانون.

وها قد مرّت اثنا عشر سنة على تلك المذبحة الشنيعة، ولم تحرك حكومة الوحدة الوطنية أو بالأحرى حكومة الدبيبة ساكنا، فأيُ عدلٍ يُنتظر عندما يكون الحاكم هو نفسه القاضي والجلاد؟ أو بتعبير أدق، عندما يكون رئيس الوزراء والنائب العام والقاتل جميعهم مصاريت!!

رغم ذلك ماانفك أهل بني وليد وعموم ورفلة صابرون قابضون على الجمر، يضربون في كل مرة المثل والقدوة في حب ليبيا والانتماء اليها، كي تنتصر على كل مؤامرات الشر وعلى كل من يخطط للنيل من وحدتها الوطنية. فلهم التحية، والمجد لشهداء

بني وليد ولعن الله قاتليهم الجبناء.

بعد الإطلاع على المقال يمكنك متابعة مركز العرب على فسيبوك  وتويتر وشاهد قناتنا على يوتيوب

اظهر المزيد

موضوعات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى