رأي

د. سيد عيسى يكتب: في (2024) هل تضع الحرب أوزارها؟

الكاتب، رئيس مجلس إدارة مجموعة (عيسى جروب)

لملم عام (2023) أوراقه وطوى صفحاته بكل ما فيها من أحداثٍ على كافة الأصعدة، فلقد شهد هذا العام أحداثاً كثيرة على المستوي الدولي والعربي والمحلي، جلُّ هذه الأحداث ظهرت فيها أهمية بناء مؤسسات الدولة، وإنهاء الصراعات الداخلية، إذ استطاعت الدولة المصرية أن تعلن عن قوتها من خلال  قوة قرارها السياسي الذي يسعى إلى وقف النزاعات والحروب والدعوة إلى السلام.

وعلى المستوى العربي استقرت الأوضاع كما هي، فهناك دولٌ تبحث عن التنمية والرخاء والتقدم، وتمشي في هذا المسار، وأخرى لاتزال مستمرةً في خلافاتٍ وصراعات ونزاعات غير مبررة، وكان آخرها ما يحدث في السودان الشقيق من حربٍ ضروس أتت على الأخضر واليابس، وهجرت الملايين دون مبرر حقيقي، وهو المشهد الذي أضر بالشعب السوداني والعربي  ودمر المؤسسات السودانية، وتسبب في مشاكل وأضرارٍ لدول الجوار، ولايزال الصراع مستمراً.

وفي عام (2023) استمرت الحرب الروسية الأوكرانية، وظهرت خلافاتٌ دولية في مناطق أخرى قد تؤدي إلى حروبٍ واسعة النطاق، ومنها الخلافات في أمريكا اللاتينية  بين عددٍ من الحلفاء والولايات المتحدة، وكانت أحداث 7 أكتوبر في غزة الشقيقة هي الأبرز والأهم على المستوى العربي والإسلامي والدولي، إذ تم استهداف المدنيين العزل في واقعةٍ إجرامية تضاف إلى سجل نتنياهو الإجرامي، وحكومته المتطرفة، وكان الموقف المصري الأردني والعربي والإسلامي موقفاً ثابتاً يرفض ما يحدث ويساند الأشقاء في فلسطين، حتى لا يتم تصفية القضية، كما سعت مصر إلى تقديم مقترحٍ بشأن وقفٍ دائم لإطلاق النار والعودة إلى حل الدولتين، بعد أن ظهر الوجه القبيح للعالم، وخاصةً المساندين للاحتلال، وفي مقدمتهم أمريكا والغرب، الذين دعموا إجرام نتنياهو والمتطرفين الذين يشاركون استهداف العزَّل من الأطفال والنساء والشيوخ، في جريمةٍ نكراء لم يشهد التاريخ مثلها من الحرب العالمية الثانية.

وتبقى الحرب على غزة هي الأبرز والأكثر دمويةً في السبعين عاماً الأخيرة، وكما تلقي الحرب الروسية الأوكرانية بظلالها على الاقتصاد العالمي.

أما على الصعيد المحلي فقد شهدت مصر انتخاباتٍ رئاسية حرة نزيهة تعد الأكثر مشاركةً في تاريخها الحديث، وفاز فيها صاحب المواقف البطولية منذ عام (2013) وحتى اليوم، وهو الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي أعاد الشعب انتخابه بنسبة 90%  وبإجمالي ما يقارب من 40 مليون صوتٍ  مصري.

فنحن جميعاً ندرك أن الحرب توجد الدمار والخراب وتوقف التقدم، والسلام يصنع التنمية والبناء، وهذا هو نهج الدولة المصرية الذي ظهر في كل قرارات الرئيس السيسي حول الحرب على غزة،  والإجرام الإسرائيلي، ويبقى السؤال المطروح وهو هل تضع الحرب أوزارها في (2024) ويعم السلام؟.. أم تتسع دائرة الحرب؟.

ولذلك أتمنى أن يكون عام (2024) عام وقف الحرب على غزة، والعودة إلى حل الدولتين، وأن يكون عام تعافي الاقتصاد المصري، وأن يعم بلادنا الرخاء، وأن يكون عام السلام في الدنيا كلها، ويعيش وطننا العربي وعالمنا الإسلامي في سلامٍ ورخاء وازدهار، وتختفي الهيمنة الأمريكية على العالم، وأن ينتهي التآمر والتربص بالعرب والمسلمين، كما أتمنى أن تضع الحرب أوزارها في السودان، ويحدث توافقٌ في ليبيا واليمن وسوريا والعراق، وكل المناطق العربية الملتهبة، وأن يوفق الله الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى ما فيه الخير للبلاد والعباد.

كما أتمنى أن يوفقني الله إلى صالح الأعمال، ويرزقني وأهلي ووطني الصواب، ويجعلنا من الصالحين، عامٌ جديد.. عام خيرٍ ونماءٍ وسلام على مصر والوطن العربي والأمة الإسلامية، وكل عامٍ ومحبي السلام في العالم بخيرٍ ورخاء.

بعد الإطلاع على المقال يمكنك متابعة مركز العرب على فسيبوك  وتويتر وشاهد قناتنا على يوتيوب

 

اظهر المزيد

موضوعات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى