رأي

عمرو حسين يكتب .. قراءة تحليلية لانتخابات الثلاثاء الكبير

إن ما حدث في انتخابات الثلاثاء الكبير يوم ٥ مارس كان له الصدى الكبير داخل بلاد العم سام في السباق المحتدم نحو البيت الأبيض لانتخابات الرئاسة الأمريكية المقرر عقدها في ٥ نوفمبر ٢٠٢٤ .

اقرأ أيضا: ليبيا في أسبوع.. الحكومة الموحدة شرط البرلمان لإجراء الانتخابات والبعثة الأممية تدعو القادة للتوافق

وفي قراءة تحليلية لانتخابات super tuesday للحزبين الديمقراطي والجمهورى يتعلق “الثلاثاء الكبير” بعدد المندوبين الذين يمكن لكل مرشح الحصول عليه، إذ يمنح هذا اليوم وحده أكثر من ثلث إجمالي المندوبين المتاحين في كل من الانتخابات التمهيدية الرئاسية للحزبين الجمهوري والديمقراطي عبر 16 ولاية، مما يضفي أهمية كبيرة تجعل “الثلاثاء الكبير” ، فقد فاز ترمب الرئيس السابق في ١٤ ولاية بينما فازت نيكي هايلى حاكم نورث كارولينا السابق وسفير الولات المتحدة في الأمم المتحدة في عهد ترمب في فرمونت وواشنطن فقد أظهرت تلك الانتخابات قوة ترمب في السيطرة على الحزب الجمهورى والذى صرح بدوره أن يوم الثلاثاء كان كبيرا ومذهلا ورائعا ولذلك فهو كبيرإذ يحتاج الرئيس السابق دونالد ترمب، الذي فاز في جميع المعارك التي ظهر فيها اسمه على بطاقة الاقتراع للوصول إلى ما يسمى الرقم السحري، وهو 1215 مندوباً، ليضمن بذلك غالبية أصوات المندوبين الذين يفترض أن يصوتوا له في المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري، في منتصف شهر يوليو ، بمدينة ميلواكي في ولاية ويسكونسن. وأدركت نيكى هايلى أن منافستها لترمب أصبحت مستحيلة ولذلك فقد اعلنت انسحابها من الانتخابات مما يمهد الطريق لدونالد ترمب للسير قدما نحو انتخابات الرئاسة في نوفمبر القادم .

وبالنسبة للرئيس بايدن الذي فاز أيضاً بغالبية ساحقة في جميع المنافسات الديمقراطية، ينتظر أن يقترب أيضاً من الرقم السحري الذي يبلغ حالياً 1968 مندوباً، بما يضمن له أن يصبح المرشح المفترض في غياب أي منافسة قوية من باقي المرشحين الديمقراطيين في أغسطس القادم ، لكن على رغم انتصار بايدن في جميع الولايات الـ15 التي نظمت منافسات ديمقراطية، إضافة إلى المؤتمرات الحزبية في ولاية أيوا، إلا أنه تعثر في جزر ساموا، وهي منطقة أميركية صغيرة في المحيط الهادئ، حيث تفوق عليه رجل الأعمال الديمقراطي غير المعروف، جيسون بالمر، ومع ذلك جاءت المصاعب الحقيقية من ولاية مينيسوتا التي قدمت مثالاً صارخاً لتصويت احتجاجي آخر، حيث أقنع النشطاء المدافعون عن الفلسطينيين في غزة عدداً كافياً من الناخبين بالإدلاء بأصواتهم تحت مسمى “غير الملتزمين” من أجل إيصال رسالة قوية إلى الرئيس في شأن سياساته الداعمة لإسرائيل، ما أدى إلى فوزهم بنحو سبعة مندوبين من أصوات الولاية.

حيث سجل الديمقراطيون عدم رضاهم عن الرئيس في ولايات أخرى أيضاً، ففي ولاية نورث كارولينا، أدلى 12 في المئة من الناخبين بأصواتهم لصالح “عدم وجود أي تفضيل” بعد فرز أكثر من 95 في المئة من الأصوات، وفي ولاية ماساتشوستس، حصل “لا تفضيل” على ما يقرب من 9 في المئة، في تأكيد جديد على أن ما شهدته ولاية ميتشغان الأسبوع الماضي، حينما اختار أكثر من 100 ألف ناخب التصويت كغير ملتزمين، أصبح لا يتعلق بالعرب الأميركيين والمسلمين فقط، ما يكشف عن ضعف في محاولة إعادة انتخاب بايدن، بخاصة أن عديداً من أولئك الذين دعموه في عام 2020 لا يعتقدون أن سياساته ساعدتهم.

وحجز ترمب البالغ 77 سنة تقريباً بطاقة ترشيح الحزب الجمهوري للرئاسة خلال انتخابات الثلاثاء الكبير الذي شهد فوزه في 14 ولاية من أصل 15، حيث انتزعت منه منافسته نيكي هايلي ولاية فيرمونت قبل أن تعلن انسحابها لاحقاً من السباق.
وفاز بايدن البالغ 81 سنة أيضاً في كل الولايات باستثناء خسارته في منطقة ساموا الأميركية الصغيرة بالمحيط الهادئ.

ومن المؤكد تقريباً أن ترمب سيكون خصمه في انتخابات نوفمبر وستكون تلك مباراة إياب لمباراة الذهاب التى كانت في انتخابات عام ٢٠٢٠ والتى تنتهت بفوز حو بايدن على نظيره ترمب في انتخابات كانت مثيرة رفض فيها ترمب الاعتراف بالهزيمة وتسليم جو بايدن مقاليد الحكم في البيت الأبيض كعادة رؤساء الولايات المتحدة ولكن انتخابات هذا العام لن تكون بين بايدن وترمب فقط بل سيكون هناك مرشح ثالث وهو جونيور كينيدي ابن شقيق الرئيس الـ35 للولايات المتّحدة جون إف. كينيدي، ترشّحه للانتخابات الرئاسية الأميركية كمستقل وانسحب من الحزب الديمقراطي ، وفي الولايات المتأرجحة الرئيسية يمكن أن يكون للمرشح المستقل تأثير كبير على نتيجة السباق الرئاسي ووفقًا للاستطلاعات التي أجرتها صحيفة “نيويورك تايمز”، و”كلية سيينا” حصل كينيدي على نسبة أصوات تزيد عن 25 بالمئة في الولايات الست التي فاز بها بايدن في 2020 وهي جورجيا وأريزونا وويسكونسن وبنسلفانيا ونيفادا وميشيغن.

بعد الإطلاع على المقال يمكنك متابعة مركز العرب على فسيبوك  وتويتر وشاهد قناتنا على يوتيوب

اظهر المزيد

موضوعات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى