رأي

د. محمد جبريل العرفي يكتب.. إنما العروبة اللسان فلا تأبهوا للفقاقيع القطيطية

تظهر فقاعات ثم تختفي، كفقاعة عارض الملابس الداخلية (قطيط)، أو المزور عميل الإنجليز.
فمن هم السكان الأصليون؟ أليس التحنو أقدم مكون ذكره التاريخ لسكان ليبيا؟
المؤرخ الأمازيغي ابن خلدون يقول: الأمازيغ كنعانيون يعودون إلى حام بن نوح عليه السلام،
(الإدريسي) يقول “الأمازيغ” حميرية يمنية هاجروا من “فلسطين” إلى شمال إفريقيا، عندما قتل النبي “داوود” ملكهم “جالوت”
وحديثًا قادت الدكتورة (اناستاسيا استيبانوفا) فريق بحث في أَرشِيف الفِيديرالية الرُوسية في تاريخ المشرق العربي وإفريقيا برهن أن صنهاجة يمنية حميرية.

العالم اليمني “الحسن الهمداني” في الموسوعة العالمية للحميريين والتي جَمعها بكتاب (الإكليل) أكد أن أصول الأمازيغ مرة ابن عبد شمس.
هاجر الفينيقيون قبل 20 ألف سنة، من اليمن إلى الشام، ومنها إلى المغرب العربي منذ 3500 سنة، وكونوا قرطاج، التي سادت البحر المتوسط بحضارتها ولغتها الكنعانية 17 قرنًا، إلى أن دمرها الرومان 146 ق.م، واستعمرها الرومان والوندال والبيزنطيون 8 قرون دون أن يتركوا في الأمازيغية الكنعانية كلمة. إلى أن جاء العرب المسلمون فأوصلوا بين حلقتي الحضارة العربية.
توجد بعض القبائل بضفار وجنوب اليمن ما زالت تتكلم لغة شبيهة بالأمازيغية، وتوجد أسماء باليمن متطابقة مع أسماء لقبائل أمازيغية كالشلوح ومكناسة، و(قارة الصنهاجة) بحضرموت.المذهب الاباضي منتشر في عُمان وليبيا.
اللغة الأمازيغية من اللغات التي تفرعت عن اللغة العربية مثل كنعانية التوراة، وآرامية الإنجيل، وعدنانية القرآن الكريم. والأمازيغية فُتتت إلى لهجات حسب الجهات، لدرجة يصعب التفاهم بين جماعة أمازيغية وأخرى.
ولكون العروبة ليست عرقًا بل لغة وثقافة وأهدافًا مشتركة، فقد ساهم الأمازيغ في تطوير اللغة العربية، أمثال (ابن معطي الزواوي) الذي نظم النحو العربي في ألف بيت، و(البصيري) الشاعر الأمازيغي صاحب قصيدة البُردة في مدح الرسول، و(ابن آجروم الصنهاجي) بكتابه الآجرومية في النحو، و(ابن منظور) ألامازيغى صاحب لسان العرب..
د. عثمان سعدي (من النمامشة، أكبر قبيلة أمازيغية، مناضل في جبهة التحرير الجزائرية)، في كتابه “الأمازيغ عرب عاربة” يثبت أن الأمازيغية لهجة منحدرة من العربية الأم منذ آلاف السنين، وأن 90% من كلماتها عربية، العربية سميت “لغة الضاد” والضاد أيضًا من المميزات الصوتية للأمازيغية.
كما بذل د. محمد علي عيسى أستاذ الآثـار والحضارات القديمة بجـامعة الفـاتح جهودًا مثمرة بالمجال.
قبل 1830، لم يكن هناك أمازيغي واحد قال إنه ليس عربيًّا، أو طالب باستبدال اللغة العربية بالأمازيغية، فالانفصالية مؤامرة استعمارية فرنسية، فأسسوا الأكاديمية البربرية سنة 1967 في جامعة باريس، التي أهلت العشرات وربطتهم بالاستخبارات، بهدف سيطرة الفرانكفونية على المغرب العربي وسلخه عن أمته، واخترع الفرنسي (جاك بينيت) عضو الأكاديمية العلم الأمازيغي، فاعتمده الكونجرس الأمازيغي في جزر الكناري عام 1997، العجيب أنه يرمز إلى الديانة الإبراهيمية برموزها الثلاثة؛ الشمعدان والصليب الهلال.
الأمازيغ اعتزوا بنسبهم القحطاني اليماني الحميري، فالشاعر الحسن المسيلي، مدح ابن باديس الصنهاجي:
“يا ابن الأعزة من أكابر حمير وسلالة الأملاك من قحطان”
ويفتخر شاعر تارقي بنسبه فيقول:
“قوم لهم شرف العلى من حميــر.. غلب الحياء عليهم فتلثمــوا”
المتفرنسون يعتبرون الفتح الإسلامي “احتلالًا”، لا تحريرًا للمغرب العربي من الاحتلال الأجنبي وتوحيدًا للأمة، وتناسوا تحالف مملكة نوميديا الأمازيغية مع القائد الفينيقي العربي هنيبعل ضد الرومان؛ وأن الجرمنت قاوموا الإغريق، وثاروا ضد الرومان خلال القرن الأول.
الديانة الفينيقية، التي اعتنقها الأمازيغ، (المؤسسة على شبه توحيد)، كانت منتشرة بين العرب، كالإله (بعل عمون) الذي ورد بالآية: (أَتَدْعُونَ بَعْلًا وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ الْخَالِقِينَ).
مما جعل نفوس الأمازيغ جاهزة لاستقبال الدين الإسلامي ولغته العدنانية، فلم تمر خمسون سنه حتى صاروا جميعًا مسلمين عربًا، يتحدثون العربية ويكتبونها.
بمجرد سقوط الخلافة العباسية، عاد الفرس فرسًا بلغتهم، والأتراك أتراكًا بلغتهم. بينما الأمازيغ احتفظوا بعروبتهم وأنشأوا الدول الإسلامية، مثل الفاطمية نسبةً لآل البيت.
عندما تضعف الأمم، يغيب العدل، فيبحث الناس عن الأمن بالانتماء الجهوي أو العرقي أو القبلي، فعندما ضعفت الدولة العثمانية، اندلعت حروب قبلية أدت إلى تهجير قبائل بأكملها، ثم غزتنا إيطاليا فتوحد الليبيون في مواجهة الغزاة. كان العهد الملكي فترة وئام اجتماعي رغم أنه كان نظامًا طبقيًّا يحكمه المطلينون والعائلات المتنفذة كعائلة (الشلحي الأمازيغية)، ثم مرت فترة أمن واستقرار لأكثر من أربعين عامًا من العدالة الاجتماعية والأمن بنظام حكم شارك فيه كل الناس، فكان الأمازيغ والطوارق والتبو شركاء في كل المستويات، من الوحدويين الأحرار ومؤتمر الشعب العام والأمناء التنفيذين، أمثال زكري ومحمد التبو وشلبك وكنه، وحفيانة والمنصوري والشريف وغيرهم. إلى أن تم التغلب على ذلك النظام الوطني، فغاب القانون وانهار الأمن، فلجأ الناس إلى تركيباتهم الجهوية أو القبلية لتأمين أنفسهم، كما أن المحاصصة زادت من الاصطفافات على أسس قبلية أو جهوية مثل شرق وغرب وجنوب، وحتى داخل الجهة الواحدة بدا التفتت كما في برقة بين البيضاء والحمراء أو داخل القبيلة الواحدة.
لكن ستختفي فقاعة يفرن لأنها معزولة عن قبائلها، وأداة للمؤامرة الغربية الصهيونية، إن قام نظام وطني عادل وقوي يقلم أظافر الأجنبي. فما يضيرني أن أكون عربيا يقدر عاليًا أخاه الأمازيغي، أو أمازيغيًّا يعتز بعروبته.

بعد الإطلاع على المقال يمكنك متابعة مركز العرب على فسيبوك  وتويتر وشاهد قناتنا على يوتيوب

اظهر المزيد

موضوعات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى