تقدير موقف

بعد قصف الزاوية واشتباكات طرابلس..  ما هو مصير الانتخابات الليبية؟

بموازاة الفوضى الأمنية التي تعصف بمناطق الغرب الليبي من قصف قوات تابعة لحكومة الوحدة الوطنية المنتهية الولاية، برئاسة عبدالحميد الدبيبة لمدينة الزاوية وإشتباكات للميليشيات المسلحة الموالية لها في العاصمة طرابلس، يستمر المبعوث الأممي الى ليبيا عبدالله باثيلي ببذل الجهود لإنجاح مبادرته القاضية بإجراء إنتخابات قبل نهاية العام الجاري.

حيث ناقش الدبيبة مع باتيلي أبرز تطورات الوضع السياسي المحلي والإقليمي، واستعرض خلال اللقاء في مقر الحكومة في طرابلس سبل تنسيق ودعم جهود البعثة الأممية في ليبيا، كما تطرق إلى ملف عمل الفرق التنظيمية المشتركة التي جرى الاتفاق على تشكيلها في وقت سابق بهدف تنسيق الجهود وتبادل وجهات النظر بين الطرفين.

وفي هذا السياق كشفت مصادر إعلامية نقلا عن  أحد أعضاء لجنة 6+6 المشتركة بين مجلسي النواب والدولة للإتفاق على القاعدة الدستورية، والمنعقدة في المغرب، أن اللجنة ما تزال تبحث في شروط الترشح للانتخابات الرئاسية، بعيداً عن التطرق لأشخاص بعينهم.

فيما أكد جلال الشويهدي، رئيس وفد مجلس النواب في اللجنة، أنهم حققوا تقدماً حول مقاعد مجلسي النواب والشيوخ القادمين، وأنهم حريصون على الوصول لإطار توافقي وشامل للانتخابات، إلا أن الخبراء السياسيون يشككون بهذا التوافق في هذا الزمن القياسي، مع الأخذ بعين الإعتبار مدى التفاوت الكبير والمزمن الحاصل بين آراء وطموحات ورغبات الأطراف السياسية، مما يدل على وجود طرف ثالث نجح في ممارسة ضغوطات على عدد من أعضاء اللجنة لتمرير قوانين تخدم مصالح ذاتية وأجندات خارجية.

ويرى مراقبون أن هذا السيناريو واقعي جداً، بعد العودة الى الأحداث التي رافقت ملتقى الحوار الوطني في جنيف في العام 2020، من تلقي أعضاء بالملتقى رشاوى تتراوح بين 150 ألف دولار و200 ألف دولار، للتصويت للدبيبة كرئيس للوزراء. ويرجح الخبراء بأن يكون الدبيبة ومن خلفه الولايات المتحدة الأمريكية من يضغط ويرشي في الـ6+6 من أجل تسييس الإنتخابات وإقصاء منافسي الدبيبة والشخصيات الوطنية الأخرى عن الترشح.

يُشار الى أن مبادرة باتيلي تتلقى دعماً كبيراً من قبل الإدارة الأمريكية، في ظل الغموض الذي يلفها، مما يدعو للتفكير بأن الولايات المتحدة الأمريكية التي حركت الأزمات الكثيرة حول العالم وقلبت أنظمة وخلقت فوضى، لا تريد لليبيا أن تذهب نحو إنتخابات نزيهة، بل تريد من الدبيبة الإستمرار في السلطة من أجل تحقيق أهدافها في الهيمنة والسيطرة على مقدرات الشعب الليبي.

من جهة أخرى، أكد عضو مجلس النواب، المبروك الخطابي، أن التوتر الأمني في طرابلس والزاوية سيكون له انعكاس سلبي على الانتخابات المنتظرة، حيث قال: “لا يمكن إجراء انتخابات إلا في وضع مستقر أمنيا، وقد يتعرض بعض المترشحين للتهديد في ظل وجود أجسام متعددة بولاءات مختلفة”. وأضاف: “يجب أن يكون هناك جسم أمني موحد في كامل البلاد تنضوي تحته كل الأجسام الأمنية وتأتمر بأمره، فالانفلات الأمني قد يؤثر نفسياً بالدرجة الأولى على الناخبين”.

بينما أشار المحلل السياسي الليبي كامل المرعاش الى أن المُصادمات العسكرية التي تجري في ليبيا حالياً “مُخطط لها”، والدبيبة أصبح طموحه أكبر في السيطرة على الغرب الليبي وإنهاء كل خصومه السياسيين. فيما قال الناشط السياسي من مدينة الزاوية حسام بشينة، إن القصف الأخير لم يستهدف مواقع مسلحين موالين لحكومة الدبيبة منتهية الولاية، ولفت إلى أن هناك مخاوف من أن تؤدي العملية إلى تقوية المجموعات المسلحة الموالية للحكومة.

بعد الإطلاع على المقال يمكنك متابعة مركز العرب على فسيبوك  وتويتر وشاهد قناتنا على يوتيوب

اظهر المزيد

موضوعات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى