رأي

د. سيد عيسى يكتب.. بين الحقيقة والخيال يبقى محمد صلاح نموذجا وقدوة للنشء والشباب العربي 

بين الحقيقة والخيال

الحقيقة والخيال في الحياة يفصلهما خيط رفيع، هذا الخيط يحول الخيال إلى حقيقة عندما تتمسك بهذا الخيال وتصنع له على أرض الواقع أعمدة وجدرانا تبني عليها الحلم ليصبح قصرا مشيدا في أرض الواقع، وقد ظن الجميع أنه خيال لن يتحول إلى حقيقة، وإذا تحدثت به قبل تحقيقه ظن الجميع أنك أصبت بالجنون، لأنه أمر لا يصدق في الواقع.

خيال أصبح حقيقة 

التاريخ الإنساني به الآلاف من الحالات التي ينطبق عليها الكلام السابق وهو تحول الخيال إلى حقيقة، وتحقيق الحلم المستحيل، ولذلك سوف أتحدث اليوم عن خيال أصاب أرض الوقع فتحقق وأبهر الجميع وأصبح نموذجا يسعى الجميع إلى أن يكون موجودا في أولادهم أو أحفادهم إنه نموذج (محمد صلاح) الفريد.

من نجريج الى ليفربول

تخطت مسيرة محمد صلاح نجم فريق ليفربول الإنجليزي ومنتخب مصر كل التوقعات والأحلام، إذ حقق اللاعب ما لم يحققه أحد في تاريخ العرب، وخاصة إذا نظرنا إلى الظروف التي أحاطت بمسيرته في الملاعب التي انطلقت من قرية نجريج إحدى قرى محافظة الغربية بمصر وحطت رحالها في أحد أهم ملاعب كرة القدم وأقوى دوريات العالم (الدوري الإنجليزي) وفريق ليفربول العريق، ولا يزال الخيال ينسج قواعده على أرض الواقع.

عظماء كرة القدم 

وبعيدا عن البطولات والإحصائيات التاريخية والجوائز التي لم ينقصها سوى الكرة الذهبية وأتوقع أن يحصل عليها (مو صلاح) الذي نضج بشكل مبهر ولا يزال لديه المزيد من الوقت للبناء حتى يصل إلى القمة وينضم إلى العظماء التاريخيين في عالم الساحرة، وخاصة بعد الأداء المبهر في المباراة التاريخية التي فاز فيها ليفربول على مانشستر يونايتد بسباعية في الدوري الإنجليزي أحزر صلاح فيها هدفين وصنع العديد من الفرص والأهداف.

قصة وعبرة

إن قصة حياة محمد صلاح فيها ما لا يعد ولا يحصى من العبر والمواعظ التي يجب أن يتعلم منها النشء والشباب في الوطن العربي، وهو أن الخيال قد يصبح حقيقة، ويجب أن نؤكد على أن هذا لن يحدث دون تخطيط وهدف وإصرار وصبر وطموح وثقة في النفس دون غرور واكتشاف المهارة وتنميتها دون كلل أو ملل، الإصرار على النجاح والتخطيط وفي النهاية سوف يتحقق النجاح.

النجاح في كل المجالات

إن العبرة من قصة نجاح محمد صلاح لا تقتصر على المجال الرياضي فقط، ولكنها تمتد إلى باقي مجالات الحياة، نريد محمد صلاح النموذج المبهر في الطب وفي الهندسة وفي علوم الفضاء وفي الجيش وفي الشرطة وفي الصحافة وفي الإعلام وفي التجارة وفي الصناعة وفي الزراعة وفي كل المجالات.

نموذج في الأخلاق

لقد عمل محمد صلاح على تنمية المهارات والقدرات التي يمتلكها وجعل ذلك منهجا للحياة وكان نموذجا في الأخلاق وفي التعامل مع الناس وفي التواضع، لقد أصر صلاح وصبر وجاهد وتعب وتخلى عن كل الملذات حتى يصعد سلم المجد، إن رحلته لم تعرف حتى اليوم سوى المشقة والتعب، فهو لا يزال صابرا ومتحملا وملتزما في سبيل تحقيق الهدف الأكبر وهو أن يحفر اسمه في سجل أساطير كرة القدم في العالم ويصل إلى المجد المنشود.

اغتنام الفرص

لقد جاهد محمد صلاح في البداية عندما كان يقطع المسافات الكبيرة بين قريته في محافظة الغربية ونادي المقاولون في القاهرة وهو يحمل حلما وفي نفس الوقت طاقة لا تنفد من الصبر وتحمل المشقة فكان النجاح والتوفيق حليفه في مصر، وعندما انتقل إلى الملاعب الأوروبية في سويسرا لم يتوقف الحلم ولم ينته الطموح إنما عمل على تحقيق الهدف وهو الوصول إلى قمة اللعبة في العالم وكان (الدوري الإنجليزي)، وعندما تحقق الحلم، لم يتوقف عن إثبات الذات واغتنم الفرصة في ليفربول وحقق على أرض الواقع ما كنا نظن أنه خيال وتوج بالجوائز وعشقته الجماهير وتغنت باسمه واسم مصر.

تخطيط وعمل

وفي النهاية أقول إن محمد صلاح نموذج للإرادة والتحدي قلما يتكرر، وهنا لابد أن تكون قصة نجاح محمد صلاح هدفا لكل من يملك الموهبة والمهارة في أي مجال، أن يرسم لنفسه طريقا يتجاوز الخيال وأن يعمل في صمت حتى يحول الخيال إلى حقيقة، وهذا لن يأتي دون تعب ومشقة وصبر وتخطيط وعمل.

بعد الإطلاع على المقال يمكنك متابعة مركز العرب على فسيبوك  وتويتر وشاهد قناتنا على يوتيوب

 

اظهر المزيد

موضوعات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى