الرئيسيةرأي

عبد الغني دياب يكتب.. هل يكون حفتر وباشاغا رهان ليبيا الأخير؟

الكاتب مدير وحدة الدراسات بمركز العرب للدراسات والأبحاث

حفتر وباشاغا رهان ليبيا

وسط أجواء مشحونة بالغضب وعدم الثقة بين كل الأطراف، تقترب ليبيا من انتخابات الـ24 من ديسمبر، بعد استبعاد كل من عبد الحميد الدبيبة، الذي ترشح بالمخالفة للقانون، وسيف الإسلام معمر القذافي، والذي ربما جرت عملية إبعاده سياسيا أكثر منه قضائيا.

في ظل مشهد معقد ومرتبك إلى حد كبير، يرغب عموم الليبيين تقريبا من الذهاب إلى صناديق الاقتراع يوم 24 ديسمبر الجاري، ربما الغالبية العظمي من استلموا بطاقاتهم الانتخابية يرغبون في الذهاب للانتخابات، كراهية لمشاهد الحرب التي لم تتوقف طوال 10 سنوات ماضية، وغالبيتهم يعرفون أن الانتخابات قد تولد نزاعا جديدا مع الخاسرين فيها، لكنهم يغامرون للمرة الأخيرة طمعا في الاستقرار، الذي غاب عن البلاد من اندلاع أحداث 17 فبراير 2011، والإطاحة بالنظام الجماهيري، ورغبة في بناء نظام سياسي يحظى بشرعية شعبية يلملم شتات البلاد.

 

بعيدا عن التحزبات الأيدلوجية والخلافات السياسية، وبنظرة أقرب للواقعية يظهر اسمي خليفة حفتر، وفتحي باشاغا، كأقوى اثنين يمكن أن يتنافسا في الانتخابات المقبلة، بعد استبعاد  القذافي الابن، والدبيبة، وحتى لو كان البعض يرى في استبعاد الأول إقصاءً متعمدًا، إلا أنه المعطيات على  الأرض تقول إن كثير من الليبيين لا يرغبون في إعادة إنتاج النظام القديم بنفس أشخاصه، حتى لو  اعترفنا أن هناك هناك حنين للحالة التي كانت قائمة قبل 2011.

 وسط هذا الزخم تتحدث، مصادر ليبية مطلعة ،عن تقارب في وجهات النظر إلى حد ما  بين وزير الداخلية السابق، والقائد العام للقوات المسلحة، حتى سبق إعلان الترشح الذي فتح في الثلث الأول من الشهر الماضي، كما أن المصادر تؤكد أن لقاء قريب ربما يتم بين باشاغا وحفتر في بنغازي قريبا.

 

كل هذه المؤشرات تطرح سؤالا رئيسيا في الأزمة الليبية هل يكون خليفة حفتر، وفتحي باشاغا هم رهان المرحلة المقبلة، خصوصا أن كل منهما يتمتع بشعبية إلى حد ما في منطقتة، وأن تقود بنغازي ومصراتة المرحلة المقبلة، كما كانا وقت أحداث فبراير شرارة  الانطلاق الأكبر.

 هذا التحالف لم تم بالطبع سيواجه اعتراضات من الداخل ممثلة من المجموعات المسلحة التابعة لتنظيم الإخوان والمتحالفين معها، وبالأحرى سيكون عليه تحفظات تركية، كون حفتر من أكبر خصوم أنقرة في ليبيا، لكن وجود باشاغا قد يلطف الأجواء، خصوصا وأن أنقرة تبدي انفتاحا جديد في علاقاتها مع الدول العربية، ووفق آخر تصريحات لرئيسها فإنه يطمح إلى تطبيع العلاقات مع مصر كما حدث مع الإمارات العربية.

 

 تحالف باشاغا وحفتر وإن كان سيلقى بعض الاعتراضات حتى في الشرق والجنوب الليبي خصوصا من لهم حقوق في رقبة المجموعات المسلحة التي كان باشاغا على رأسها حتى وقت قريب، لكن من السهل جبر هذا الضرر وإطلاق مصالحة وطنية حقيقية، خصوصا وأن الرجلان لا لديهم كتلة تصويتيه كبيرة في كافة مناطق ليبيا، لكن خوضهما المنافسة قبل الاتفاق ربما يتسبب في تفتيت الأصوات بينهما، وحتى لو فاز أحدهما سيكون فوزه محفوف بمخاطر قلة المصوتين لأنه لو افترضنا حتى أن جميع من استلموا بطاقاتهم الانتخابية سيشاركون في الاقتراع فإن الفائز ربما لا يتجاوز عدد المصوتين له 500 ألف أو أقل، لكن في حالة تحالف الاثنين وتوجيه دفة التصويت لواحد منهما مع دعم الآخر له، ربما نرى رئيسيا يحظى بشرعية كبيرة تمكنه من مواجهة الميليشيات الخارجة عن القانون، والتي غالبا ما سترفض هذا التحالف وربما تحاول إجهاضه بالسلاح،   بالإضافة إلى أن الظهير الشعبي سيكون حائط صد لاستعادة سيادة ليبيا المنتهك من المجتمع الدولي، والذي يتعامل مع البلد العربي الأفريقي كأنه جزء من أراضيه.

بعد ان تناولنا موضوع حفتر وباشاغا رهان ليبيا يمكنك قراءة ايضا

وفاة الدكتور هانى رسلان

تعرف على أنماط التعلم وتأثيرها عليك وكيفية تحديد النمط الخاص بك

ويمكنك متابعة منصة العرب 2030 على الفيس بوك

اظهر المزيد

موضوعات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى