رأي

ثائر نوفل أبو عطيوي يكتب.. أكتوبر والعبور العظيم بسواعد مؤمنة بالنصر المبين

الكاتب رئيس وحدة الدراسات الفلسطينيه بمركز العرب للأبحاث

إن إحياء ذكرى انتصارات السادس من أكتوبر العظيم لها دلالات واعتبارات في النفس العربية التواقة لذكرى النصر والتحرير في حرب أكتوبر المجيدة من العام 73، التي حطم بها جنود مصر الأبطال أسطورة جيش الاحتلال الإسرائيلي الذي لا يقهر، ضمن إشارة إنسانية أن صاحب الحق ذا الإرادة والعزيمة لا يمكن أن يستكين، أو يهادن أو يلين حتى الوصول لحقه المشروع.

إن ذكرى حرب أكتوبر المجيدة قد صنعت في الوجدان العربي إنساناً آخر متمسكاً بالأمل مهما طال أو قصر الزمن، أمل استعادة الحقوق المشروعة لأصحابها من أنياب المحتل الغاصب، فكانت انتصارات أكتوبر رسالة وطنية عربية وحدوية جامعة من المحيط للخليج، مفادها أن ليل الاستعمار زائل، رغم مخططاته ونفوذه.

انتصارات السادس من أكتوبر العظيم صنعت أفقًا جديدًا آخر، عنوانه كيف للحرب أن يولد من رحمها السلام؟، السلام الذي تبع الانتصار العظيم الذي صنعه الرئيس الراحل أنور السادات بقدرة عالية ودهاء الساسة العارفين بلغة العصر التي ستوجب انتزاع الحقوق بالقوة، لأنها لغة العدو الذي يحتل الأرض وينكل بالبشر والشجر والحجر دون وازع أو رادع.

في رحاب تخليد وإحياء السادس من أكتوبر والانتصار العظيم، لا بد ومن الضروري أخذ الدروس والعبر من حرب 73، وانتصار الجيش المصري على الاحتلال الإسرائيلي، الذي استهان بقدرات شعب مصر وجيشها الباسل، الذي كان كل شعب مصر مسانداً لجيشه ومناصرا ومقاتلا، من أجل تحقيق نشوة الانتصار وفرح النهار الذي طال عليه الانتظار، وتحقق بقوة وإرادة وحزم واقتدار.

انتصار الأمة العربية على الدولة الاستعمارية الإسرائيلية في حرب أكتوبر المجيدة يعتبر انطلاقة نوعية لقراءة عربية في الواقع الإقليمي العام، الذي يجب أن يستفاد منه ويتم أخذه بعين الأهمية والاعتبار، ضمن رؤية موضوعية مضمونها أن الحرب يجب ألا تكون منزوعة من القدرة على التضحيات لاستعادة الحقوق المشروعة من الاحتلال، وجعل تلك الحقوق مقدمة لقواعد وأسس منطقية تؤسس لفكرة سلام شامل وعادل، يجعل العدو يذعن للسلام صاغراً بعد تجرعه طعم وذل مذاق الانهزام.

لا بد من الاستفادة العملية من تجربة حرب أكتوبر المجيدة، وذلك من خلال تأسيس حالة وحدوية شاملة عربية تقوم على محددات ومعايير في كيفية النهوض في الواقع العربي، واستعادة الوحدة واللحمة العربية ذات المصير المشترك إلى مسارها الصحيح، لكي تتخلص كافة الدول العربية من براثن الحروب الداخلية والنظر للأمام بقوة واقتدار على مواجهة مخططات القوى العالمية للاستعمار، التي تحاول جاهدة النَيل من عزيمة الإنسان العربي وتهديد وجوده واستقراره على كافة الصعد والمستويات.

انتصار أكتوبر العظيم انتصار السواعد المؤمنة بالنصر المؤزر المبين، وبهذه المناسبة الوطنية العربية كل الاحترام والتقدير لشعب مصر العظيم ولجيشها الباسل، الذي يثبت على الدوام بعزم وإرادة أنه عنوان للتضحية والعطاء من أجل وطنه وشعبه، وتحديه وتصديه لكافة فلول الإرهاب والاستعمار، وعاشت الذكرى، وعاشت مصر حرة عربية.

بعد الإطلاع على المقال يمكنك متابعة مركز العرب على فسيبوك  وتويتر وشاهد قناتنا على يوتيوب

اظهر المزيد

موضوعات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى