اجتماعيةدراسات

رؤية مستقبلية للمنظومة التعليمية في مصر

رؤية للباحث سامي محمود أحمد خاص منصة «العرب 2030 »الرقمية

المنهج العلمي هو أساس التطوير والتغيير

لتقدم العلمي الكبير لابد أن يواكبه تقدم خلقي مماثل

لا خير في أمة أهانت معلميها

المنتج التعليمي هو المقياس لنجاح او فشل المنظومة التعليمية

مؤسسات تشكيل العقل الجمعي هي من ضمن  المنظومة التعليمية

ربط التعليم بمعطيات الجغرافيا وسوق العمل

التعلم الجيد له مردود  اقتصادي  وتنموي وأمني واجتماعي

جذور العلم مره ولكن ثماره حلوة

التعليم وزارة منتجة وليست  مستهلكة

تكاليف فاتورة الجهل أكثر  بكثير من تكاليف فاتورة التعلم والتعليم

نشر منظومة التعلم  الجيد يحافظ ويحصن الأمن القومي

في البداية نقدر ونثمن دور الدولة المصرية والذي تبذله في شتي المجالات والمتمثل في المشروعات القومية الضخمةوالتي تقيمها في كل ربوع الوطن بميزانيات ضخمة خارج الصندوق تنم عن عبقرية مؤسس الجمهورية الثانية ومؤسس مصر الحديثة الرئيس عبد الفتاح السيسي

أما ملف التعليم فهو من الملفات الأولي التي يجب أن  تضعها الدولة المصرية علي أجندتها  فالتعليم له  أهمية قصوى وضرورة ملحة في نمو الأمم وتقدمها فهو العصب الذي تدور حوله كافة محاولات البناء والتطوير ولأن غيرنا قد سبقنا إلي معرفة هذه الحقيقة الواضحة وضوح الشمس فقد سبقنا هذا الغير  إلي تحقيق طفرات تنموية هائلة نقلت هذه الدول إلي مصاف الدول الكبرى واستغلت التعليم لديها لتطوير وتطويع كل شئ فراحت تجني ثمار هذا التطوير تقدما ورفاهية وعزةلذا  نحن بحاجة ماسة وعاجلة إلي بناء الإنسان قبل بناء أي شئ آخر فبناء  الدارس قبل بناء المدارس وبناء الساجد قبل بناء المساجد وبناء الساكن قبل بناء المساكن وبناء الصانع قبل بناء المصانع فالاهتمام بالتعليم ليس مجرد ترف ثقافي أوحتي  تكهن أورجم  بالغيب.

وإنما أصبح ضرورة حتمية تحتمها  إيقاعات العصر الذي نعيش فيه في عالم لا يحترم إلا الأقوياء لذا يجب علينا أن نضع نصب أعيننا أن كل المؤسسات والوزارات التي تهتم بتشكيل العقل الجمعي هي جزء أصيل وحيوي من المنظومة التعليمية مثل وزارة التعليم الجامعي وقبل الجامعي والأوقاف والأزهر الشريف والكنيسة والشباب والرياضة والثقافة وكل القنوات الإذاعية والتليفزيونية منها  ودور السينما  والصحف والمجلات العامة منها والخاصة  وعلي كل ماسبق أن يعمل معا بفكر مؤسسي متجانس  وليس بفكر الجزر المنعزلة وفق خطة المجلس الأعلى للتعليم لصياغة رؤية متكاملة لتطوير التعليم علي أن يشارك معهم في صياغة هذه الرؤية المركز القومي للبحوث التربوية وكل كليات التربية وقدامي المعلمين وتكون هذه الرؤية منسجمة ومتطابقة مع نظم تعليم الدول المتقدمة  ومع عقائد وقيم وأخلاقيات المجتمع وفق الأديان السماوية الثلاث فالأديان يبدأ منها وينتهي عندها كل تطور وتألق وإبداع فالتقدم العلمي الكبير لابد أن يواكبه تقدم خلقي مماثل.

كما يجب أن  يكون التعليم  مرتبط بمعطيات الجغرافيا المحلية والإقليمية وسوق العمل فمثلا لدينا ألف ومائتا كيلو متر مربع  من الشواطئ وأكثر من سبع بحيرات  وليس لدينا كليات متخصصة في صناعة سفن وادوات الصيد وزراعة الأسماك الغالية الثمن والقيمة كما أن مصر أغلب أراضيها صحراوية ورغم ذلك ليس لدينا كليات  متخصصة في زراعة الصحراء أو متخصصة في استخراج وصناعة الحديد والنحاس والإلمونيوم والرخام إلخ ولدينا كليات نظرية أضعاف الكليات العملية التي نحن في أمس الحاجة إليها عشرات الكليات من كليات الحقوق والتجارة بالرغم من أن سوق العمل يكفيه كلية واحدة إلخ  فالمدارس والجامعات هي معاقل الصناعة الثقيلة والتعلم الجيد له مردود أقتصادي وتنموي وأمني واجتماعي والمنهج العلمي هو الحل للتطوير والتغيير وجذور العلم مرة ولكن ثماره حلوة .

 

وقبل الحكم على نجاح أو فشل أي منظومة تعليمية علينا أن يكون معيارنا الدقيق في الحكم هو المنتج التعليمي فهل استطاعت المنظومة التعليمية لدينا في تخريج أجيال تفضل المصلحة العامة علي المصلحة الخاصة وتحترم وتقدرالقانون بصفةعامة وقانون  المرور بصفة خاصة  وتحافظ على المرافق العامة وتمتلك ثقافة ترشيد الإنفاق وأخلاقيات وآداب الحواروفن التعامل مع الآخر  واحترام الوالدين وكبار السن وتمتلك القدرة علي إدارة نفسها وتطوير ذاتها  وتحل مشاكلها ولديها مناعة ضد الإدمان والتحرش الجنسي والتنمر والعمالة والخيانة والبلطجة والإرهاب والتطرف والإلحاد وهل هذا الجيل  لديه ثقافة التعامل مع  التنوع العرقي والطائفي والديني والثقافي والقبائلي والطبقي.

وهل يعرف  أن هذا الاختلاف هو  نوع من الأثراء والغني وليس الخلاف والتشاجر والتناحر وأن الرؤية الكاملة هي رؤية الجميع وليست  رؤية الفرد وأنه يجب أن نختلف حتي نصل إلي درجة الكمال والنضج العقلي والفكري وهل هو  محصن  ضد الغزو الثقافي والفكري والقيمي ومعتز بوطنه ولغته وعاداته  وتقاليده وقيمه  وهل زادت لدينا براءات الاختراع وكم نفذ منها على أرض الواقع ومانسبتنا في مساهمتنا في عدد المؤلفات الأدبية والعلمية والاستكشافية والرياضية والطبية العالمية وكم عدد الجوائز العالمية التي حصلنا عليها   إلخ وهل هذا الجيل يفهم ويستوعب ويتقن  الشعر العربي الموزون المقفي والقصة والمقال ولديه القدرة عن التعبير عن نفسه بأسلوب أدبي وراقي وهل يستمع  الأغاني والمسلسلات والمسرحيات والأفلام الراقية التي ترتقي بمشاعره ووجدانة وقيمه وتقاليده أم أنه يستوعب كل رخيص ومبتذل وكل ما يحرك شهواته الجسدية وأفلام العري والخلاعة والمجون والبلطجة وهل يعرف فن التعامل مع تكنولوجيا العصر  بما يخدم مهنتة وتخصصه وثقافتة ودينه ولغتةوهل يستوعب هذا الشباب دينه ويفهمه كما فهمه الصحابة فلم يكن لديهم متطرف أو إرهابي وهل يعرف  تاريخه العربي والإسلامي.

فمن لا يعرف تاريخه لا يعرف قدرة وهل يعرف آثار وطنه  وكيف يتعامل معها بأسلوب وفكر راقي ليستفيد بما تركه الجدود ليستعلي لدية رصيدة الحضاري والعلمي والثقافي  والقيمي وهل   هو  مثقف قانونيا وعلميا ومهنياوهل مساهمتنا في الفن بكافة صوره وأشكاله كما كنا عليها  من قبل حيث كان الفن الراقي المصري أحد أدوات القوة الناعمة لمصر عربيا وأفريقيا وعالميا وكان لدينا جيل من القمم  والعمالقة في شتي صنوف العلم والمعرفة والثقافة والفنون مثل عباس محمود العقاد وطه حسين ويوسف السباعي ويوسف ادريس  ومحمد ومحمود  شاكر والدكتور مصطفي  محمود والدكتور جمال حمدان والشيخ عبد الحليم محمود  والشيخ محمد الغزالي والدكتورة سميرة موسي والدكتور مصطفي مشرفة والدكتور أحمد زويل والدكتور مجدي يعقوب والفنانة أم كلثوم ومحمد عبد الوهاب ونجاة إلخ

هل أفرزت المنظومة التعليمية لدينا في تخريج أجيال مثل هؤلاء بالرغم من أن لدينا أكثرمما كان لدي  العرب قديما كان أغلبهم يعيش في الخيام ويشرب من البئرولكن كان لديهم أسواقا أدبية وكانوا يعتزون بلغتهم وقيمهم وكانوا يقيمون الحفلات الكبري  حين يولد لديهم شاعر وساهموا بعدد ضخم من المؤلفات  مثل المعاجم الكثيرة والمتنوعة مثل القاموس المحيط ومختار الصحاح والوجيز ومعجم  لسان العرب المكون من ستة عشر مجلدا وكتاب الشامل المكون من ثلاثمائة مجلد وشرح ألفية بن مالك وغيره من عشرات الألاف من المجلدات في شتي صنوف المعرفة مثل علوم اللغة والنحو والصرف والعروض  وعلوم الشريعة وعلوم الفلك والرياضة والفيزياء والكمياء إلخ  بالرغم من المشقة الهائلة والبالغة القسوةفي الكتابة والتأليف فلم يكن لديهم ورق أو أقلام ولكن كانوا يدونون كتاباتهم علي جلود الحيوانات وكانت تنتهي  علاقاتهم بالقراءة والكتابة مع أخر ضوء شمس فلم يكن لديهم مصابيح كهربائية.

وكانت الحياة صعبة وقاسية ورغم ذلك كانوا يسافرون مئات الكيلو مترات لتلقي العلم علي يد عالم متخصص دون الحصول علي شهادة أو وظيفة ولكن رغبة وحبا في العلم والتعلم والآن لدينا في مصر تقريبا    سبعين ألف مدرسة وأكثر من ثلاثين جامعة عامة وخاصة  ورغم ذلك نري جميعا بأعيننا منتجنا التعليمي  نري بعض  شبابنا  لغتهم وملابسهم تخالف قيمنا وعادتنا وأصبحوا يهتمون بالشكل علي حساب الجوهر وينامون بالنهار ويسهرون بالليل وهم مشغولون باللعب علي تليفوناتهم وأصبح يكرهون العمل وتفرغوا للمشاكل مع والديهم وليس لهم هم إلا الغني السريع لذا لجأ بعضهم إلي الانتحار حين يفشل في تحقيق ما يريد وهذا يدل علي أن هؤلاء حصلوا علي الشهادة الجامعية.

ولكنهم  لم يتعلموا  إن الغزو الفكري لعقولهم وأفكارهم بحملات منظمة من قبل أعداء الوطن في الداخل والخارج أنتج هذا النوع من الشباب وهو ما يشبه منتجات الصوب الزراعية وبعض شبابنا يحتاج إلي أعادة صياغة من جديد  فالعقل المصري والعربي في خطر بل أن هذا العقل لا يكتفي بالغزو الثقافي والقيمي الذي يخططة له الاعداء  بل يساعد الأعداء  سواء بجهل أو عن بينة بقتل جهازه المناعي وجذوره الدينية والحضارية والتاريخية بل والتشكيك في ثوابتة وجذوره وقادتة ولم نجد خطة مضادة لمخططات الأعداء وحين لا تمتلك خطتك المأخوذة من دينك وحضارتك واستقلالك تصبح أنت جزء من خطة الآخر ومن اسباب تفوق ونجاح عدوك إننا جميعا في حاجة ماسة وعاجلة إلي مايشبه أعادة ضبط مصنع التي نقوم بها حين تصبح تليفوناتنا خارج الخدمة.

ما رأيناه من  شبابنا في العراق وليبيا واليمن وسوريا دمرت هذه البلاد بسبب الإدارة عن بعد بسلسلة  من الشائعات المغرضة  تم قيادة هؤلاء الشباب فدمروا أوطانهم وخربوا بلادهم ولو كان لديهم نظاما تعليميا جيدا وقادة استوعبوا الأحداث وحصنوا أوطانهم بالعدالة الاجتماعية والقضاء على الفساد والرشوة والواسطة والمحسوبية وصراع الطبقات وفتح باب الأمل أمام هؤلاء  الشباب وتم عمل نظام تعليم متطور وقضوا على البطالة والفساد أعتقد كان  من المستحيل ان ينجح أعداء الوطن في الداخل والخارج من اختراق هؤلاء الشباب فيجب  علينا في هذه المرحلة  أن نعي ونستوعب الدروس المستفادة مما حدث ونحصن بلادناوأوطاننا ومؤسساتنا  بالعدل وسيادة القانون وأن القوي والضعيف سيان أمام القانون وأن الكفاءة والتفوق والسمعة الطيبة هم السمات لأي منصب وأن الإنفاق  علي  التعليم ليس إنفاقااستهلاكيا  ولكنه له مردودة القوي أقتصاديا وأمنيا  واجتماعيا وثقافيا وأخلاقيا وأن تكلفة تعليم وبناء الفرد أقل بكثير من تكاليف جهله وأن خطورة الجهل علي الأمة له  أثر كبير ومدمر علي  الأمن القومي المصري والعربي وأن وضع نظام تعليمي جيد يوفر للدولة مئات المليارات لأن تكلفة فاتورة خدمة الجهل أكثر مئات المرات من تكلفة فاتورة التعليم والتعلم  أما مرتكزات وأسس العملية التعليمي والروشتةالعلاجية لأصلاح المنظومية التعليمية في  مصر  هذا سيكون مقالنا القادم  إن شاء اللة تعالي

بعد ان تناولنا موضوع المنظومة التعليمية في مصر يمكنك قراءة ايضا

رؤية مصر 2030.. تعرف على ملامح المستقبل المصري

الجماعة أو الفوضى.. كيف فضحت الثورات العربية التنظيم الدولي للإخوان؟

ويمكنك متابعة منصة العرب 2030 على الفيس بوك

اظهر المزيد

موضوعات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى