الرئيسيةنوافذ الفكر

العلاقات الزوجية الصحيحة نواة لبناء مجتمع مستقر.. زوايا بحثية في كتاب (الطلاق) للشرفاء الحمادي

حلقات يكتبها (محمد فتحي الشريف).. الحلقة السادسة

الملخص

في حلقة اليوم من حلقات زوايا بحثية في كتاب (الطلاق يهدد أمن المجتمع) للمفكر العربي الأستاذ علي محمد الشرفاء الحمادي، وفيها أتحدث عن زاوية جديدة، وهي كيفية بناء علاقات قوية بين الزوجين، حتى نستطيع أن نحقق نتائج جيدة في بناء مجتمع يسوده الرحمة والتكاتف والوئام والسلام، وهذا لن يتحقق دون العودة إلى منهج الله القويم، وغلق منافذ الشيطان، والتوعية الصحيحة بحقوق وواجبات المقبلين على الزواج، وفق منهج الله، وهو واجب وطني على المسؤولين والقيادات في الدولة.. طالع التفاصيل.

التفاصيل

في باب (العلاقات الزوجية)، وهو الباب الذي يضم سلسلة مضيئة من التعاملات الأخلاقية المميزة التي تسير الأسرة إلى السلوك القويم، وتجعل التعامل بين الزوجين وفق منهج الله عز وجل، وتصل بهما إلى الهدف المنشود، وهو بناء علاقة زوجية أساسها المودة والمحبة لتكوين أسرة مستقرة اجتماعيا، تصبح اللبنة الأولى في مجتمع راقٍ متماسك متراحم قوي، يساعد في تحقيق تنمية حقيقية واستقرار للأوطان، وهذا هو الهدف المنشود من كتاب (الطلاق يهدد أمن المجتمع).

السلام يتحقق بالعفو والرحمة

وفي هذا الباب يقول الكاتب الأستاذ علي الشرفاء: (إن الله يدعو الناس جميعا لاتباع منهاجه في كتابه المبين بالرحمة قبل القصاص، والعفو قبل الحكم، والحسنة قبل السيئة، والكلمة الطيبة قبل الكلمة النابية، لأن المنهاج الرباني في القرآن الكريم يستهدف تحقيق السلام بكل شمولية في حياة الأسرة وفي المجتمع.

منهج الله لا يخرج من دائرة الرحمة

إن ما تحدث به الكاتب من عبارات جميلة بديعة تهدف إلى تحقيق منهج الله عز وجل الذي يتسم بالعفو والصفح والمودة والرحمة والتسامح والسلام، فيقول الرحمة قبل القصاص والعفو قبل الحكم والحسنة قبل السيئة والكلمة الطيبة قبل الخبيثة، ويحتم كلامه بأن كل ما ذكر هو منهج الله -عز وجل- الذي نزل على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وهي الصور الحقيقية لدين الإسلام، بعيدا عن الغلو والتطرف والمذهبية والانقسام والفرقة والشتات، فكل ما يخرج عن دائرة الرحمة ليس من منهج الله عز وجل.

نشر السلام بين الناس

ويكمل الكاتب في باب (العلاقات الزوجية) من كتاب (الطلاق يهدد أمن المجتمع) ويقول: (إن نشر السلام بين الناس جميعاً ليعيشوا حياة لا ينغصها نكد ولا حسد ولا حقد ولا كراهية، بل مودة ووئام وتعاون وسلام، لتستمر العلاقة الزوجية المبنية على المودة والرحمة، تؤدي واجبها تجاه المجتمع الذي تعيش فيه والوطن الذي يحتضن أسرتها، تقدم له مواطنين صالحين يساهمون في تقديمه وتطوره للارتقاء بالحياة الكريمة لكل أفراده من أهم مقاصد الإسلام).

البعد عن منهج الله يخلق أسرة هشة ومجتمعا مفككا

لقد أراد الكاتب، أن يوضح مقاصد مهمة لنشر السلام بين الناس، وهي أن يعيشوا حياة لا يوجد بها نكد ولا حقد ولا كراهية، ويسود تلك الحياة المحبة والوئام لنذهب في النهاية إلى استقرار وسلام، وهذا لن يحدث في ظل وجود أسرة متفككة هشة يعشش فيها الحقد والغل والبغضاء والخيانة، وهو الخطر الكبير الذي يهدد سلامة المجتمع، لأن سلامة الأسرة هي نواة سلامة المجتمع، لذلك ركز الكاتب على تلك الأسس القويمة لبناء أسرة متماسكة.

 بناء مواطن صالح لمجتمع مستقر

ويكمل الشرفاء الحمادي في باب (العلاقات الزوجية) ويقول: (إن المنهج الرباني والتشريع الإلهي والقيم الأخلاقية النبيلة تستهدف صياغة شخصية الإنسان بالأخلاق القرآنية وصفات المؤمنين والتشريعات الإلهية لبناء المواطن الصالح، ليكون لبنة صالحة لبناء المجتمع الإنساني المتحضر الذي يساهم في تحقيق حياة كريمة لكل أفراد المجتمع، ينشر السلام لتتنزل عليهم البركات على الدوام، ولو التزم الفقهاء باتباع الكتاب المبين ووضعوا مناهج التربية الإسلامية لتعليم الأطفال الأسس الأخلاقية لصفات المسلمين المؤمنين لاستطاع الأزواج تلافي الخلافات والخصومات بينهم وقفلوا أبواب الشيطان باتباع وصايا الرحمن بتمسكهم بصفات المؤمنين التي يدعو إليها المنهاج الإلهي في القرآن الكريم، ولتمكنوا من تحقيق الأمن والاستقرار لحياة طيبة تعيشها الأسرة في سعادة وهناء ويطبقون القاعدة الإلهية في سلوكهم التي وضع الله فيها سر السعادة للزوجين في قوله سبحانه وتعالى (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) (الروم 21).

غلق منافذ الشيطان

لقد وضع الكاتب أسسا حقيقية للعودة إلى الاستقرار والهرب من شبح الطلاق الذي يهدد أمن المجتمع من خلال منهج الله عز وجل والبعد عن الفتاوى الفقهية الجدلية والخلافات المصطنعة لتفريق المسلمين وتحقيق أهداف أعداء المنهج الإلهي، ولذلك علينا أن نعود إلى الله ونغلق كل منافذ الشيطان، وهذا لن يحدث إلا بالعودة لمنهج الله عز وجل وترك كل الخرافات والأساطير والفتاوى المتطرفة.

توعية المقبلين على الزواج واجب وطني

ويختم الكاتب كلامه في تلك الجزئية الخاصة بالعلاقات الزوجية وعودة التفاهم بين الزوجين لصالح الأسرة والمجتمع ويقول: (إن مصلحة الزوجين تتطلب من القيادات المسؤولة عن الأوطان في المجتمعات الإسلامية توعية المقبلين على الزواج بصفات المسلمين التي أوصى بها الله الناس وضرورة التزام كل من الزوجين بتطبيقها كفروض من فروض العبادات للمسلمين استنتاجاً مما فرضه الله في القرآن لأداء العبادات لكي تحقق للإنسان إذا التزم بها وطبقها بصدق وإخلاص الحماية من الوقوع في العصيان وارتكاب الجرائم ضد الإنسان مما يجعل حياته محصنة ضد الضلال والشقاء والضنك والبؤس ليعيش في طمأنينة وأمان، تأكيدا لقول الله سبحانه (فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقَى) (طه –123)، وتلك الوصايا الإلهية ستحقق للأسرة حياة الطمأنينة وتقوي الروابط الزوجية مما يؤمن للأطفال حياة طيبة ترتقي بأخلاقياتهم وتضاعف ثقتهم بأنفسهم ويقبلون على الحياة بالأمل والعزيمة، والطموح في بناء مستقبلهم والمشاركة في تقدم مجتمعاتهم وتطورها ليعيش الناس جميعا في أوطانهم بالتعاون في سبيل الخير والسلام.

وفي الحلقة السابعة إن شاء الله تعالى سوف نستكمل الحديث عن العلاقات الزوجية وكيفية وضع أسس صحيحة لها.

بعد الإطلاع على المقال يمكنك متابعة مركز العرب على فسيبوك  وتويتر وشاهد قناتنا على يوتيوب

اظهر المزيد

موضوعات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى