الرئيسيةنوافذ الفكر

زوايا بحثية من كتاب (الطلاق) للشرفاء الحمادي يكتبها (محمد فتحي الشريف)..(التربية الإنسانية وأخلاق الرسول) (1-5)

(التربية الإنسانية وأخلاق الرسول) (1-5)

الملخص

في حلقة اليوم من حلقات زوايا بحثية حول كتاب (الطلاق يهدد أمن المجتمع) للمفكر العربي الأستاذ علي الشرفاء الحمادي، وفيها أتحدث عن زاوية مهمة أشار إليها ووضحها الكاتب في طرحه ومعالجته للتعامل الإنساني الذي أسس له سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، إذ كانت سلوكه وتصرفاته غاية في الرقي الإنساني، فلقد أسس لمنظومة أخلاقية إنسانية سامية في التعامل مع الجميع من خلال (التربية الإنسانية) الراقية التي تتسم باللطف والمودة والعفو والدفع بالتي هي أحسن وكظم الغيظ بالكلمة الطيبة والرحمة والعدل والإنصاف والإحسان، تلك هي أخلاق الرسول التي وصفها الله في قوله (وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ).

اقرأ أيضا: زوايا بحثية من كتاب (الطلاق) للشرفاء الحمادي يكتبها (محمد فتحي الشريف).. (حماية الأسرة تعلو على تفاسير الفقهاء) (1-4)

الطلاق الشرفاء الحمادي

التفاصيل

الرسول والتربية الإنسانية

لقد استطاع الأستاذ علي الشرفاء الحمادي أن يؤكد على مضامين (التربية الإنسانية) التي أنتهجها الرسول صلى الله عليه وسلم في حياته ومن خلال تعامله مع جميع الناس، فكانت أخلاقة وتصرفاته تؤكد على إنسانيته التي لم تعرف الدنيا لها مثيلا.

الارتقاء بالسلوك منهج القرآن

وهنا يقول الكاتب: إن الله سبحانه يكرّر دعوته للناس في القرآن بالارتقاء بسلوكياتهم باتباع المنهاج الأخلاقي في القرآن الكريــم وآياته لتتحول إلى الســلوك اليومي للمؤمنين كما ذكرها الله في الذكر الحكيم مبيناً المنهــاج الإلهي في التعامل بين الأهــل والأقرباء والناس جميعاً باللطف والمودة بالعفو والدفع بالتي هي أحسن والكاظمين الغيظ بالكلمة الطيبة بالرحمة وبالعدل والإنصاف بالإحسان والتعاون على البر وعدم التعاون على الإثم والعدوان تلك هي بعض صفات الرسول عليه السلام.

الرسول القدوة في الأخلاق

ويبرز الكاتب جوانب مهمة في اتخاذ الرسول صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة في سلوكه وأخلاقه الراقية التي لم تعرف لها الدنيا مثلا فيقول: الله أمر المســلمين باتخاذ الرســول الأمين قدوةً لهم والتأسي بسلوكه وأخلاقه ورحمته وتعامله مع كل الناس بالكلمة الطيبة، ولذلك قال الله ســبحانه موجها أمره المقدس للناس: (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا) (الأحــزاب 21).

فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ

ويوضح الشرفاء الحمادي في طرحه أهمية السلوك القويم والأخلاق العالية التي أسس لها الرسول فوجب علينا وفق منهج الله اتباعه فيقول: ولذلــك أمر الله رســوله عليه الســلام بأن يدعو الناس لاتباعه في دعوته لهم بالآيات القرآنية واتباع أخلاقه وسلوكياته ليحبهم الله ويرضى عنهم كما نطق الرســول الكريم به عن ربه بقولــه: (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (آل عمران 31)، وبذلك يصبح الإنسان مسلما حقاً متمسكاً بكتاب الله ومطبّقاً شرعته ومنهاجــه في الحياة الدنيا لينال يوم القيامة جزاءه جنات النعيم.

الصفات السامية للرسول

ويكمل الكاتب قائلا: على الإنســان الاتباع والاقتداء بالصفات الأخلاقية النبيلة والســامية كصفات المؤمنين التي طبقها الرسول الأمين عليه السلام في حياته والتي وصف الله أخلاق رسوله في آيات القرآن بالخلق العظيم كما قال الله سبحانه مخاطبا رســولَه الأمين (وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ) (4) .

وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ

ويؤكد الكاتب على أهمية اتباع نهج الرسول في التعامل بين الزوجين، ويقول: لقد وصف الله رســوله عليه الســلام بقوله سبحانه: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ) (الأنبيــاء 107) لو اتخذها الإنسان ذكرا أو أنثى سبيلًا وسلوكاً في تعاملهم في العلاقة الزوجية ومع أبنائهم، لكانت لهم نورًا يهديهم إلى طريق السعادة والسلام الذي يحقق المودة والرحمة في العلاقة الزوجية، ذلك ما تدعو إليه مقاصد الآيــات وما يقتضيه مراد الله للناس من أجل تحقيق حياة طيبة لهم وعيش كريم في ظــل الأمان والطمأنينة والمعروف والإحسان بين الزوجين.

الشيطان عدو الإنسان

ويشير الكاتب إلى أهمية غلق الباب أمام الشيطان فيقول: كي لا يفتحا الباب للشــيطان لينشر الفتنة ويحوّل البيت الآمن إلى جحيم بدلاً من الســعادة والنعيم ولمنع الشيطان أن ينزغ بينهما باســتخدامهما الكلمات النابية عليهما اتباع قول الله سبحانه مخاطبا رسوله عليه الســلام بقوله: (وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ۚ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ ۚ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنسَانِ عَدُوًّا مُّبِينًا) (الإسراء 53).

العفو وكظم الغيظ

ويشرح الكاتب مقاصد الآية السابقة ويقول: إن هــذه الآيــة تبــين للناس الســلاح الوحيد الذي يهزم الشــيطان قبل أن ينفث ســمومه بين الزوجين باستخدام العفو وكظم الغيظ والتعامل بالكلمة الطيبة التي ترقّق القلوب وترغبها النفوس وتنشر الســلام بين الناس جميعاً، كما أمر الله رسوله عليه الســلام بتعريف سر الســعادة في المودة والرحمة والتعامل بالقول الحسن بين الناس جميعاً وما يحقق للناس التقارب والتعايش والتآلف والمحبة بينهم ويمنع الشيطان أن يحقق أهدافه بنشر الفتنة والبغضاء والكراهية ويؤجج اشــتعال الخلاف الذي يدفعهم للسعي نحو طريق الشر.

الأخلاق مفتاح الخير

وفي ختام الحلقة الخامسة نؤكد على الزوايا التي طرحها الكاتب الأستاذ علي محمد الشرفاء وتم توضيحها في هذا الشرح ونقول: إن الأخلاق هي مفتاح الخير، وإن الرسول صلى الله عليه وسلم كان المثل الأعلى في الرقي الأخلاقي والتربية الإنسانية التي تعالج الفجوة الأخلاقية التي نتج عنها الفكر المتطرف وعدم قبول الآخر، ولذلك فكل العلاقات تقوم على المعاملة الإنسانية، وخلاف ذلك يؤدي إلى الخلاف والفرقة والشقاق، وهذا كله يعد السبب الرئيس في الأزمات التي يعيشها المسلمون لعدم اتباعهم المنهج الإلهي الذي أسس للتربية الإنسانية التي لا تعرف سوى التعامل الإنساني بالحسنى وهو ما كان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم وخالفه للأسف الشديد بعض المسلمين الذين انصرفوا عن منهج الله لصالح أباطيل وأكاذيب.

اظهر المزيد

موضوعات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى