ساحة الفكر

الكاتب العربي علي محمد الشرفاء الحمادي يكتب.. حقوق الإنسان عند الأمريكان

الكاتب مفكر عربي إماراتي.. خاص منصة العرب الرقمية

قررت الحكومة الأمريكية الجديدة نشر الديمقراطية في العالم، ولم تحدد معالم الديمقراطية التي تقصدها، وأهدافها، وقيمها، ومبادئها.. فأين حقوق الإنسان منها وحقوق الشعوب لاختيار أنظمتها؟ وأين العدالة من الديمقراطية الأمريكية، التي تاريخ العصابات فيها بدأ بذبح سكانها الأصليين من الهنود الحمر وأبادوهم تقريبا؟.

وأيضاَ، ماذا فعلوا الأمريكان بالزنوج الذين خطفوهم من بين أسرهم فى أفريقيا؟، وما هو موقف الديمقراطية وحقوق الإنسان من إلقاء القنبلة الذرية على الشعب الياباني فى كل من هوريشيما ونجازاكي؟، وما هو مفهوم العدالة فى الديمقراطية الأمريكية التي شنت حربا ظالمة على الشعب الفيتنامي، وقتلت عشرات الآلاف من أبنائه؟. ولما تم سؤال ليندون جونسون الرئيس الأمريكي آنذاك..هل بينكم وبين الفيتنام صراع مصالح أو يشكلون خطورة على أمن الحكومة الأمريكية؟.. فكانت الإجابة أقبح من الفعل أن السبب كان الخوف من قفل مصانع السلاح في أمريكا وازدياد البطالة.

اقرأ أيضا: الحلقة الرابعة من كتاب المسلمون بين الخطاب الديني والخطاب الإلهي للكاتب العربي علي محمد الشرفاء الحمادي

تلك هي ديمقراطية أمريكا تشن حربا عبثية مجنونة أكلت الأخضر واليابس لمصلحة تصنيع السلاح الأمريكي خوفا من أن يتم إقفالها دون احترام لحقوق الإنسان.. إذا أين حقوق الإنسان عندما تتولى ( سي آي إيه ) إسقاط أنظمة الحكم في الكثير من دول العالم، وتعريضها لحروب أهلية وفوضى كما حدث في ليبيا وتونس، ومحاولتهم الخائبة في مصر بعد عام 2011 ، والتي فشلت فشلاّ ذريعاً.

فبأي حق قامت أمريكا بغزو العراق، واستباحت أرضه، وإعدام قائده لترسل رسالة للقادة العرب من لم يسير فى ركابنا سيكون هذا مصيره. فأين حقوق الإنسان وما قام به الجيش الأمريكي فى العراق من قتل الآلاف وعمليات التعذيب التي قاموا بها انتقاما من الشعب العراقي وسرقة آثاره وتدمير مدنه؟.

لقد ارتكب الأمريكان العديد من الجرائم فى الآمنين نهبا وقتلا وتشريدا. وعليه، يبقى سؤال أخر، وهو: كيف تعاملت الديمقراطية الأمريكية مع الأسرى في (جوانتناموا)، الذين حولوهم إلى حيوانات، وافقدوهم الشعور بالإنسانية؟، وكيف استخدموا أبشع وسائل التعذيب في أبناء العراق في سجن أبو غريب، من إهابة للإنسانية واستباحت حق الحياة للمواطن العراقي؟.

لقد تخفت أمريكا وجعلت من مبدأ حق التدخل أو مسئولية الحماية الغطاء الذي تحته قامت بكل جرائمها ضد الإنسانية وحقوق الإنسان وما ارتكبته من قسوة وجرائم ضد الشعوب العربية ومواقفها المستمرة لحماية الذي يقوم بالاستيلاء على الأراضي العربية، والتأكيد المستمر بأنها تحمي كل تصرفات المغتصبين ألا يعطي ذلك الموقف دلالة على أن الأمريكان لا يقلون عن ممارسة نفس الجرائم التي تقوم بها “داعش” وتسخر كل فرق الإجرام لا للتدمير ونشر الفتن والفوضى فى الوطن العربي ليسهل عليهم نهب ثرواته، كما استباحت حقوق شعوبه واحتلال أراضية.

فأي ديمقراطية تريد الإدارة الأمريكية الجديدة أن تنشرها فى العالم، إنها ديمقراطية الاستبداد وتعريض كل من يخالفها للعقوبات الاقتصادية أو محاولات إسقاط النظم المستقرة كما حدث في فنزويلا.

كم أعداد الأبرياء الذين سقطوا تحت قنابل الأمريكان الفتاكة، وكم شردت ملايين الأسر، ثم تتحدث عن حقوق الإنسان. إن الولايات المتحدة الأمريكية، تعتبر الدولة الوحيدة فى العالم التي لا يحق لها التحدث عن حقوق الإنسان، خاصة وأنها تتعامل مع دول العالم كأنهم عبيدا وخدم عليهم السمع والطاعة.

حقاً إنها فلسفة الكاوبوي والمجرمين تنفذها أمريكا تحت غطاء الديمقراطية وحقوق الإنسان حتى فى نقضهم العهود مع خلفائهم ماذا فعلوا في حليفهم الأوحد فى الشرق الأوسط، شاه إيران حتى حينما احتاج إلى العلاج في أمريكا رفضوا السماح له. وكم نقضوا عهودهم مع حلفائهم، وكم هددوا حلفائهم بعض الدول العربية باستباحة ثرواتهم بالتهديد والوعيد.

فكيف تسمح دول العالم احترامها والتعامل معها، وهي تمثل الغدر وعدم الوفاء والإخلال باحترام الاتفاقيات؟، وكيف تسمح الدول العربية أن تتوقع من دولة دمرت بعض الدول العربية وجعلت مدنها أنقاضًا وخرابا؟. ألا تخشى الدول العربية التي تتقرب لأمريكا بأنها ستغدر بها يوما كما سبق أن غدرت بأشقائها وحرضت على الفوضى لإسقاط النظام فيها.

إن التاريخ شاهد على جرائم أمريكا، ومؤسساتها الأمنية وهي تخطط ليل نهار للانقضاض على دولة معينة أو إثارة القلاقل فيها والفوضى باسم حقوق الإنسان، وكأن شعوب العالم فقدت البصر والبصيرة ولم تكتشف ما قامت به حكومات الولايات الأمريكية المتعاقبة من جرائم ضد حقوق الإنسان.

سيظل كل الضحايا الذين سقطوا تحت طغيان الأمريكان وجبروتهم يسمعون أصوات صراخهم يطال عنان السماء، وكأنه يخاطبهم بأن الله لن يغفر لهم ما ارتكبوه من الجرائم ضد الإنسانية وسيصيبهم عقابه كما أصاب أمنًا قبلهم سادت ثم بادت وتوارت بما ظلموا ويحذرهم سبحانه بقوله( وتلك القرى أهلكناهم لما ظلموا وجعلنا لمهلكهم موعدا ).

الشرفاء الحمادي: حقوق الإنسان

بعد الإطلاع على المقال يمكنك متابعة مركز العرب على فسيبوك  وتويتر وشاهد قناتنا على يوتيوب 

اظهر المزيد

موضوعات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى