الرئيسيةالسوداننشرة الأخبار

السودان في أسبوع.. كارثة الحرب تصل لكردفان واتهامات للدعم السريع بانتهاكات واسعة ضد النساء

الخرطوم- مركز العرب

رغم مرور تسعة أشهر أو يزيد على بدء الصراع المسلح في السودان، إلا أن الأزمة لا تزال قائمة وتتمد بشكل يومي، وأمام هذا التمدد يسقط يوميا مزيدا من الضحايا والمصابين، حيث وصلت الحرب إلى مدينة كردفان، حيث سقط 26 مدنيا بين قتيل وجريح في مدينة بابنوسة بولاية غرب كردفان مع استمرار المعارك العنيفة بين الجيش وقوات الدعم السريع في المدينة وسط تدهور كبير في الأوضاع الإنسانية.  

وقالت نقابة أطباء السودان في بيان لها إن الاشتباكات الدامية بين الطرفين أدت إلى مقتل 10 مدنيين على الأقل وإصابة 16 آخرين. 

وأشارت النقابة إلى أوضاع مأساوية في المدينة الاستراتيجية والتي توجد فيها واحدة من أكبر الحاميات العسكرية بغرب البلاد.

وأوضحت النقابة أن جميع المرافق الصحية في المدينة خرجت عن الخدمة وسط صعوبات كبيرة تواجهها الكوادر الطبية بسبب القصف الجوي والأرضي المتواصل.  

السودان كارثة الحرب كردفان

أوضاع ضبابية ومحاولات للسيطرة

وتشوب الأوضاع الميدانية ضبابية شديدة مع ادعاء كل من طرفي القتال إحكام السيطرة على المدينة.  

ونشرت قوات الدعم السريع مقاطع فيديو تظهر تقدمها في المدينة وسيطرتها على عدد من المناطق العسكرية والمدنية الحيوية؛ لكن صفحات إعلامية موالية للجيش أكدت تصديه لهجمات الدعم السريع. 

ومع احتدام المعارك واستمرار سقوط المدنيين بتوقف الخدمات الأساسية اضطر آلاف السكان إلى مغادرة المدينة. 

السودان كارثة الحرب كردفان

مناشدات لإنقاذ المدنيين

وناشد حقوقيون بضرورة تدخل عاجل لإنقاذ السكان؛ حيث تعرض عدد من أحياء المدينة لعمليات قصف وحرق واسعة.  

وحذر مراقبون من خطورة الأوضاع في الإقليم خصوصا في ظل التعدد الإثني والقبلي حيث يقطن الإقليم أكثر من 20 مجموعة إثنية. وفي مطلع يناير الحالي شهدت مدن متاخمة لبابنوسة معارك عنيفة أيضا. 

ويتقاسم الجيش والدعم السريع السيطرة على إقليم كردفان الذي يقدر تعداد سكانه بأكثر من 8 ملايين نسمة ويعتبر المركز الرئيسي للثروة الحيوانية والبترولية في البلاد. 

ومنذ اندلاع القتال بين الجانبين في منتصف أبريل تشهد عدة مناطق في الإقليم معارك مستمرة خصوصا حول مدينة الأبيض أكبر مدن الإقليم.

السودان جدة مفاوضات

انتهاكات واسعة للدعم السريع

وفي المقابل قالت وزارة الخارجية السودانية، إنها اطلعت على التقرير الذي أصدرته إحدى منظمات المجتمع المدني الإقليمية، وهي شبكة المبادرة الاستراتيجية لنساء القرن الإفريقي “صيحة”، حول جرائم اختطاف النساء والفتيات بالسودان، والتي اتهمت فيها قوات الدعم السريع.

وأحصت “الشبكة” مائة وأربع حالات اختطاف واختفاء قسري لنساء وفتيات صغيرات السن منذ أن بدأت الحرب بين الجيش والدعم السريع في أبريل الماضي.

وقالت الشبكة في تقريرها، إن دخول الدعم السريع لمناطق جديدة ينتج عنه ازدياد عدد المختطفات والمختفيات قسرياً.

السودان الحرب البرهان

عمل قسري واختطاف للنساء

وحسب الشبكة فإن المختطفات يستخدمن في العمالة المنزلية لخدمة أفراد الدعم السريع قسرا ويتعرضن لمخاطر العنف الجنسي، مع ملاحظة أن بعضهن لا تتجاوز الثالثة عشرة من العمر”.

وتتم عمليات الاختطاف بعد تهديد الأسر، ويصاحبها أحيانا الترحيل القسري لأسر المختطفات لإخفاء آثار الجريمة، حسب ما ذكرته الشبكة.

وأشارت الخارجية السودانية إلى أن تقرير الشبكة يعضد ما جاء في البيان الصادر في 17 أغسطس الماضي من اثنين وثلاثين من خبراء حقوق الإنسان والمقررين الخاصين للأَمم المتحدة في قضايا حماية المرأة والطفل ومكافحة العنف الجنسي الذي نبه للاستخدام الوحشي وواسع النطاق للاغتصاب والعنف الجنسي وأعمال السخرة ضد النساء من قبل الدعم السريع.

وقال الخبراء إن قوات الدعم السريع تحتجز مئات النساء وتعرضهن للاستعباد الجنسي، بحسب الخارجية السودانية.

تجنيد الأطفال في القتال

وأضافت الخارجية السودانية أن “قوات الدعم السريع تقوم بتجنيد الأطفال مقاتلين، وتحتجز بضعة آلاف من المدنيين في مواقع مختلفة من المناطق التي تنتشر فيها وتستخدمهم دروعا بشرية أو عمالة قسرية في ظروف احتجاز غير إنسانية”.

ودعت الخارجية السودانية المنظمات الحقوقية لتسليط الضوء على “الفظائع التي ترتكبها الدعم السريع خاصة ضد النساء والأطفال والنازحين والفئات الضعيفة”.

وأشادت بقرار اتحاد المحامين العرب بـ”تشكيل لجنة للتحقيق والتقصي في جرائم الدعم السريع”.

ومن جانبها، تنفي قوات الدعم السريع هذه الاتهامات، وتصر على نفي أي تجاوزات ارتكبها أفرادها، وقالت إن أياً من جنودها الذين يتبين تورطهم سيواجه العدالة.

السودان كارثة الحرب كردفان


مخاوف من زيادة العنف العرقي

وفي السياق ذاته عبر مسؤول السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل عن القلق البالغ  إزاء العنف العرقي في السودان، محذراً من أن اتساع رقعته في المنطقة بات “خطراً حقيقياً”.

وعقب اجتماعه مع مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى السودان رمطان العمامرة، قال بوريل على منصة “إكس”، إن السودان يضم أكبر عدد من النازحين داخلياً في العالم.

كما شدد على أنه من غير المقبول أن تكون أزمة السودان، التي وصفها بأنها الأسوأ في أفريقيا، “أولوية من الدرجة الثانية على جدول أعمال المجتمع الدولي”.

يذكر أن الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع اندلعت في منتصف أبريل 2023، بسبب خطط لدمج الدعم السريع رسمياً ضمن الجيش في إطار عملية انتقال سياسي بعد 4 سنوات من الإطاحة بالرئيس عمر البشير، الذي حكم البلاد لفترة طويلة، في انتفاضة شعبية.

السودان إعلان سياسي الضنك

مساعي دولية عاجزة

فيما لم تفلح حتى الساعة المساعي الدولية والأممية والإقليمية في حث الطرفين على وقف هذا النزاع الدامي، على الرغم من الإعلان عن عشرات الهدن السابقة، التي لم تصمد طويلاً.

والأسبوع الماضي دعا العمامرة قادة طرفي الصراع إلى توقيع وتنفيذ اتفاق لوقف الحرب يؤدي إلى سلام دائم في البلاد.

ومنذ أبريل 2023، أدت الحرب بين، إلى مقتل قرابة 20 ألف وتشريد 7.5 ملايين، مما جعل من السودان أكبر أزمة نزوح على مستوى العالم.

وتركت الحرب ما يقرب من نصف سكان السودان البالغ عددهم 49 مليون نسمة في حاجة إلى المساعدة، كما أن الجوع ينتشر.

بعد الإطلاع على المقال يمكنك متابعة مركز العرب على فسيبوك  وتويتر وشاهد قناتنا على يوتيوب

 

اظهر المزيد

موضوعات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى