اجتماعيةدراسات

الفئات التي تستخدم التواصل المعزز والبديل «دراسة»

إعدا: أ.د. هاني جرجس عياد.. أستاذ ورئيس قسم علم الاجتماع والأنثروبولوجيا

كلية الآداب والعلوم الإنسانية – الجامعة الأفروآسيوية

بما أنه جاء في تعريف التواصل المعزز والبديل بأنه كل ما هو متاح لمساعدة الفرد على تعزيز الكلام عندما يكون هناك كلام، وهو أداة تواصل بديل عندما لا يكون هناك كلام. ومن ثم فهو دائم في بعض الحالات وقد يكون مؤقت لدى البعض. إذن فإن هناك فئتان رئيستان ممن يستخدمون التواصل المعزز والبديل؛ بيانهما كالتالي:

1- من يعانون من إعاقات خلقية وتخص الإعاقات التالية الذكر:

أ- اضطراب طيف التوحد (🙁ASD – Autism Spectrum Disorder يمثل اضطراب طيف التوحد أحد الاضطرابات النمائية الأكثر تعقيدا من حيث الأسباب وطرق التكفل به، والتناول الإكلينيكي له ينص على أنه اضطراب نمائي عصبي ناتج عن خلل في الجهاز العصبي عادة ما يظهر خلال الثلاث سنوات الأولى من حياة الطفل، واحتمال إصابة الأولاد به هو أربعة أضعاف احتمال إصابة البنات، تتجلى مظاهره في اختلالات تشمل ثلاث نواحي أساسية من النمو والسلوك الإنساني هي: الضعف النوعي في التفاعل الاجتماعي، العجز في التواصل والنشاط التخيلي، الاستعمالات النمطية للسلوك والاهتمام. وقد أجريت على المصابين بهذا الاضطراب الكثير من البحوث والدراسات، إلا أن العلماء لم يتمكنوا بعد من تحديد الأسباب الدقيقة المؤدية إليه؛ إذ تختلف النظريات في إعطاء الأسباب التي تتراوح بين بيولوجية، وراثية وجينية، وأخرى نفسية وتربوية، حيث بينت دراسة Barbara Ruggeri وآخرون عام 2014 أن خطر ولادة طفل توحدي يزداد لدى الأمهات اللواتي تعرضن إلى تلوث أو استعملن التبغ أو الكحول أثناء الحمل، مما يبين أن لبيئة الطفل أثر على صحته. فيما توصلت دراسة Monica Zilbovicius وآخرون عام 2013 إلى أن لدى نسبة90% من التوحديين اختلال التشابك العصبي  .(Synaptic Conduction)ورغم أن الأسباب مازالت غير يقينية لحد الآن، إلا أن التوجه العصبي في تفسير الاضطراب يزداد قوة يوما بعد يوم؛ نتيجة الاكتشافات العلمية الحديثة التي وجدت خصائص محددة في الجانب التشريحي للدماغ لدى المصابين، مما يدعم فرضية العلاقة بين تلك الاختلالات التشريحية والأنماط غير التكيفية والمضطربة من السلوك الذي يبديه التوحديون.

ب- الشلل الدماغي (Cerebral Palsy): يشير الشلل الدماغي إلى مجموعة من الأعراض تتمثل في ضعف الوظائف العصبية، وينتج عن خلل في بنية الجهاز العصبي المركزي أو نموه، كما أنه اضطراب في النمو الحركي يحدث في مرحلة الطفولة المبكرة نتيجة تشوه أو تلف في الأنسجة العصبية الدماغية مصحوبا باضطرابات حسية أو معرفية أو انفعالية، فالشلل الدماغي هو أحد الإعاقات الجسمية في الجانب الحركي يظهر على شكل ضعف في الحركة أو شبه شلل أو عدم تناسق في الحركة يسببه تلف مناطق الحركة في الدماغ. وهو ليس وراثيا أو معديا ولكن يرجع إلى عدد من العوامل، منها: (•)إصابة الأم بالحصبة الألمانية، (•)في حال كانت فصيلة دم الأم ذات زمرة سالبة (Rh-) والأب موجبة Rh)+). (•)المشاكل التي ممكن أن تعاني منها الأم أثناء فترة الحمل مثل: السكري أو تسمم الحمل أو تشوهات الحوض أو صغر حجم الحوض- ارتفاع ضغط الدم- تناول عقاقير لا تتلاءم مع الحمل- أو الإصابة بالنزيف- ضعف المرأة الحامل وعدم اكتمال أو كفاية وظائف الأعضاء لديها- وضعية الجنين داخل الرحم- التدخين. (•)عوامل أثناء الولادة مثل: نقص الأوكسجين حيث إن تأخر الطفل في التنفس يؤدي إلى عطب الخلايا الدماغية وجفافها- نقص كمية الماء في الجسم- الالتهابات الفيروسية- نقص الأوكسجين نتيجة للاختناق كالتسمم بالغاز آو الغرق بالمياه- الجلطات الدموية في الدماغ- التسمم بالطلاء الرصاصي للفخار والمبيدات. (•)عوامل بيئية في السنوات الأولى من عمر الطفل؛ فقد يولد الطفل سليم ويستمر كذلك فترة من الزمن بعد ذلك تظهر عليه أعراض الشلل الدماغي، وذلك للأسباب التالية: التسمم بالرصاص وإصابة الدماغ بصدمة أو نار أو حوادث- سوء معاملة الأطفال كالضرب على الرأس- أمراض معدية وخطيرة مثل السحايا Meningitis)). ويصاحب الشلل الدماغي اضطرابات كلامية ولغوية، فتقدر نسبة الأطفال المصابين به والذين يعانون من اضطرابات كلامية ولغوية بحوالي50% بحسب دراسة James Yue Zhang وآخرون عام 2014. إن الشلل الدماغي يتسبب فيما يعرف بـ (الحبسة الكلامية Aphasia)، ويكمن الفرق بين الحبسة الكلامية والتلعثم في أن الأولى تتمثل في صعوبة فهم الكلام والتحدث أو النطق بشكل كلي أو جزئي، أما الثانية فهي مشكلة تتمثل في تكرار بعض أحرف الكلام، أو التداخل الصوتي عند التحدث مما يجعل الكلام غير واضح.

ج- الاضطرابات النمائية ((Developmental Disorders: تتعلق الصعوبات النمائية بالوظائف الدماغية، وبالعمليات العقلية والمعرفية التي يحتاجها الطالب في أداء المهام الأكاديمية، كالانتباه والإدراك الحسي، الذاكرة اللغوية، التفكير … إلخ. فلكي يتعلم الطالب مثلا كتابة اسمه لابد له أن يطور كثيرا من العمليات، أو المهارات الضرورية في الإدراك، والتناسب الحركي, وتناسق حركات العين واليد، والتتابع، والذاكرة البصرية وغيرها. وحتى يتعلم الطالب الكتابة، فلابد له من تطوير التمييز البصري والتمييز السمعي والذاكرة السمعية والذاكرة البصرية ووجود لغة مناسبة وغيرها من العمليات النمائية المناسبة. ولحسن الحظ فإن هذه العمليات أو المهارات تتطور بدرجة كافية لدى معظم الطلاب لتمكنهم من تعلم الموضوعات الأكاديمية، أما حين تضطرب هذه الوظائف بدرجة كبيرة وواضحة ويعجز الطالب عن تعويضها من خلال وظائف أخرى، فحينئذ تكون لديه صعوبة واضحة في تعلم الكتابة أو التهجي أو إجراء العمليات الحسابية، أو العجز في تركيب وجمع الأصوات كأن لا يستطيع جمع أصوات منفصلة ومجزأة في كلمة واحدة، كأن لا يستطيع مثلا جمع (ج ، ل ، س) ليكون كلمة (جلس). ويري بعض العلماء أن الصعوبات النمائية ترجع إلى اضطرابات وظيفية تخص الجهاز العصبي المركزي (CNS -Central Nervous System)  (الدماغ والحبل الشوكي). ومن ثم فإن مفهوم الاضطرابات النمائية يستعمل للإشارة إلى الانحراف في نمو عدد من الوظائف النفسية واللغوية التي تبدو عادية في أثناء نمو الطفل وهذه الصعوبات غالبا وليس دائما ما ترتبط بالقصور في التحصيل الدراسي, ويتضمن هذا المجال صعوبات الانتباه، وصعوبات الإدراك، وصعوبات الذاكرة كصعوبات أولية وصعوبات التفكير واللغة كصعوبات ثانوية تنشأ عن الصعوبات الأولية. إذن توجد هذه الاضطرابات النمائية في ثلاثة مجالات أساسية، وهي: الأول: النمو اللغوي. الثاني: النمو المعرفي. الثالث: نمو المهارات البصرية الحركية. وقد يظهر الطلاب في سن ما قبل المدرسة ممن لديهم صعوبات تعلم تباينا في النمو بين هذه المجالات الثلاثة، فعلى سبيل المثال قد يتأخر الطالب في النمو اللغوي ولكن أداءه ينمو بشكل عادي في المجالات المعرفية والمهارات البصرية الحركية، وكذاك قد نجد لدى أحد الطلاب تباعدا في أحد هذه المجالات الثلاثة. فالطالب الذي يعاني من تأخر في النمو اللغوي على سبيل المثال، قد يفهم كثيرا مما يقال له أو يستمع إليه، ولكن قد تواجهه مشكلة في التعبير عما يريد باستخدام اللغة الشفهية، وفي المجالات المعرفية قد يعاني الطالب مثلا من صعوبة في تذكر ما يسمع، ولكنه في نفس الوقت يتمتع بذاكرة بصرية ممتازة لما يشاهده. وعليه فإن أحد المؤشرات الأساسية للتدليل على وجود صعوبات نمائية والكشف عن التباين في أداء الطالب, سواء كان التباين فيما بين المجالات اللغوية والمعرفية  والبصرية الحركية أو داخل كل مجالا على حدة. ولأهمية النواحي النمائية في فهم صعوبات التعلم، فقد وضعت نظريات عديدة لتفسير وفهم النواحي الإدراكية والحركية لدي الطلاب ذوي صعوبات التعلم وذلك ضمن نظريات التعلم، فهناك على سبيل المثال نظرية الإدراك البصري، ونظرية التكامل الإدراكي، ونظرية الإدراك الاجتماعي والنظرية الحركية.

د- الإعاقة الذهنية Intellectual Disability)): إن مصطلح الإعاقة العقلية أو الذهنية مصطلح شائع يستخدم لوصف انخفاض القدرات العقلية والأداء الذهني، حيث يعاني المصاب بهذه الحالة من ضعف في القدرة على اتخاذ القرارات وحل المشاكل، كما يواجه صعوبة عند التعلم أو التواصل مع الآخرين، لذا يحتاج إلى المساعدة للقيام بالأنشطة اليومية، وتصنف الإعاقة العقلية إلى عدة أنواع مختلفة؛ وفيما يأتي سنبين أكثر أنواع هذه الإعاقة شيوعا: (•)متلازمة كروموسوم X الهش؛ إذ تعد هذه المتلازمة النوع الأكثر شيوعا من بين أنواع الإعاقة العقلية الوراثية، وتحدث بسبب طفرة جينية تصيب كروموسوم X، ويعاني المصاب من الأعراض الآتية:    تأخر في النمو؛ فمثلا يتأخر الطفل المصاب في المشي، مشاكل سلوكية واجتماعية؛ فقد يتجنب الطفل التواصل البصري مثلا، مشاكل في اللغة والنطق، صعوبات التعلم. (•)متلازمة داون؛ وتحدث هذه المتلازمة عندما يولد المصاب ولديه نسخة إضافية كاملة أو جزئية من الكروموسوم الذي يحمل الرقم 21، مما يؤثر على نموه العقلي والجسدي، وعادة يكون مستوى الإعاقة العقلية لدى المصاب بمتلازمة داون طفيفا أو متوسطا. (•)متلازمة برادر- فيلي؛ إن متلازمة برادر- فيلي اضطراب جيني نادر يؤثر على التطور العقلي والجسدي للطفل المصاب، وتحدث هذه المتلازمة عادة نتيجة لوجود خلل في الكروموسوم الذي يحمل رقم 15، ويكون مستوى الإعاقة العقلية أيضا في هذه الحالة طفيفا أو متوسطا. وتصنف الحالات الآتية أيضا كأحد أنواع الإعاقة الذهنية: (•)متلازمة ويليام؛ وتعتبر من الاضطرابات الجينية النادرة التي تسبب تأخر النمو قبل وبعد الولادة، ويعاني المصاب بهذه الحالة من مشاكل في التعلم وإعاقة ذهنية طفيفة أو متوسطة. (•)متلازمة اضطراب طيف الكحول الجنينية؛ حيث يكون معدل ذكاء الطفل أقل من الطبيعي، كما يعاني من مشاكل في الإدراك والوظائف المعرفية. (•)اضطراب طيف التوحد في بعض الحالات؛ حيث بينت بعض الدراسات أن 38% من المصابين بالتوحد يُعانون من الإعاقة الذهنية. ويمكن أن يشخص الطبيب الإعاقة العقلية مباشرة بعد الولادة إذا كانت الحالة شديدة، ولكن قد يكون من الصعب ملاحظة الإعاقة العقلية مبكرا إذا كانت طفيفة، وبشكل عام يشخص الطبيب الإعاقة العقلية اعتمادا على ثلاثة أسس وهم: الأول: مقابلة الأهل. الثاني: تقييم الطفل بعد مراقبته. الثالث: نتائج بعض الفحوصات. وننوه الي أن الإعاقة الذهنية لا ترتبط بوجود أي إعاقة جسدية، وليس لها علاقة مباشرة بمرض التوحد، إنما هي حالة اضطرابات عقلية نشأت بفعل عدة أسباب بيئية، أو طبية، أو وراثية أثرت بشكل مباشر على سلوك الطفل في التعامل مع المجتمع، والبيئة المحيطة به.

ه- الاضطرابات الوراثيةGenetic Disorders) ): هي الأمراض والحالات الصحية التي تحدث لدى الشخص نتيجة وجود ترتيب معين في الجينات أو احتواء كروموسوماته على جينات بعينها. وتنقسم إلى ثلاثة أقسام: (•) الأمراض الناجمة عن جين واحد فقط؛ وتسمى أيضا الاضطرابات المندلية، لأن توارثها يأخذ نمط الوراثة الذي اكتشفه العالم جورج مندل في القرن التاسع عشر، ويكون فيها جين واحد هو المسؤول عن المرض. وتوجد ستة أنواع من الاضطرابات المندلية لدى الإنسان، وهي: الأول: الأمراض السائدة المرتبطة بكروموسومات جسمية. أي إن الجين المسؤول عن المرض يكون موجودا على كروموسوم جسمي لا جنسي. أما كلمة (سائدة) فتعني أنه يكفي وجود جين واحد لدى الشخص من الأب أو الأم لتظهر عليه علامات المرض. ومن الأمثلة عليها ارتفاع الكولسترول العائلي ومرض هنتنغتون. الثاني:  الأمراض المتنحية المرتبطة بكروموسومات جسمية، والجين المسؤول عن المرض يكون على كروموسوم جسمي، ولكنه متنح، أي حتى تظهر علامات الاضطراب على الشخص يجب أن يكون لديه جينان للمرض، أحدهما من الأب والثاني من الأم. ومن الأمثلة على هذه الأمراض مرض التليف الكيسي وفقر الدم المنجلي ومرض الفينيلكيتونوريا. الثالث: مرض سائد مرتبط بالكرموسوم الجنسي X، مثل الكساح المقاوم لفيتامين “د”. الرابع: مرض متنح مرتبط بالكرموسوم الجنسي X. مثل هيموفيليا “أ”. الخامس: الاضطرابات المرتبطة بجين Y. السادس: الاضطرابات المتوارثة عبر الأمهات، وفيها تكون الموروثة المسؤولة عن المرض موجودة في الميتوكوندريا، وهي عضية إنتاج الطاقة في الخلية. ولأن الإنسان يحصل على الميتكوندريا من أمه فقط، فلذلك تسمى بالوراثة عبر الأمهات. (•)الأمراض الكروموسومية: وتحدث نتيجة زيادة أو نقص عدد الكروموسومات كمتلازمة داون، وفيها يكون لدى الشخص نسخة إضافية من كرموسوم رقم 21، مما يجعل مجموع كروموسوماته يساوي 47. ومتلازمة كلاين فلتر، وفيها يوجد لدى الشخص نسخة إضافية من الكرموسوم الجنسي X مما يجعل عدد كروموسوماته 47. وتصيب الذكور فقط، ويكون تركيب الكروموسومات الجنسية هو XXY. ومتلازمة ترنر، وتصيب الفتيات فقط، وتحدث عند وجود كروموسوم X ناقص لدى الفتاة. (•)الأمراض المتعددة العوامل؛ وهذه الأمراض تنتج عن تضافر عدد كبير من الجينات والعوامل الوراثية والبيئية، ومن الأمثلة عليها السرطان وأمراض الشرايين التاجية وارتفاع ضغط الدم والسكتة الدماغية. إن طفرة جينية واحدة قد تؤدي لمشكلة تستمر طوال العمر كما هو الحال في متلازمة ريت (Rett Syndrome)، وهي واحدة من الاضطرابات الوراثية العصبية النادرة التي تؤثر في نمو الدماغ وتؤدي إلى إعاقة عقلية وجسدية شديدة، وتشير الإحصاءات إلى أن متلازمة ريت تؤثر في حوالي 1 من كل 12000 فتاة تولد كل عام ونادرا ما تظهر عند الأولاد. فمتلازمة ريت هي اضطراب عصبي وراثي نادر ينجم عن طفرة جينية في الكروموسوم X؛ لذا فإنه يصيب الفتيات بشكل أساسي ونادرا ما يصيب الذكور، وسميت نسبة إلى دكتور أندرياس ريت، الطبيب الذي اكتشفها أول مرة. وفي الواقع تؤثر متلازمة ريت في كل جانب من جوانب الحياة تقريبا، وبشكل خاص في الكلام واستخدام اليدين الموجه وتنسيق الحركات، فيبدأ الطفل المصاب بعمل حركات لا إرادية متكررة، مثل: قبض اليدين أو التصفيق وغيرها. ويمكن ملاحظة أعراض متلازمة ريت في مرحلة الطفولة المبكرة في عمر 6 إلى 18 شهرا، وتؤدي إلى عدة إعاقات تتراوح من الخفيفة إلى الشديدة التي تؤثر في كل حياة الطفل تقريبا، بداية من قدرته على التحدث والمشي والأكل والكلام وحتى التنفس بسهولة، فضلا عن المشكلات السلوكية والعصبية. وقد يعاني الأطفال المصابون بمتلازمة ريت أيضا من مجموعة متنوعة من المشكلات الطبية الأخرى بما في ذلك مشكلات في الأمعاء والتنفس والعظام والقلب. وغالبا ما يكون لدى الأطفال المصابين بمتلازمة ريت نمو طبيعي خلال الأشهر الستة إلى الثمانية عشر الأولى من الحياة. بعد هذا الوقت، يمرون بفترة من التراجع (فقدان المهارات التي اكتسبوها) وقد يفقدون الكلام ومظاهر التطور الأخرى. وبالإضافة إلى ذلك، قد يرتبط اضطراب طيف التوحد في بعض الأطفال باضطراب جيني مثل متلازمة ريت أو متلازمة الصبغي إكس الهش. وقد تعزز التغيرات الجينية (الطفرات) خطر الإصابة باضطراب طيف التوحد في أطفال آخرين. وتشرح الدكتورة إلين كلارك، استشارية طب الأطفال في مستشفى جريت أورموند ستريت للأطفال في لندن: “هناك العديد من الأسباب الوراثية الجينية والبيئية التي يمكن أن تكون السبب وراء ظهور اضطراب طيف التوحد. ولا يوجد علاج له حتى الآن، ولكن هناك أشياء عديدة يمكن فعلها لجعل حياة المصابين بالتوحد أسهل لهم ولعائلاتهم”.

 

 

2- الإعاقات المكتسبة وتشمل ما يلي:

أ- الإصابات الدماغية الوعائية: السكتة الدماغية Stroke)) أو الجلطات الدماغية هي حالة طبية طارئة تحدث عندما يتوقف إمداد جزء من الدماغ بالتروية الدموية، أو ينخفض بشكل كبير، مما يؤدي إلى انقطاع إمداداته من الأوكسجين والمواد المغذية، وفي دقائق تبدأ خلايا الدماغ تموت. ولأن خلايا الدماغ لا تتجدد فإن هذا قد يؤدي إلى ضرر دائم في المخ. وتقسم السكتة الدماغية إلى ثلاثة أنواع، وتشتمل على: الأول: سكتة نزفية (Hemorrhagic Stroke): أي عندما يتمزق أحد الشرايين، أو تسرب الدم من الأوعية الدموية، ويؤدي إلى نزيف. الثاني: سكتة دماغية ذات نقص التروية أو إقفارية (Ischemic Stroke): أي عندما تتضيق الشرايين أو تتصلب بسبب ترسب مواد في الشرايين، ووجود خثرات تسد الأوعية الدموية وتمنع من تدفق الدم مما يؤدي إلى نقص التروية. الثالث: نوبة نقص تروية عابرة (Transient Ischemic Attack). وتختلف المضاعفات المحتملة نتيجة للسكتة الدماغية باختلاف الجزء المتضرر من الدماغ. ولكن في الغالب تشمل هذه المضاعفات ما يلي: (•)شلل أو فقدان القدرة على تحريك العضلات. (•) صعوبة في الكلام أو البلع. (•)فقدان الذاكرة أو مشاكل في الفهم العام. (•)آلام. إن الأشخاص الذين يصابون بسكتة دماغية، أحيانا، يصبحون انطوائيين وأقل اختلاطا ومشاركة في الحياة الاجتماعية. قد يفقدون القدرة على الاعتناء بأنفسهم، وقد يحتاجون إلى رعاية تمريضية لمساعدتهم في المهام اليومية، مثل النظافة الشخصية وغيرها. كذلك الأمر بالنسبة لمضاعفات السكتة الدماغية، إذ يتفاوت نجاح علاجها من شخص إلى آخر. وهناك نصائح تساعد في تقليل خطر السكتة الدماغية، إذ يمكن من خلال تغيير أسلوب الحياة تقليل احتمالات الإصابة بها.

ب- أبراكسيا الكلام Apraxia of Speech)): تعتبر عملية النطق من العمليات المعقدة والتي تتطلب مجموعة من العمليات الحسية الحركية وقد ميز الله عز وجل الإنسان عن باقي خلقه بالعديد من الصفات ومنها النطق من خلال توظيف بعض الأعضاء كاللسان والشفتين والأسنان واللهاة وسقف الحلق والفك السفلي ليقوموا بوظيفة النطق، حيث تتحرك بعض هذه الأعضاء من خلال الأوامر العصبية (الرسائل) التي يرسلها الدماغ عبر مجموعة من الأعصاب المتخصصة لتحرك تلك الأعضاء ويحدث النطق في نهاية الأمر. وقد يصاب البعض ببعض الاضطرابات في الجهاز العصبي المركزي والتي تحول دون حدوث البرمجة العصبية الازمة لتوليد الرسائل تلك في الدماغ، مما ينتج عنها صعوبات في النطق يطلق عليها اسم: أبراكسيا الكلام. ولأبراكسيا الكلام نوعان، وهما: الأول: أبراكسيا النمائية (Developmental Apraxia)؛ وهي الأبراكسيا التي يصاب بها الأطفال دون وجود خلل أو مرض معروف في الدماغ. الثاني: أبراكسيا المكتسبة (Acquired Apraxia)؛ والتي تصيب الصغار والكبار إلا أنها تصيب الكبار أكثر نتيجة عوامل طبية كالجلطة الدماغية والأورام والتهاب المخ وغيرها. وقد يصاحب هذا النوع من الأبراكسيا مشاكل نطقية ولغوية أخرى كعسر الكلام والحبسة الكلامية. وما يميز هذا الاضطراب عن غيره وخصوصا لدى الأطفال هو عدم وجود أي مشاكل لغوية إلا عند بعض الحالات، حيث يستطيع الطفل فهم ما يقال له ويعرف تماما ما يريد قوله للآخرين، إلا أنه لا يستطيع التعبير عن نفسه بشكل سليم نتيجة اضطراب الأبراكسيا. وتعتبر نسبة التحسن لدى الأطفال المصابين بهذا الاضطراب قليلة, ويعتمد التحسن على عدة عوامل مثل: شدة الحالة، وجود أو عدم وجود اضطرابات مصاحبة كاضطرابات اللغة وضعف السمع وعسر الكلام. أما بالنسبة لكبار السن فيمكن لبعضهم التخلص من الأبراكسيا دون علاج وهذا ما يطلق عليه “التحسن التلقائي”(Spontaneous Recovery). إلا أن الكثيرين من كبار السن لا يمكنهم التخلص من الأبراكسيا لذا يلجئون إلى العلاج النطقي المكثف. ولم يتوصل العلم لغاية الآن إلى المسبب الدقيق للأبراكسيا لدى الأطفال, كما لم يتوصل إلى طريقة مثبتة علميا في علاج هذا الاضطراب. إلا أن بعض الحالات تتحسن من خلال إجراءات علاج النطق التقليدية. وبعضهم يتم تدريبهم على استخدام وسائل التواصل البديلة مثل بعض الحواسب المحمولة والكتب التي تحتوي على صور يستخدمها الشخص في التواصل مع الآخرين عبر إعطاء صور الأشياء التي يريدها (مثل الطعام والشراب) للآخرين، ولهذه الطرق البديلة أهمية كبيرة وخاصة مع الحالات الشديدة.

ج- إعاقات ما بعد العمليات الجراحية (استئصال الحنجرة واللسان): تقع الحنجرة فوق القصبة الهوائية تربط الأنف والفم بالرئتين، بالإضافة لوظيفتها التي تساعد على التنفس والتحدث والبلع. ويعتبر استئصال الحنجرة (Laryngectomy) عملية جراحية لإزالة جزء أو كامل الحنجرة، تجرى لعلاج سرطان الحنجرة أو تلف الحنجرة الشديد، ويمكن للأشخاص الذين خضعوا لعملية استئصال الحنجرة أن يتمتعوا بحياة جيدة نوعا ما، لكن يجب أن يتعلموا طرقا جديدة للتنفس والتحدث والبلع. نعم من الممكن التحدث بعد عملية استئصال الحنجرة، لكن طريقة الكلام ستكون مختلفة، فبدون الحنجرة لن يكون الشخص قادرا على إنتاج الصوت عن طريق اهتزاز الحبال الصوتية، لكن هناك طرق بديلة للنطق يمكن تعلمها من خلال إعادة التأهيل والتدريب، والطريقة الأكثر شيوعا هي استخدام بدلة صوتية، وهي عبارة عن جهاز صغير يتم وضعه في فغر القصبة الهوائية للسماح للهواء بالمرور وإنشاء الصوت، حيث يمكن للشخص التحدث عن طريق سد الفغرة بإصبعه أو بصمام خاص، والذي يعيد توجيه الهواء عبر القطعة الصناعية المستخدمة إلى الحلق، مما يسمح له بالتحدث. هذا، ويعتبر من زاوية أخرى استئصال اللسان أو قطع اللسان أو بتر اللسان  (Glossectomy)إزالة جراحية لكل أو جزء من اللسان، وتجرى هذه العملية لإيقاف نمو الخباثة مثل سرطان الفم. وعادة يزال جزء من اللسان فقط، وفي هذه الحالة تتم إزالة جزئية للسان وتسمى “استئصال شق اللسان” أو “استئصال نصف اللسان” ((Hemiglossectomy. إن سرطان الفم بأنواعه المختلفة واحدا من السرطانات الشائعة، حيث يأتي في المرتبة السادسة بين أكثر السرطانات شيوعا في العالم، ويصيب نحو 700 ألف شخص تقريبا في كل سنة. وعلى الرغم من تصنيف سرطان اللسان والفم ضمن السرطانات مرتفعة الخطورة بسبب ارتفاع نسب الوفيات بين المصابين به خلال السنوات الخمس الأولى بعد الإصابة؛ يعد سرطان الفم واللسان من السرطانات القابلة للاحتواء والتحجيم، وذلك بشرط الاكتشاف المبكر الذي يتيح التعامل مع ورم اللسان والفم في بدايته، وإجراء الجراحة الناجحة والمناسبة لمرحلة الورم. فمن المعروف أن الكشف المبكر عن أي نوع من السرطانات- والتي من ضمنها سرطان اللسان والفم- يحسن من فرص الشفاء والتعافي بدرجة كبيرة جدا، وأن نسب الخطورة تظل في ارتفاع وتزايد مستمر مع تأخر التعامل الطبي مع السرطان، ولا يختلف سرطان الفم واللسان عن أنواع السرطانات الأخرى في هذه النقطة، لكن عامل الخطورة الإضافي في سرطان الفم هو أن هذا النوع من السرطان يؤثر على عدة وظائف مثل الكلام والنطق والبلع.

د- التصلب الجانبي الضموري Amyotrophic Lateral Sclerosis):(ALS إن التصلب الجانبي الضموري هو حالة مرضية تصيب الجهاز العصبي وتؤثر في الخلايا العصبية في الدماغ والحبل النخاعي. ويسبب التصلب الجانبي الضموري فقدان التحكم في العضلات. ويزداد المرض سوءا مع مرور الوقت. ويسمى عادة داء لو غيريغ Lou Gehrig Disease)) نسبة إلى لاعب البيسبول الذي شخص به. ومازال سبب الإصابة بالمرض على وجه التحديد غير معروف. وينتقل المرض إلى عدد قليل من الحالات وراثيا. ويبدأ التصلب الجانبي الضموري غالبا بارتعاش العضلات وضعف في ذراع أو ساق وصعوبة في البلع أو التلعثم في الكلام. وفي النهاية يؤثر التصلب الجانبي الضموري في التحكم في العضلات اللازمة للحركة والكلام والأكل والتنفس. ولا يوجد علاج لهذا المرض المسبب للوفاة. ونادرا ما تبدأ أعراض المرض بالظهور في مرحلة الطفولة أو المراهقة، وإنما تبدأ عادة في أواخر الأربعينات أو أوائل الخمسينيات من عمر الفرد.

وبالإضافة إلى ما قيل، نقترح استخدام التواصل المعزز والبديل مع الأطفال المدمجين ممن لديهم اضطرابات في النطق واللغة بمدارس التعليم العام بدلا من استخدام الطرق التقليدية والتي تكون غير مجدية مع هؤلاء الأطفال الذين هم بحاجة إلى مزيد من التنوع والتمايز في توصيل المعلومة لهم. فليس من العدل أن يفرض على ذوي الاحتياجات الخاصة استخدام مصادر تعلم جاهزة معدة للطلاب العاديين، لأن ذلك يصعب عليهم التعلم ولا يبسطه، ومن ثم فهم يحتاجون إلى تصميم وتطوير مصادر تعلم ومنظومات تعليمية مناسبة لهم، وتلبي احتياجاتهم المميزة، أو تحل مشكلات تعلمهم، وتنقل إليهم التعلم المطلوب بكفاءة وفاعلية، ويتطلب ذلك وضع مواصفات ومعايير علمية محددة ودقيقة لتصميم كل مصدر تعليمي لكل فئة منهم، وتصميم المصادر وتطويرها بطريقة منظومة سليمة، أو إنشاء مركز تكنولوجي تعليمي مركزي متخصص.

بعد الإطلاع على المقال يمكنك متابعة مركز العرب على فسيبوك  وتويتر وشاهد قناتنا على يوتيوب

 

اظهر المزيد

موضوعات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى