رأي

الرقب: لقاءات القاهرة انطلاقة جديدة لحلول ضمن رؤية عربية مشتركة

مركز العرب_  ثائر نوفل أبو عطيوي

قال القيادي بحركة فتح وأستاذ العلوم السياسية الدكتور أيمن الرقب؛ إن القاهرة شهدت خلال الأيام الماضية ومازالت تشهد حراك سياسي فلسطيني ، حيث تم دعوة الحكومة الفلسطينية لزيارة القاهرة وتم مناقشة ملفات عديدة ، تناولت محاور عدة أهمها المحور الاقتصادي والمحور الأمني و المحور السياسي ، و تم توقيع العديد من الاتفاقيات البروتوكولية بين الجانب الفلسطيني والجانب المصري.

وأوضح : أن ملف المصالحة الفلسطينية كان حاضرا بقوة خلال هذه اللقاءات ، وكذلك ملف العملية السياسية المعطل وقرصنة حكومة الاحتلال لأموال الشعب الفلسطيني ، واقتحامات اليهود المتطرفين للمسجد الأقصى ، والتوسع الاستيطاني الذي ينهي حل الدولتين بشكل كامل ، وسلوك الاحتلال في الضفة من خلال اقتحام المدن الفلسطينية والذي يحرج السلطة الفلسطينية.

وتابع: هذه الملفات فتحت أهمية إنهاء الانقسام الفلسطيني وتحقيق المصالحة التي رعتها القاهرة على مدار سنوات طويلة و ذللت كل العقبات لتحقيق المصالحة دون الوصول لتحقيقها حتى الآن.

واضاف : قامت القاهرة بتوجيه دعوة لقيادة حركة حماس لفتح ملف المصالحة من جديد استنادا لمخرجات القمة العربية في الجزائر عام 2022 م والقمة العربية في جدة الشهر الماضي و اللتان اوصتا بضرورة تحقيق المصالحة الفلسطينية ، وقد نشهد دعوات لقادة باقي الفصائل خلال الأيام القادمة ، وحسب ما لدينا معلومات فالمصالحة ستستند لإجراء انتخابات فلسطينية لتجديد الشرعيات مع وضع حلول لمشاركة المقدسيين في هذه الانتخابات ، قد يتم الاتفاق على أمرين الأول تشكيل حكومة فلسطينية مؤقتة لمدة عام تشرف على الانتخابات ، والأمر الثاني تشكيل إطار قيادي مؤقت لمنظمة التحرير الفلسطينية تضمن كل الفصائل الفلسطينية بما فيهم حركتي حماس والجهاد الاسلامي.

وأفاد بأن القاهرة تريد أن تخفف من أعباء سكان قطاع غزة و تنفتح أكثر اقتصاديا على القطاع المحاصر وقد نشهد خلال الأيام القادمة زيادة نسبة الكهرباء التي تصل قطاع غزة عن طريق جمهورية مصر العربية ، وإدخال المزيد من حاجات قطاع غزة التي يمنع دخولها الاحتلال.

وأشار إلى أن بعض المحللين والمتابعين شطح في خياله وتفكيره ، فجزء توقع أن الزيارات للوفود الفلسطينية تأتي استباقا للقاهرة من هجوم الاحتلال الإسرائيلي على إيران وحزب الله والدعوة للفصائل الفلسطينية تأتي للتحذير من إقحام الفلسطينيين نفسهم في هذا الحرب مما يدفعه ثمنه قطاع غزة ، وارى هذا التحليل به سوء نيه و قلة خبرة في طبيعة الصراع الدولي والإقليمي.

ولفت إلى أن هناك جزء آخر اعتبر أن الحراك الحالي في القاهرة يأتي بناء على قرار سري من القمة العربية الأخيرة في جدة، تتولى القاهرة بناءا عليه انهاء الانقسام ودعوة الفصائل الفلسطينية للقبول بالدخول في العملية السياسية و الجلوس على طاولة المفاوضات مع حكومة الاحتلال على أساس حل الدولتين ، وذلك لرفع الحرج على المملكة العربية السعودية للدخول في عملية تطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي، وهذا منطق يجوبه الخطأ ، لسببين الأول أن حكومة الاحتلال الإسرائيلي الحالية لن تقبل بعودة المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية بأي ثمن فما بالك أن المفاوضات على أساس حل الدولتين ، والسبب الثاني أن المملكة العربية السعودية ليست بحاجة للتطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي في الوقت الحالي بالتحديد ، إضافة إلى أن مبادرة العرب للسلام هي مبادرة سعودية ، واي عملية تطبيع هي انقلاب على هذه المبادرة ، والتطبيع من قبل المملكة العربية السعودية دون تحقيق أهداف المبادرة كمن ينقلب على ذاته بذاته .

واكد أن المملكة العربية السعودية والعرب يعرفون أن تطبيع العلاقات بين الاحتلال والسعودية يعني انتهاء عملية السلام بشكل نهائي، وسيطبع بعدها العرب قاطبة مع الاحتلال ، ويبقى الفلسطينيون وحدهم في مواجهة الاحتلال، ولكن سيكونوا مقهورين ، منكسرين وهذا ما يريده نتنياهو، و أساس فلسفة صراعه مع شعبنا الفلسطيني، و هذه رؤية «زئيف جيبوتنسكي» في الحل مع الشعب الفلسطيني.

واختتم القيادي في حركة فتح وأستاذ العلوم السياسية د. أيمن الرقب حواره الصحفي قائلا : “الاجتهادات كثيرة، وكما قال الامام الشافعي رحمه الله ( رأيي على صواب يحتمل الخطأ ، و رأي غيري على خطأ يحتمل الصواب )، لكني مُصر وعلى يقين أن المملكة العربية السعودية لن تطبع مع الاحتلال الإسرائيلي قبل قيام الدولة الفلسطينية، اي لا تطبيع في الأفق ومحاولات الاحتلال والبيت الأبيض للتظليل ببث اشاعات حول قرب التطبيع من بين المملكة العربية السعودية والاحتلال ستبوء بالفشل ، والقيادة السعودية لها توجهات بعيدة عن الرؤية الاسرائيلية والأمريكية ، وأتمنى أن تنفتح الجمهورية الإسلامية الإيرانية أكثر على الدول العربية خاصة المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، والأيام القادمة مليئة بالمفاجآت، وأتمنى أن تكون مفاجآت جميلة للحالة العربية والفلسطينية معا.

بعد الإطلاع على المقال يمكنك متابعة مركز العرب على فسيبوك  وتويتر وشاهد قناتنا على يوتيوب

اظهر المزيد

موضوعات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى