الرئيسيةساحة الفكرمؤلفات الشرفاء الحمادي

الشُّرفاء الحمادي: الدِّينُ والتَّقاليدُ والأخلاقُ لا تتعارضُ مع التَّقدم.. وأنصحكم بالابتعاد عمَّا يسيءُ للْقِيم

الحلقة الثانية من كتاب (الإسلام والتقدم.. الإنسان والشباب والمرأة) سلسلة (القيادة التاريخية)

ملخص الحلقة الثانية 

قال المفكر العربي الأستاذ علي محمد الشرفاء الحمادي إن التقدم أمر ضروري ومهم، ولا يتعارض مع الدين، بل إن الدين الحنيف يدعونا إلى مواكبة التقدم في كلِّ المجالات، لأن التقدم يغيِّر حياتنا إلى الأفضل، فبناء المدارس والمستشفيات وإقامة المشروعات المتنوعة الزراعية والصناعية، يجعلنا نعيش في مستوى إنساني لائق.

وأوضح الشرفاء، أن التقدم لن يغيَّر الدين أو الأخلاق أو التقاليد أو يتعارض معها، فجوهر الإنسان ثابت، والحياة مستمرة تحتاج إلى الشجاعة والقوة.

وأكد الكاتب حرصه على الشريعة الإسلامية والتَّمسك بها، ومع قبول العلوم والمزايا القادمة من الغرب من تكنولوجيا وعلوم نافعة دون إضفاء طابعهم على حياتنا، فلا يصح قبول أساليب حياة الغرب التي لا تروق لنا ولا تتوافق مع عاداتنا وتقاليدنا.

واختتم قائلا: أنصحكم بالابتعاد عن التقنيات الأجنبية والمستوردة التي من شأنها أن تسيء إلى القيم التي نشأنا عليها، فما ذلك إلا رعاية لهذا المجتمع وسلامته، واتباع طريق ومنهج كتاب الله ورسوله.. وإلى تفاصيل الحلقة الثانية من كتاب (الإسلام والتقدم.. الإنسان والشباب والمرأة) أحد كتب سلسلة (القيادة التاريخية).

التفاصيل 

التقدم والدين

إن التقدم الاقتصادي لن يحمل الناس في بلادنا على وضع الدين في الخلفيات.

لا تعارض بين الدين الإسلامي والتقدم، إن الدين يدعو إلى التقدم.. ونحن نحافظ على ديننا ونتمسك به.

التقدم يغير أشياء كثيرة:

– يغير المستوى الاقتصادي.

– يغير حركة البناء إلى الأفضل.

التقدم يعني بناء المدارس والمستشفيات والمشروعات الزراعية والصناعية.

يغير أوضاع الأفراد إلى مستوى لائق.

لكن هناك أشياء أساسية لا يغيرها هذا التقدم، مثل هذه الأشياء الدين والتقاليد والأخلاق، هذه لا يمكن أن تتغير.

إن جوهر الإنسان لا يتغير.. وإن الحياة مستمرة وتتطلب دائمًا الشجاعة والقوة، والمدنية لم تغير من شجاعة البدو وقوَّتهم.

الإسلام والتغرُّب

إن العالم العربي ليس في حاجة إلى أمة يسترشد بها، نحن نقبل مزايا المجتمع التكنولوجية والمهنية الغربية، ولكن لا يمكن أن نقبل مع ذلك إضفاء الطابع الغربي.

إننا نسعى في الحقيقة إلى حل وسط ومعقول بين التراث الإسلامي والعالم الحديث.

إن لنا تقاليدنا وعاداتنا ومُثُلُنَا التي نحافظ عليها.. إننا لا ننقل حياة شعوب أخرى إلى بلادنا.

في المجتمع الغربي أساليب حياة لا تروق لنا، ومن ثَمَّ لا ننقلها إلى بلادنا، ولكن هناك نواحي أخرى مثل التقدم الصناعي نستفيد منها.

إنكم تعلمون مدى حرصي على الشريعة الإسلامية ووجوب التمسك بها، وإن لنا تقاليدنا وعاداتنا، ولنا تراثنا الذي يختلف في كثير من الجوانب عن القيم التي ارتضاها الغرب لنفسه.

إن ما تتضمنه النصوص عند الغرب يتغاير مغايرة فاضحة مع تراثنا وقيمنا الأصيلة، ويخالف أحكام الله، ولا يجوز أن يُعمَل به في بلد إسلامي.

التمسك بالدين

إن ما نشأنا عليه من تمسك بأهداب ديننا الحنيف يمنعنا من الاستمداد من شرائع الغرب، وإن شريعتنا استطاعت أن تقوم بتأمين العدالة في العالم الذي امتدت إليه رايتها.

إن رغبتنا في توفير كرامة الإنسان وحريته والمحافظة على حقوقه، كل هذه الأمور قد كفلتها الشريعة الإسلامية وضمنت تحقيقها.

إن عليكم (لرئيس وأعضاء المحكمة العليا والنائب العام) كقضاة ورجال قانون أن تتجهوا إلى هذا الاتجاه، وأن تستمدوا من الشرع الأغر أحكامكم.

الشريعة والمعروف

إن من المبادئ الرائعة التي احتوت عليها الشريعة الإسلامية تقديرها للعُرْف.. إن الشريعة تقضي بأن المعروف عُرفًا كالمنصوص نصًّا.

فالشريعة الإسلامية غنية بالأحكام والنصوص، ولا يوجد أي شيء يمكن أن تظن الحاجة إليه إلا والشريعة الإسلامية فيها من العناصر ما يضمن سد هذه الحاجات.

فإذا نصحتكم بالابتعاد عن التقنيات الأجنبية والمستوردة التي من شأنها أن تسيء إلى القيم التي نشأنا عليها فما ذلك إلا رعاية لهذا المجتمع وسلامته.

وإن مسؤوليتي لكبيرة في هذا الشأن، ومن أجل هذا فإنني أصدقكم العون فيما وجهتكم به.

عقائد هزيلة

إن الأفكار والعقائد المصنوعة من البشر عقائد هزيلة ضعيفة كالجمال الهزيلة الضعيفة.

لماذا نسمح بدخول هذه الأفكار الهزيلة وعندنا الدستور الرباني الذي وضعه الخالق سبحانه وتعالى؟

إن نهجنا الذي نسير عليه هو النهج الذي يوفر الخير للإنسان ويعمم النعمة والسعادة عليه.

هذا هو طريق كتاب الله ورسوله.. إن لكل إنسان نتاج عمله. وإن من يعرق من أجله ويتعب لتحصيله له الحق في أن يسعد به وينعم، ويورثه لأهله وأبنائه.

هذا هو الطريق، وإلا لماذا أتعب وأعمل وأسهر وأكسب إذا لم يكن هذا الخير لمن يعمل ويعرق؟ إن الذي لا يعمل ولا يجتهد إنسان حاسد لمكاسب الآخرين، ومعتدٍ عليهم.

نستكمل إن شاء الله تعالى في الحلقة القادمة الحديث عن أبرز وأهم ما جاء في كتاب (الإسلام والتقدم.. الإنسان والشباب والمرأة) أحد كتب سلسلة (القيادة التاريخية).

بعد الإطلاع على المقال يمكنك متابعة مركز العرب على فسيبوك  وتويتر وشاهد قناتنا على يوتيوب

اظهر المزيد

موضوعات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى