الرئيسيةساحة الفكرمؤلفات الشرفاء الحمادي

الخطر الصهيوني مستمر.. مقتطفات من كتاب (قضية فلسطين) للشرفاء الحمادي (1-1)

ضمن سلسلة (أقوال الشيح زايد بن سلطان آل نهيان)

الملخص

قبل سنوات وثق المفكر العربي الكبير الأستاذ علي محمد الشرفاء الحمادي عددا من الشهادات التاريخية عن القائد مؤسس الإمارات العربية المتحدة المغفور له بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، وكانت تلك الشهادات عبارة عن مجموعة من المؤلفات حول فكر القائد المؤسس وتفاعله مع القضايا العربية والدولية المختلفة، داخليا وخارجيا، وكانت السلسلة بعنوان (أقوال زايد بن سلطان آل نهيان)، وانطلقت المجموعة من كتاب (القيادة التاريخية)، وانتهت بكتاب (التعاون الدولي)، إذ استطاع الحمادي، كما سطر في نهاية المؤلفات، أن يقدم خلاصة فكر الشيخ زايد من كل الجوانب، الذي تضمن عرض الأهداف الثلاثة التي وضعها الشيخ زايد لينطلق بالإمارات إلى آفاق المستقبل، وكان أول الأهداف تطوير المنطقة، ثم تحقيق الرفاهية للمواطن، وأخيرا بناء الإنسان القادر على تحمل المسؤولية.

إجرام صهيوني على غزة 

واليوم وفي ظل الظروف العصيبة التي يمر بها الوطن العربي والأمة الإسلامية من حرب ضروس إجرامية غير إنسانية على أهلنا في غزة، رأى مركز (العرب للأبحاث والدراسات) أن من الضروري، أن نقدم للقارئ بعض أفكار الشيخ زايد في القضايا المختلفة، ومنها قضية فلسطين التاريخية، وذلك من خلال عرض وتقديم ما وثقه الأستاذ علي الشرفاء الحمادي في سلسلة الأقوال التاريخية للشيخ زايد، وجاء كتاب (فلسطين) ضمن مجموعة المؤلفات، إذ سيتم البدء به لأن ما نشاهده اليوم محاكاة لما تحدثوا به قبل قرون مضت، ولذلك سنعيد نشر ما كتب عن القضية في منصة مركز (العرب) للأبحاث ومجلة (رؤى) البحثية وبوابة (مستشار العرب)، ولنبدأ من قضية فلسطين كما جاءت في الكتاب.

التفاصيل 

قضية فلسطين

بدأ الشرفاء الحديث عن قضية فلسطين بكلمة تاريخية قالها زايد بن سلطان آل نهيان وهي:

(إن إيماننا بقضية فلسطين بعض من إيماننا بعروبتنا

تاريخًا…

ونشأة…

وكيانًا…

ومصيرًا…

وهي قضية العرب أجمعين وأمانة مقدسة في أعناقهم).

مقدمة الشرفاء الحمادي للكتاب

ثم شرع الشرفاء الحمادي في وضع مقدمة عامة عن المشروع الفكري الكامل الذي يحمل اسم (أقوال الشيخ زايد آل نهيان) قائلا: القيادة دور تاريخي ومسئولية عظيمة تأخذ بيد الشعوب إلى طريق التقدم، ومسيرة التطور، وترفع من شأنها لتلحق بركب الأمم وتساهم معها في بناء حضارة الإنسان وصياغة مستقبله.

ولقد شاءت العناية الإلهية أن تسند دور القيادة في هذه الدولة للقائد المؤسس المغفور له بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، ذلك الرجل الذي عشق الصحراء وصفاءها، وأحب فيها ضوء الشمس الساطع فأكسبه ذلك وضوح رؤية ومضاءة عزم.

ولقد حدد -رحمه الله- ثلاثة أهداف تطوي بها المنطقة مرحلة لتنطلق إلى آفاق المستقبل وهي:

– تطوير المنطقة

– وتحقيق الرفاهية للمواطن

– وبناء الإنسان القادر على تحمل المسؤولية

– وانطلاقًا من هذه الفلسفة، كانت مواقفه الإنسانية المتتالية -رحمه الله- تأكيدًا لرؤية مبدئية أساسية، هي أن الإنسان هو أعظم استثمار لأية دولة تتطلع إلى الازدهار والتقدم.

وترتيبًا على ذلك، تركزت اهتماماته -رحمه الله- في تشييد دولة قوية يعيش فيها المواطن مطمئنًا تتحقق له فيها الرفاهية، دولة ذات سيادة محددة المعالم، تمد اليد للجميع من أجل التعاون البناء على أسس من الاحترام المتبادل، دون أدنى مساس بالسيادة الوطنية، وبذل كافة الطاقات في دعم العالم العربي وتأكيد وحدته، إيمانًا بأن قوة العرب في وحدتهم، ومناصرة حقوق الإنسان في أي مكان في العالم وتأييد حرية الشعوب.

وقد حمل هذا العام -2018- شعار «عام زايد» ليكون مناسبة وطنية في دولة الإمارات العربية المتحدة للاحتفاء بالقائد المؤسس بمناسبة ذكرى مرور مائة سنة على ميلاده، وذلك لإبراز دور المغفور له في تأسيس وبناء دولة الإمارات إلى جانب إنجازاته المحلية والعالمية.

والمؤكد أن هذا الاحتفاء يجسد المكانة الاستثنائية والفريدة التي يمثلها الشيخ زايد «طيب الله ثراه» لدى كل إماراتي وعربي وفي مختلف دول العالم، فهو القائد المؤسس لدولة الاتحاد وواضع أسس النهضة العصرية التي تشهدها الدولة على المستويات كافة، وهو رمز الحكمة والخير والعطاء ليس في الإمارات والخليج فحسب وإنما على المستويين العربي والدولي… ولا تزال مواقفه ومبادراته شاهدة على استثنائيته بوصفه قائدًا عصريًا يحظى بتقدير جميع شعوب ودول المنطقة والعالم.

ومساهمة منا في هذه المناسبة الطبية العزيزة، تأتي هذه السلسلة من الإصدارات، التي تشمل جمع أقواله وتبويبها، بهدف أن يتعرف الناس في العالم أجمع على فلسفته في القيادة وإثبات أن الإنجازات تظل شاهدًا على الترابط الدائم بين الفكرة والعمل، بين الإيمان بها، والعمل المخلص من أجل أن تتحول إلى واقع ملموس.

هذه السلسلة، تشكل بمجموعها بنيانًا فكريًا متماسكا لرؤية وحدوية عربية وإنسانية، واثقة ومتفائلة، تنبع من إيمان عميق بالله، وتنطلق من اعتماد راسخ بوحدة الأمة العربية نشأة وتاريخًا ومصيرًا، وبقدرة غير محدودة على العطاء.

وقد جمعنا هذه الخلاصة الفكرية في تسعة أجزاء، تحت عنوان «القيادة»، تتناول شتى الموضوعات الوطنية والقومية والدولية، اختيرت جميعًا من خطب وتوجيهات زايد ومن تصريحاته ومقابلته وأحاديثه الإذاعية والصحفية والتليفزيونية، ومن مواقفه التي تضمنها بعض البيانات المشتركة على مدار السنوات العشر الماضية.

وقد نسقت هذه الأجزاء وبوبت على أساس موضوعي وتسلسل منطقي، وتم توثيقها بحسب المناسبات التي وردت فيها، وتواريخها ليرجع إليها من يرغب في أن يستزيد معرفة بمواد السلسلة وموضوعاتها وظروفها الزمانية، وهو جهد استغرق سنوات في تجميع المواد وتوثيقها وفرزها وتبويبها في نسق فكري منتظم، وذلك بغرض محدد هو:

1. بيان الأسس النظرية والمنطلقات الفكرية للعمل الوحدوي الذي قاده زايد – طيب الله ثراه.

2. رسم منهج من واقع التجربة الاتحادية لتقويتها، وحفز مسيرتها على مواصلة الانطلاق لتحقيق الطموح القومي بالوحدة العربية الكبرى من الخليج إلى المحيط.

3. توفير مرجع أساسي لفكر زايد العربي -الوحدوي- الإنساني الذي بدونه لا يستقيم أي بحث أو دراسة في التجربة الوحدوية لدولة الإمارات العربية المتحدة وتقويمها تقويمًا موضوعيًا وإيجابيًا.. والله ولي التوفيق.

الفصل الأول

قضية فلسطين والخطر الصهيوني

– الخطر الصهيوني مستمر.

– المجابهة القومية.

– ضرورة إثبات الوجود.

– اتساع الخطر الصهيوني.

– شعب فلسطين عرف الطريق.

– المغالطات الدولية.

– تعاظم تأييد المجتمع الدولي.

– القضية والحل.

الخطر الصهيوني مستمر

إن العدوان الصهيوني على الأمة العربية وعلى شعب فلسطين بوجه خاص لا يزال مستمرًا، بل إنه يزداد خطورة يومًا بعد يوم مؤكدًا تهديده الواضح للسلام العالمي.

إن شعب فلسطين قد حرم من حق تقرير مصيره، وإن هذا الشعب ما زال يعاني أبشع أنواع الاستعمار، وهو الاستعمار الاقتلاعي الاستيطاني الذي لم يتعرض لمثله أي شعب آخر في العصر الحديث.

من ناحية أخرى تمارس السلطات الصهيونية التمييز العنصري والاضطهاد بأقسى أنواعه ضد السكان العرب في المناطق المحتلة.

وقد استغلت السلطات الصهيونية فشل المجموعة الدولية في إرغام إسرائيل على احترام مبادئ الأمم المتحدة وتطبيق أحكام ميثاقها لمضاعفة إجراءاتها الرامية إلى تغيير معالم الأراضي المحتلة وطمس طابعها العربي الأصيل بهدف تثبيت الأمر الواقع.

لقد تجاهلت إسرائيل جميع القرارات الصادرة عن مجلس الأمن والجمعية العمومية للأمم المتحدة والهيئات الأخرى التابعة للأمم المتحدة بشأن انسحاب قواتها من الأراضي المحتملة. وضرورة احترام حقوق الشعب الفلسطيني والكف عن سوء معاملة السكان العرب في المناطق المحتلة.

لقد أصبح واضحًا الآن أن إسرائيل لن تنفذ هذه القرارات إلا إذا اتخذت بحقها إجراءات قوية رادعة كالمقاطعة الدبلوماسية والاقتصادية وفرض العقوبات، ووقف تزويدها بالأسلحة وطردها من الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى.

إن قضية الشرق الأوسط هي قضية العرب الكبرى، وإننا نتطلع جميعًا إلى السلام الدائم والعادل الذي يضمن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، لنتحرك جميعا كصف واحد، فالقضية ليست قضية دول المواجهة، بل إنها أعم وأشمل. إنها قضية الشهامة والكرامة والإرادة العربية.. وهذا يستوجب منا توحيد الجهود ونبذ الخلافات، وإعادة التضامن العربي إلى ما كان عليه في حرب رمضان المجيدة.. ولاستعادة أراضينا السليبة، ومقدساتنا الإسلامية، ولعودة الحقوق المشروعة للشعب العربي الفلسطيني.

وإن ظهور أية خلافات في الساحة العربية ستهدد حاضرنا ومستقبلنا ولن يستفيد منها سوى العدو الصهيوني.

لذلك فقد أعلنت دولة الإمارات العربية المتحدة موقفها من القضية العربية منذ اللحظة الأولى، تجاه التطورات التي تدور في الساحة العربية، وأكدت حرصها على التضامن العربي، ووحدة الصف.

كما أن دولة الإمارات العربية المتحدة تضع كافة إمكانياتها المادية والبشرية من أجل الصراع المصيري للأمة العربية.

وعلينا جميعا إحياء صرح التضامن العربي الذي تجلى في مؤتمر القمة بالقاهرة، وحشد كل طاقات الدول العربية في إطار الجهد المشترك، لمواجهة العدو الصهيوني وتحرير الأراضي السليبة ومقدساتنا المغتصبة.

وفي نهاية هذا الجزء من كتاب (قضية فلسطين) الذي يحاكي واقع القضية نقول إن الخطر الصهيوني سوف يظل مستمرا، وإن التضامن العربي هو فقط من يستطيع أن يواجهه.

بعد الإطلاع على المقال يمكنك متابعة مركز العرب على فسيبوك  وتويتر وشاهد قناتنا على يوتيوب

اظهر المزيد

موضوعات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى