رأي

عماد اليماني يكتب.. التدريب الحقيقي يعالج الفجوة بين الأداء الفعلي والمستهدف (الحلقة الثالثة)

الكاتب هو العميد عماد اليماني الأمين العام لمركز العرب للأبحاث والدراسات

الاحتياجات التدريبية

تحدثت في الحلقة الثانية من حلقات (استراتيجية بناء الإنسان واكتشاف المهارات) عن التدريب والتعريفات المختلفة الخاصة بها، ونواصل الحديث في هذا الطرح عن آليات نجاح التدريب وتحقيق هدفه، وذلك من خلال وضع قواعد عامة لتحديد الاحتياجات التدريبية للأشخاص المستهدفين لخوض هذا التدريب، وهنا لابد أن نقارن بين أمرين مهمين وهما الفرق بين أداء المتدرب الفعلي الواقعي الحالي وبين الأداء المطلوب منه والمستهدف الوصول إليه من خلال البرنامج التدريبي، وهو ما يسمى في علوم التدريب الفجوة التدريبية بين الواقع والمأمول.

صناع البرنامج

وهنا لابد أن يضع صناع البرنامج التدريبي عددا من الآليات المهمة أولها تحليل قياس الأداء الخاص بالمتدرب في الوقت الحالي، وذلك عن طريق وضع استبيان يطرح فيه عدد من الأسئلة المهمة حول أداء العامل، منها معدل تنفيذ المهام، الحضور والغياب،  تطبيق القواعد والقوانين الخاصة بالعمل، دقة تنفيذ العمل، التعامل مع الزملاء والمديرين بشكل عام.

النتائج الدقيقة

وبعد وضع الإجابات الصحيحة الدقيقة تبدأ مرحلة تحليل المعلومات ومنح الدرجات الخاصة بتقييم المتدرب بشكل علمي منهجي صحيح، وبعدها يتم استخدام تلك النتائج الدقيقة في البرنامج التدريبي، إذ يتم معالجة الجوانب السلبية بشكل علمي، وهنا لابد أن يتم تحديد درجة استجابة المتدرب للبرنامج وقابليته للتطوير وتنفيذ المهام.

الأداء المتوقع

وبعد خضوع المتدرب للبرنامج، يتم تحديد الفجوة بين الأداء الفعلي الجديد بعد إتمام التدريب وبين الأداء المتوقع بعد الخضوع للبرنامج، وهنا تظهر مدى استجابة العامل لتنفيذ أطر معالجة القصور التي ضمها البرنامج ومدى استفادته من الحقيبة التدريبية، وهل نجح منفذو برنامج التدريب في الوصول إلى معدل الأداء المطلوب؟ وهل يخضع المتدرب لبرامج أخرى أكثر تطورا في الأداء.

مهارات المتدرب

وهنا يجب أن يكتشف المدربون أمورا مهمة خاصة بالمتدرب حتى يتم وضع تقييم مناسب لقدرات المتدرب، وهل لديه قواعد مهارية ومعرفية، وهل ظهرت بعض المهارات خلال فترة التدريب حتى يتم العمل على تنميتها أو عدم وجود مهارات، وفي تلك الحاجة يجب أن يكون تقرير المدرب يتسم بالحيادية والتجرد حتى تتحقق المنفعة من برنامج التدريب وتستفيد المؤسسة بشكل أفضل من الفعاليات التدريبية.

حيادية وتجرد

إن نتائج تطبيق البرامج التدريبية في المؤسسات تحتاج إلى حيادية وتجرد من كل أطراف العملية التدريبية، حتى يتحقق الهدف، وفي بعض الدول النامية نجد أن برامج التدريب لا تحقق نتائج لأن التعامل مع البرنامج التدريبي لم يكن بالجدية الكافية لتحقيق الهدف، فالبرامج التي يخضع لها العاملون في مؤسسات الدولة لا تغدو كونها أوراقا لاستكمال الشكل العام أو منح تهدف إلى تحسين وتجميل شكل المؤسسة.

شركات دولية

ولذلك تجد التدريب والتأهيل يوصف في بعض البلدان على أنه استكمال للشكل العام لترقية الموظفين لبعض الدراجات القيادية أو الإدارية أو حتى الفنية، وهذا الأمر لا يفيد المؤسسة ولا العامل، ولذلك عندما يذهب العامل إلى شركات دولية تكون برامج التدريب المدونة في السجل الوظيفي السابق للمتدرب محل شك من تلك المؤسسات، وعندما يخضع للاختبار في محتوى البرامج الحاصل عليها تظهر الحقيقة.

أطراف المنظومة

ولذلك، علينا جميعا أن نفعل جانب التدريب من أجل هدف واحد وهو الارتقاء بالعامل والمؤسسة، وذلك لن يتم إلا من خلال الحيادية والتجرد من كل أطراف المنظومة، وسوف أستكمل في الحلقة القادمة إن شاء الله تعالى الحديث عن بعض الخطط التدريبية التي حققت نجاحا.

بعد الإطلاع على المقال يمكنك متابعة مركز العرب على فسيبوك  وتويتر وشاهد قناتنا على يوتيوب

اظهر المزيد

موضوعات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى