عمرو حسين يكتب.. أهداف صفقة شراء أيلون ماسك لتويتر ومن سيديره؟
إن ما حدث الأسبوع الماضي من صفقة استحواذ إيلون ماسك على شركة “تويتر” مقابل 44 مليار دولار، أغنى رجل في العالم قيادة موقع تواصل اجتماعي والسوشيال ميديا وأحد أهم منصات التواصل الاجتماعى وأقواها، كونه المنصة الأهم التي يستخدمها القادة السياسيون والمشاهير والخبراء، وباعتباره مركز المعلومات الهائل لملايين المستخدمين حول العالم، ، تثير كثيراً من الأسئلة المفتوحة حول مدى التأثير المباشر الذي يمكن أن يمارسه ماسك.
- اقرأ أيضا: عمرو حسين يكتب.. من جدار برلين إلى أوكرانيا
شملت توسعة صفقة إيلون ماسك نطاق استثماراته إلى ما هو أبعد من شركة “سبيس إكس” للصواريخ الفضائية، التي تخطط للهبوط على المريخ، وشركة “تيسلا” التي قادت اتجاه التحول نحو السيارات الكهربائية، ليصل إلى الاستحواذ على أهم منصة يستخدمها أصحاب النفوذ من السياسيين والخبراء والمشاهير، ما تجعله “له من النفوذ الإعلامى القوى على حد تعبير روس غيربر، مستثمر شركة “تيسلا” المقرب من ماسك، كونه يمتلك الآن أهم الأصول التكنولوجية في أميركا، وأحد أهم الأصول العسكرية في العالم، والآن لديه واحدة من أبرز أدوات التواصل عالمياً.
لا يعرف أحد الكثير عما يخططه أيلون ماسك أغنى شخص في العالم لفعله، من خلال منصته المفضلة لوسائل التواصل الاجتماعي، حيث لا يزال العديد من الأسئلة الرئيسة المتعلقة بمستقبل “تويتر” بلا إجابة، بينما يأمل مئات الملايين من المستخدمين، والعاملين في الشركة، أن يتكشف اتجاه سياسات المنصة الشعبية خلال فترة تتراوح بين ثلاثة إلى ستة أشهر، والتي يتوقع أن تستكمل خلالها اللمسات الأخيرة وباقي إجراءات الصفقة، كما سيتعين على ماسك إخطار المنظمين في لجنة التجارة الفيدرالية ووزارة العدل بتفاصيل صفقة الاستحواذ، وإذا تقرر مراجعة الصفقة فقد يستغرق الأمر فترة أطول.
ومع ذلك، أطلق ماسك، الذي تبلغ ثروته 259 مليار دولار، وفقاً لمؤشر بلومبيرغ، بعض التصريحات التي تشي بما يتجه لتنفيذه، وبخاصة ما يتعلق بحرية التعبير، فضلاً عن تقديرات المحللين لأفعال ماسك المحتملة بعد اكتمال ملكيته لـ “تويتر” وفيما يلي أبرز التوقعات.
أحد أكبر الأسئلة التي تواجه “تويتر” هو من سيعينه ماسك في منصب الرئيس التنفيذي الجديد، إذ يستبعد مراقبون استمرار الرئيس التنفيذي الحالي باراغ أغراوال، الذي قاد الشركة لمدة خمسة أشهر فقط بعد رحيل المؤسس المشارك جاك دورسي عن المنصب، كما أنه من غير المعروف من سيبقى من مجلس الإدارة الحالي، على الرغم من العلاقة الطيبة التي تربط بعضهم بماسك، وفي حين أن الشركة أصبحت كيانا مملوكا بالكامل من قبل إيلون ماسك، فإن ذلك لا يفسر مدى سيطرته على قراراتها، فهو يشغل حالياً منصب الرئيس التنفيذي لشركة “تيسلا”، التي تبلغ قيمتها السوقية تريليون دولار أميركي، وشركة “سبيس إكس” التي تقدر قيمتها في السوق الخاص بنحو 100 مليار دولار، كما يمتلك شركتين ناشئتين هما “نيورالينك” و”بورينغ كومباني”.
ومن غير المعروف ما إذا كان ماسك، سيتبع نهج ثاني أغنى رجل في العالم جيف بيزوس مع واشنطن بوست التي اشتراها عام 2013 ويسمح لفريق إدارة مستقل بإدارتها؟ أم سيكون ماسك هو المالك العملي والمتحكم في قرارات الشركة؟ ولهذا ستقطع الإجابة شوطاً طويلاً لمعرفة من سيشرف على المحتوى، وما إذا كان العديد من الأشخاص البارزين الذين تم طردهم من الموقع سيعودون قريباً إلى عملهم.
يلعب “تويتر” منذ فترة طويلة دوراً عملياً في إمبراطورية ماسك التجارية، لا سيما كأداة للعلاقات العامة حسبما ديفيد كيرش، الأستاذ في “كلية روبرت إتش سميث للأعمال” بجامعة ميريلاند الأميركية، الذي يرى أنه “لم يستفد أحد من وجود “تويتر” أكثر من إيلون ماسك، وإذا كان دونالد ترمب قد نجح في استخدام “تويتر” للفوز بالرئاسة، فإن إيلون ماسك استخدمه للحفاظ على النقاش العام حول تقنية شركة “تيسلا” والترويج لها، ودعم أسهمها عندما كانت الشركة معرضة لخطر الانهيار، وهو ما يفعله ماسك حتى الآن مع كل إطلاق صاروخي لمركبات شركة “سبيس إكس” الفضائية، أو مع اختبارات شركة “نيورالينك”.
وعلاوة على ذلك، يوفر “تويتر” أيضاً منصة إطلاق محتملة لعملة “بيتكوين”، وهي إحدى هواجس ماسك الذي يتخذ مواقف جريئة لصالح العملة المشفرة من وقت إلى آخر، وتحتفظ شركته “تيسلا” بعملة “بيتكوين” في ميزانيتها العمومية، كما أنها في وقت ما، قبلت عملة “بيتكوين” كوسيلة للدفع، وبالنظر إلى مدى انتشار “تويتر” وقدرته على ربط المستخدمين في مناطق بعيدة، يمكن أن يراه ماسك كأداة نهائية لتحقيق حلم طويل الأمد يتمثل في الترويج لعملة عالمية غير حكومية، كما يمكن أن تساعد علاقة ماسك الودية مع القوى الموجودة في الصين، حيث تدير “تيسلا” مصنعاً هناك، شركة “تويتر” على العمل مرة أخرى في الصين، بعدما تم حظر الموقع هناك.
بعد الإطلاع على المقال يمكنك متابعة مركز العرب على فسيبوك وتويتر وشاهد قناتنا على يوتيوب