رأي

ناصر سعيد يكتب.. دراما الأمم المتحدة والانتخابات

الكاتب رئيس تحرير صحيفة الموقف الليبي.. خاص منصة العرب 2030 الرقمية

دراما الأمم المتحدة والانتخابات

لا شك أن الأزمة الليبية المعقدة ازدادت تعقيدا بعد التطورات السياسية الأخيرة، المواطن يعيش في ظروف حياتية صعبة والدولة تشهد انهيارا كاملا في كل المؤسسات، ناهيك عن فوضى التشريعات والوضع المهلهل والمفكك، ولا توجد سلطة شرعية مسيطرة غير سلطة الميليشيات، لذلك لا نعتقد في ظل هذا المشهد أن الانتخابات ستكون هي الحل لإنهاء هذا المشهد العبثي من ناحية، ومن ناحية أخرى تعطيلها لم يكن لتلك الأسباب وإنما الإقبال الشديد على التسجيل والترشح واستلام البطاقات كان إشارة تعكس رغبة وإرادة الشعب الليبي في اختيار سلطة وطنية غير موالية أو خاضعة للقوى الخارجية.

 

نحن اليوم أمام معركة مصيرية تحتم الواقعية لا العاطفة فتأجيل الانتخابات أو إلغاؤها هو هزيمة أخرى يحققها المجتمع الدولي ضد إرادة الشعب الليبي بعد تسجيل وصل إلى مليوني ونصف المليون منهم مليون منح تزكيات للمترشحين للرئاسة والبرلمان، وهذا عبث يؤكد أن إدارة الأزمة التي تتولاها الأمم المتحدة وأدواتها دائما لم تكن لتخدم مصلحة الليبيين من اتفاق الصخيرات الذي أنتج الحرب إلى اتفاق جنيف الذي لم ينجح مما يؤكد أن الهدف كان فقط لتمكين أشخاص أو جهات أرادت الأمم المتحدة والأطراف الخارجية فرضهم، وهذا ما يدعو للشك في مصداقية وجدية الأمم المتحدة، والدليل هو النتيجة الماثلة أمامنا كانت إبقاء الوضع كما هو عليه، لأن الأمم المتحدة عملت بطريقتها لتمكين من يروق لها ولا تريد قيام مؤسسات قوية أمنية ومدنية والتي لا يمكن قيام دولة بدونها.

 

فالسلطة التي فرضت على الليبيين نتاج حوار لجنة الـ 75 لم تكن ديمقراطية ولا تمثل إرادة الليبيين ولم يكن أعضاء الحوار ممثلين حقيقيين للأطراف السياسية في ليبيا، بل اختارتهم الأمم المتحدة منهم 40% يمثلون الإخوان، وقد فشلت تلك السلطة في الإعداد للانتخابات، لأن مشروع الأمم المتحدة فاشل ولم ينجح لا في 2015 ولا في 2020 طالما استبعد القوى الوطنية ولم يأخذ ورؤيتها للحل، وأنتجوا حكومة بالرشوة والمحاصصة.

الأمر يتطلب من الأمم المتحدة إعادة النظر في نظرتها للحل وتوصيف المشكلة، فالصراع الليبي ليس صراعا بين مكونات على السلطة، الصراع عميق ويحتاج إلى مصالحة وطنية وإلى إلغاء الميليشيات التي تحظى بدعم دولي وإخراج المرتزقة الذين يحظون بدعم دولي، نحن نحتاج إلى خطة لإنقاذ البلد تبدأ بعقد مؤتمر وطني يكون فيه التمثيل حقيقيا للأطراف وليس كما جرى في لجنة الـ 75، مؤتمر تشارك فيه كل الأطراف وهي المسؤولة عن تسمية ممثليها، مؤتمر يناقش القضايا الحقيقية قضايا الدستور ونزع السلاح وقضايا التدخل الأجنبي والمرتزقة وهذه قضايا لم تطرح ولم تناقشها لجنة الحوار وهي قضايا جوهرية والإعداد لانتخابات حقيقية تشرف عليها الأمم المتحدة وترك الليبيين يختارون سلطتهم التنفيذية والتشريعية بإرادتهم الحرة.

بعد اطلاعك على دراما الأمم المتحدة والانتخابات يمكنك قراءة ايضا

د. دينا محسن تكتب.. الإعلام الأفغاني تحت نقاب «طالبان»

أحمد شيخو يكتب.. أزمة الأنظمة القومية

يمكنك متابعة منصة العرب 2030 على الفيس بوك

 

اظهر المزيد

موضوعات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى