العميد عماد اليماني يكتب: معالجة الفجوة بين النظرية والتطبيق (2024)
الكاتب هو الأمين العام لمركز العرب للأبحاث والدراسات
في مطلع عام (2023) شرعتُ في كتابة عددٍ من الحلقات حول إستراتيجية بناء الإنسان وتنمية المهارات، وسرعان ما حولتُ الفكرة إلى كتابٍ بنفس العنوان، احتوى على كافة الحلقات، في هذا الكتاب حاولتُ أن أقدِّم أطروحاتٍ في علوم الإدارة والقيادة وتنمية المهارات، وسيكولوجية التعامل بين العامل والمؤسسة، ومهارة اتخاذ القرار.
اقرأ أيضا: العميد عماد اليماني يكتب.. دور مصر قوي.. ونطالب بمساندة عربية وإسلامية قوية لوقف دمار (غزة)
فجوة النظرية والتطبيق
لعلَّ ما لفت نظري أثناء كتابة الحلقات هو الفجوة الحادثة في الوطن العربي، بين النظرية والتطبيق، فبعد اطلاعٍ وتدقيقٍ وتحليلٍ في كل النظريات التي تدور حول بناء الإنسان، وتنمية مهاراته من كافة الجوانب التأهيلية والتدريبية، حاولت أن أكتب ملخصاً نظرياً مبسطاً قابلاً للتطبيق العملي في المنشآت والمصانع، ولذلك وجدت أن الجزء النظري المكتوب يلزمه وضع تطبيقاتٍ وبرامج تدريبية لتنفيذ ما جاء في محتوى الكتاب.
تصوُّرٌ تدريبي يُطبَّق
لذلك سوف أبدأ في العام (2024) في وضع تصوُّرٍ تدريبي لكل جوانب الكتاب، بدايةً من أهم التطبيقات العملية التي تساهم في وضع تصورٍ احترافيٍّ لعلوم الإدارة، مع معالجة الفجوة بين الأداء الفعلي للعامل والمُستهدف منه، كما سأطرح عدداً من الأفكار والرؤى للمناقشة والإقرار أو التعديل، حسب البرنامج الموضوع.
التخطيط الإستراتيجي
لقد ضمَّ الكتاب الأول جزءًا مهماً عن التخطيط الإستراتيجي، وهناك نماذج لابد أن نعرضها ونحاول تطبيقها من خلال الجانب التطبيقي للكتاب، وهو الجانب الذي يظهر مع دقة الكلام النظري في التنفيذ على أرض الواقع، ولذلك سوف أضع تطبيقاتٍ تتفق مع العرض النظري، فمن أهم جوانب التخطيط السليم هو التنفيذ الدقيق.
بناء الإنسان والتقدُّم
بناء الإنسان ليس أمراً سهلاً يسيراً، والأمم التي تقدمت كان تقدمها يرتكز على الإنسان، واكتشاف المهارات وتنميتها في كل المجالات أمرٌ مهم، ويخدم الدول ويحقق لها جوانب إبداعية متميزة، فأغلب الدول المتحضرة كان الجانب الأهم هو تطبيق النظريات.
فلسفة اتخاذ القرار
إن الجانب التطبيقي في مسألة اتخاذ القرار مهمٌ، وخاصةً أن كتابي احتوى على وحدةٍ كاملة حول فلسفة اتخاذ القرار، والبدائل والحلول في علوم الإدارة، وكيف تحقق الإدارة النجاح، والسلامة النفسية للعاملين وتأثيرها على تحقيق أهداف المنشأة، إن هدفي أن يتم وضع تطبيقاتٍ علمية لكل الجوانب النظرية التي تحدثت عنها في الكتاب.
النظريات مجرد أفكارٍ والتطبيق هو الواقع
وفي النهاية أقول أن النظريات تظل كما هي مجرد أفكارٍ تحتاج إلى التطبيق، لتكون واقعاً يشاهده الناس ويؤمنون بأن النظرية يمكن تطبيقها، ولذلك سوف أشرع في استكمال الجزء الأهم من الكتاب، وهو الجوانب التطبيقية في النظريات المطروحة، فإن نجحنا في إنجاز الجزء التطبيقي بما يتوافق مع الرؤى والأطروحات المقدمة في الكتاب، والتي أظن أني لم ألتزم بعرض الجوانب النظرية الأكاديمية في الكتاب، ولكن عدَّلت على الكثير، ونظرت إلى الواقع عند الحديث عن كل جوانب العملية الإدارية، ولذلك أتمنى في عام (2024) أن يخرج كتاب (إستراتيجية بناء الإنسان وتنمية المهارات الجانب التطبيقي) إلى النور بشكلٍ يليق بالعرض النظري.
بعد الإطلاع على المقال يمكنك متابعة مركز العرب على فسيبوك وتويتر وشاهد قناتنا على يوتيوب