الرئيسيةرأي

العميد عماد اليماني يكتب.. دور مصر قوي.. ونطالب بمساندة عربية وإسلامية قوية لوقف دمار (غزة)

الكاتب هو الأمين العام لمركز العرب للأبحاث والدراسات

مشهد مأساوي

لم يتغير المشهد في (غزة) منذ يوم 7 أكتوبر وحتى الآن، استهداف وتدمير لكل شبر في القطاع، استشهاد ما يربو على 14 ألفا، معظمهم من الأطفال والنساء والشيوخ، وجرح عشرات الآلاف من الأبرياء، فقد تم استهداف المستشفيات والمدارس والمساجد، وارتكب الصهاينة أكثر من 70 مجزرة، جلها تدخل في إطار جرائم الحرب التي لا تسقط بالتقادم، بالإضافة إلى خرق قوات الاحتلال القانون الدولي والإنساني في القطاع بشكل غير مسبوق، ومع تعاطف واستنكار شعوب الأرض والتنديد والشجب والاستنكار بجرائم الاحتلال، كان في المقابل تعنت وصلف وإجرام من المحتل الصهيوني وأمريكا، هذا هو المشهد الواقعي منذ ما يقرب من شهرين مضيا.

تحرك مصري عربي

لقد تحركت مصر والوطن العربي والعالم الإسلامي في كل اتجاه لوقف العدوان وإدخال المساعدات ومعالجة الجرحى والمصابين، بعد نفاد الطعام والشراب والوقود في كل أنحاء القطاع، مع مواصلة إسرائيل تعنتها بمساندة واضحة من أمريكا لتحقيق أهداف معينة وهي تصفية القطاع والقضية.

اقرأ أيضا: عماد اليماني يكتب.. مصر دولة قوية لا تمس.. رسالة طمأنة من الرئيس للشعب

رفض التصفية والتهجير

في المقابل نجد رفضا مصريا عربيا إسلاميا للتهجير وتصفية القضية، وتغيرا واضحا في موقف المجتمع الدولي بعد أن حركت الشعوب الغاضبة من إجرام إسرائيل بحق الإنسانية، مشاعر القادة في أوروبا وأمريكا المتجمدة وأيقظت ضمائرهم، حتى عادوا إلى إنسانيتهم وطالبوا جميعا بوقف العدوان وإدخال المساعدات على مستوى الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، ولكن لا يزال ضمير جو بايدن وبعض أنصاره من المتطرفين في غيبوبة، لذلك بقيت القرارات الدولية (حبرا على ورق)، بسبب التعنت والمساندة الأمريكية، حتى أن الانقسام في الإدارة الأمريكية قد يدفع بتغير مواقفهم ووقف الحرب وإدخال المساعدات والعودة للمفاوضات وخاصة مع استمرار الضغط المصري العربي والإسلامي، وهذا ما نتمناه جميعا.

ضمائر الشعوب والحكام

لقد أرغمت شعوب العالم كل القادة والحكام على تحمل مسؤوليتهم التاريخية تجاه الإبادة الجماعية لأشقائنا في غزة، ومع ذلك يقف تعنت أمريكا أمام تحقيق الأهداف ووقف أتون الحرب وإنقاذ ما تبقى من أهلينا في القطاع، فهناك أكثر من 70% من مباني القطاع قد دمرت، ولم تبال إسرائيل ومجرما الحرب نتنياهو وجو بايدن ومن معهما من مسؤولي فرنسا وبريطانيا بكل ذلك الإجرام، وهو ما أفقد ثقة الشعب في المجتمع الدولي وغيب العدالة الدولية وهو ما يشكل أمرا خطيرا في المستقبل في ظل امتلاك بعض الدول قوة نووية وعسكرية تدميرية تهدد السلم والأمن العالمي.

 

دور مصر البارز

وقبل أن أختم حديثي لابد وأن أشير إلى الدور المصري المعبر عن قوة الإدارة المصرية، والساعي في نفس الوقت نحو السلام بكل الطرق، فمصر تسعى من خلال قرارات فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، وتحركات وزير الخارجية سامح شكري، إلى المحافظة على القضية الفلسطينية، وأن تفسد مخطط الكيان الصهيوني والأمريكي الساعي نحو التهجير وتصفية القضية، وأن الذين يزايدون على دور مصر هم مجموعة من الجهلة الغوغائيين الذين لا يعرفون قيمة السلام ولا يدركون قوة الجيش المصري، وثقة الشعب في قيادته التي فوضها في اتخاذ ما يلزم للحفاظ على الأمن القومي ومساندة الأشقاء في غزة.

الضغط وإدخال المساعدات

إن الضغط المصري هو الذي أجبر الكيان المحتل ومن خلفه أمريكا على إدخال المساعدات التي دخلت حتى الآن والتي يتجاوز فيها ما أرسلته مصر 70%، كما أنها عالجت عددا من الجرحى، ولا تزال تضغط بكل قوة حتى يتم وقف كامل لإطلاق النار وإدخال المساعدات بشكل عاجل ووتيرة أسرع، مصر دولة سلام تملك القوة وتسطيع الدفاع عن أمنها القومي والعربي.

 مصر العروبة القوية

وفي النهاية أقول إن مصر العروبة القوية وبمساندة الأشقاء في الوطن العربي والعالم الإسلامي يملكون الضغط القوي على أمريكا وإسرائيل لوقف هذا العدوان، فكل يوم يمر على أهالينا في غزة يخسرون الكثير والكثير من الأرواح، ولذلك ننتظر جميعا وقف إطلاق النار وإدخال المساعدات ورفع الظلم وجبر الضرر عن هؤلاء الأبرياء الذين يسقطون كل يوم في مشهد فقد فيه العالم إنسانيته.. حفظ الله أهلينا في غزة ومصر والوطن العربي ومنَّ علينا جميعا بالسلام إنه ولي ذلك والقادر عليه.

بعد الإطلاع على المقال يمكنك متابعة مركز العرب على فسيبوك  وتويتر وشاهد قناتنا على يوتيوب

 

اظهر المزيد

موضوعات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى