قراءة في العدد الـ22 من مجلة التنوير الصادرة عن مؤسسة رسالة السلام العالمية
صدر مؤخرا عن مؤسسة رسالة السلام العالمية بدولة موريتانيا، العدد الواحد والعشرين من مجلة “التنوير” المتخصصة في الفكرو الثقافة، والذي يضم عدد كبير من المقالات لكبار الكتاب، بالإضافة إلى بعض المقابلات الصحفية، والتقارير التي تخدم فكرة المجلة.
ويبدأ العدد بمقال للكاتب العربي الكبير، علي محمد الشرفاء الحمادي، والذي يأتي تحت عنوان “ازدراء الأديان بدعة هذا الزمان” ويقول فيه الحمادي : ” قال الله سبحانه: (يُخَادِعُونَ اللَّـهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ ) (البقرة: 9)
ويضيف: “يستهدفون تشريع الله في أمره للناس بالتفكر في آياته والتدبر في كتابه بمطلق الحرية دون قيود أو حجر على العقول؛ لكي لا تظل التشريعات البشرية قيدًا على التشريع الإلهي في دعوة الناس للتفكر والبحث عن مقاصد دعوة الله لما ينفعهم ويدلهم على طريق الحق، ويحصن عقولهم من التبعية للمضلين وحتى لا يكونوا كالأنعام يسيرون خلف شيوخهم دون وعي وإدراك”.
ويتابع: ” يسوقونهم كما يسوقون الأغنام نحو الهلاك والعذاب يوم الحساب حتى يبقى شيوخ الدين ومن أُطلق عليهم العلماء المستبدين بعقولهم والرافضين لحكم الله الذي أمر الناس بالتفكُّر في خلق السماوات والأرض، ويبحثون عن طريق الحق ليتجنبوا طريق الضلال”.
واستدرك قائلا: “يحتكرون الحقيقة وهم أبعد ما يكون عن الطريق المستقيم بعدما نهلوا من كتب بعض طوائف القرامطة والباطنية الذين استمدوا عقائدهم من المجوسية واليهودية، ليحاربوا الإسلام باسم الإسلام، وليخلقوا الفتن بين المسلمين ليسقطوا راية الدين الإسلامي ويوظفوا المسلمين في خدمة أغراضهم الخبيثة ليبتعد الناس عن القرآن؛ ليسهل عليهم خلق الشقاق والانشقاق بين المسلمين وليصنعوا مذاهب متعددة بالرغم من أن الله أمر المسلمين بقوله: (اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ) (الأعراف: 3)
وقال إن أمر إلهي واضح وصريح لكل مسلم إن أراد أن يكون إسلامه صحيحًا وصادقًا مع الله، متبعًا شرعة الله ومنهاجه في آياته وقرآنه.
فقد وعده الله بجنات النعيم كما قال سبحانه: (وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًاحَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ) (الزمر: 73)
ومن اتبعوا كتب خلقه وقدّسوا الروايات بدلًا من الآيات وآمنوا بما يُغضب الله وخالفوا أمره؛ فسيجازيهم كما وعدهم الله سبحانه بقوله: (وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا بَلَى وَلَكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ) (الزمر: 71)
كما ضم العدد باقة منوعة من المقالات لعدد من الكتاب العرب والمصريين خصوصا مقالات تتناول حكم البراءة الذي حصل عليه المستشار عبده ماهر من تهمة ازدراء الأديان بالإضافة إلى تعليقات عدد من الكتاب والمفكرين على الحكم باعتباره انتصارا جديدا للدولة المدنية وقيم التنوير.
طالع العدد من هنا مجلة التنوير عدد يوليو