ليبيا في أسبوع.. استكمال أرواق الانضمام لدعوى جنوب أفريقيا ضد الاحتلال ورئيس وزراء إيطاليا تزور طرابلس وبنغازي
لا يزال الجمود السياسي يسيطر على الأوضاع في ليبيا في ظل تصاعد التوترات بين الأجسام المسلحة في المنطقة الغربية، بالتزامن مع فشل الأطراف السياسية في التوصل لحل لإنهاء الأزمة السياسية وصولا للانتخابات، وكذلك فشل البعثة الأممية التي تعمل في البلاد منذ سنوات في تقريب وجهات النظر بين الفرقاء الليبيين لإنهاء الانقسام السياسي.
ليبيا تنضم لدعوى جنوب أفريقيا ضد إسرائيل بمحكمة العدل
أعلن المجلس الرئاسي الليبي -أمس الجمعة- انضمام ليبيا إلى دولة جنوب أفريقيا في قضية الإبادة الجماعية المرفوعة ضد إسرائيل في محكمة العدل الدولية جراء حربها المستمرة على قطاع غزة، في حين قدمت بريتوريا طلبا جديدا لمحكمة العدل يطالبها بإجراءات طارئة إضافية ضد تل أبيب.
وقالت محكمة العدل إن ليبيا قد طلبت التدخل في الدعوى التي قدمتها جنوب أفريقيا بحق إسرائيل وذلك بموجب الفصل 63 من قانون المحكمة، مضيفة بأن ليبيا تعتبر أن الأعمال الإسرائيلية اتخذت طابعا جعلها ترقى إلى أعمال إبادة تستهدف أهالي غزة.
وأشارت المحكمة إلى أنها طلبت ردودا من إسرائيل وجنوب أفريقيا بشأن الطلب الليبي.
ومن جهتها أعلنت السفارة الليبية في هولندا عن استيفاء الأوراق اللازمة لانضمام ليبيا ممثلة للمجموعة العربية والإسلامية رسميا إلى محكمة العدل الدولية، وفقاً للمادة 63 من النظام الأساسي للمحكمة، في القضية المتعلقة بتطبيق اتفاقية الوقاية والمعاقبة بشأن جريمة الإبادة الجماعية في قطاع غزة، والمرفوعة من جنوب أفريقيا ضد الاحتلال الإسرائيلي.
وقالت السفارة في بيان لها إن المحكمة أخطرتها رسميا أن التقديم قد تم على النحو الواجب وفقًا للمادة 83 من قواعد المحكمة.
وأكدت السفارة أنه “لايسعنا إلا أن ننتظر تاريخ يوم الأربعاء 10 يوليو 2024 بفارغ الصبر كونه المهلة الممنوحة للطرفين الأساسيين لإبداء ملاحظاتهم المكتوبة بشأن طلب ليبيا”، مؤكدة أن اختيار المادة 63 للتقديم كفيل بقبول انضمام لليبيا إلى الدعوة دون إمكانية اعتراض أي طرف.
وقدمت السفارة الشكر لرئيس المجلس الرئاسي على دعمه لهذا المسار، وكذلك رئيس حكومة الوحدة الوطنية، ووزير الخارجية المكلف ومكتبه الذي يعبر عن قيم وثوابت الشعب الليبي، والذي تقرر بناء عليه تفويض، البروفسور أحمد الجهاني لتمثيل ليبيا بالقضية وتشكيل فريقها القانوني.
ودعت السفارة النخب القانونية الليبية المنوعة بكل العالم وبالجامعات ولاسيما كليات الحقوق ونقابة المحامين والمجلس الأعلي للقضاء إلي التفاعل الحقيقي لتشكل معا فريقا وطنيا يعبر عن ضمير الأمة، ولتستعيد ذلك مكانة الدولة الليبية في أكبر محفل إنساني حقوقي وداخل قاعة الصرح الأنسب الذي يجد فيه الليبيون دورهم القيادي المعبر عن وجدانهم وثوابتهم وقيمهم المشتركة.
رئيسة وزراء إيطاليا في ليبيا لبحث التعاون المشترك بين البلدين
أجرت رئيسة الحكومة الإيطالية جورجيا ميلوني، زيارة لليبيا، ركزت على التعاون الثنائي، التقت خلالها زعماء المعسكرين المتنافسين على السلطة.
ميلوني التي وصلت برفقة وفد وزاري وتقوم بزيارتها الثانية لليبيا منذ توليها منصبها، التقت بعد وصولها برئيس الحكومة التي يقع مقرها في طرابلس عبد الحميد الدبيبة، بحسب مصادر رسمية.
وأعلنت الحكومة الإيطالية في بيان، أنه خلال الزيارة، وقع الوزراء المرافقون لميلوني مع نظرائهم الليبيين “إعلانات نوايا” بشأن مشاريع التعاون في مجالات الصحة والتعليم والبحث، وكذلك الشباب والرياضة.
وتلحظ هذه الإعلانات تعزيز التبادل الجامعي والبحث العلمي في مجال الطاقة المتجددة والاقتصاد الأزرق، وتسهيل معالجة الليبيين في المستشفيات الإيطالية، خصوصا الأطفال منهم، في حال عدم توافر العلاجات الملائمة في بلادهم.
تندرج هذه الاتفاقيات ضمن “خطة ماتي” التي تحمل اسم إنريكو ماتي، مؤسس شركة إيني العملاقة الإيطالية للطاقة، الذي دعا في الخمسينيات إلى إقامة علاقة تعاون مع الدول الأفريقية، من خلال مساعدتها على تنمية مواردها الطبيعية.خلال زيارتها الأولى إلى ليبيا في نهاية يناير 2023، أبرمت ميلوني اتفاقية غاز كبيرة مع الدولة الواقعة في شمال أفريقيا وتمتلك أكبر احتياطيات هيدروكربونية في القارة.
وأجرت رئيسة الوزراء اجتماعا مع محمد المنفي، رئيس المجلس الرئاسي الليبي، ناقشت فيه الاتفاقيات المشتركة.
وأكد المنفي لميلوني في بيان صحافي، على أهمية “دخول الشركات الإيطالية في كافة ربوع البلاد، خاصة مشاريع الإعمار القائمة شرق البلاد وغربها وجنوبها”، مشددا على الحاجة إلى استمرار التشاور والتعاون المشترك في مجالات “مكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية وتوحيد المؤسسة العسكرية”.
بعد طرابلس، توجهت رئيسة الوزراء الإيطالية إلى بنغازي للقاء المشير خليفة حفتر، الرجل القوي في شرق ليبيا، “في إطار التزام إيطاليا الموحد بالتواجد في جميع أنحاء ليبيا، والعمل مع جميع الجهات الفاعلة الليبية”، وفقا للبيان الإيطالي.
تعاني ليبيا الممزقة من انفلات أمني وفوضى سياسية، وتشهد واحدة من أكبر عمليات الاتجار بالبشر على مستوى العالم. فالمهربون يسهلون فيها عمليات نقل غير قانونية لآلاف المهاجرين كل عام، خاصة الأفارقة، وجلهم وجهتهم إيطاليا التي تبعد حوالي 300 كيلومتر من الساحل الليبي.
ودعت ميلوني في 17 أبريل إلى “نهج جديد” تجاه أفريقيا، لا سيما فيما يتعلق بقضية الهجرة، خلال زيارة إلى تونس، وهي دولة مجاورة لليبيا، وواحدة من النقاط الرئيسية لمغادرة المهاجرين غير الشرعيين إلى أوروبا.
ليبيا.. إطلاق فعاليات بنغازي “عاصمة الثقافة الإسلامية” عام 2024
أعلنت منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة “إيسيسكو” إطلاق أنشطة برنامج الاحتفاء بمدينة بنغازي الليبية عاصمة للثقافة في العالم الإسلامي لعام 2024.
وأوضحت “إيسيسكو” في بيان أن الإعلان عن البرنامج جرى قبل يومين، بمؤتمر صحفي في العاصمة طرابلس، بمشاركة رئيس وزراء حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة، ومدير عام المنظمة سالم بن محمد المالك، وعدد من الوزراء والمسؤولين.
وفي البيان أوضح الدبيبة أن “الاحتفاء ببنغازي عاصمة للثقافة في العالم الإسلامي تأكيد على مكانتها وإرثها العظيم، وما تمثله بوصفها منارة معرفية، حيث شهدت تأسيس أول جامعة في ليبيا”.
وأشاد رئيس وزراء الحكومة في ليبيا بدور الإيسيسكو في إطلاق المبادرات التي تهدف إلى “تعزيز هوية وثقافة العالم الإسلامي”.
من جهته، أشاد مدير عام إيسيسكو بما تزخر به بنغازي من “تاريخ عريق وشخصيات عظيمة أثرت مجالات الإبداع والفكر والعلوم على مر العصور”، منوها بمعالم المدينة البارزة التي تعبر عما تزخر به من إرث حضاري متفرد، ومنها مسرح السنابل وقصر المنار وضريح عمر المختار ومنارة بنغازي.
كما أشار إلى “معالم المدينة البارزة التي تعبر عما تزخر به من إرث حضاري متفرد، ومنها مسرح السنابل وقصر المنار وضريح عمر المختار ومنارة بنغازي”.
وأكد المدير العام للإيسيسكو أن المنظمة لن تدخر جهدا لإنجاح برامج وأنشطة الاحتفاء ببنغازي، وستبقى على عهد الوفاء والالتزام بتقديم كل أشكال الدعم لدولة ليبيا في مجالات اختصاصها.
وبدوره أكد الدكتور موسى محمد المقريف، وزير التربية والتعليم رئيس اللجنة الوطنية الليبية للتربية والثقافة والعلوم، في كلمته أن بنغازي جديرة بالاختيار ضمن برنامج الإيسيسكو لعواصم الثقافة في العالم الإسلامي، لما لها من عراقة تاريخية وما تتميز به من مساهمات علمية وفكرية وثقافية، مشيرا إلى أن برنامج الاحتفالية الذي يمتد على مدار عام كامل سيشمل تنظيم أنشطة في مختلف المدن الليبية بالمجالات الثقافية والتراثية والعلمية والتربوية والرياضية.
فيما قال السيد إبراهيم هدية المجبري، رئيس اللجنة العليا للاحتفاء بمدينة بنغازي عاصمة للثقافة في العالم الإسلامي، إن الثقافة هي الكلمة الجامعة لكل الليبيين، وإن الاحتفاء ببنغازي فرصة لتعريف العالم الإسلامي بتراثها.
ومن المتوقع أن تشهد بنغازي العديد من الفعاليات والتظاهرات الثقافية والفنية على مدار العام الجاري بهدف إبراز الحضارة الإسلامية في دول الإيسيسكو.
يذكر أن برنامج منظمة الإيسيسكو لعواصم الثقافة الإسلامية يرتكز على الاحتفاء بالمدن التي تزخر بتاريخ ثقافي بارز وإحياء أمجادها الثقافية والحضارية، وتعزيز الحوار الثقافي والحضاري وترسيخ قيم التعايش والتفاهم بين الشعوب، إلى جانب تميز المدن بما تحتويه من أماكن عمرانية جديدة، ومرافق ثقافية وفنية وإبداعية حديثة، ينشط فيها المثقفون والفنانون والمبدعون.
بعد الإطلاع على المقال يمكنك متابعة مركز العرب على فسيبوك وتويتر وشاهد قناتنا على يوتيوب