عمر عبدالعلى يكتب.. ليبيا بين الحلم والسراب
الكاتب صحفي بمؤسسة اخبار اليوم المصرية.. خاص منصة العرب الرقمية
ليبيا بين الحلم والسراب
تبخر حلم الليبيون على أطراف عام 2021 ولم يحققوا ما تمنوه وتعلقت به قلوبهم وأفئدتهم به وهو الاستقرار وإعادة البناء وطى صفحات الماضى الحزين والسعى نحو الحرية والديموقراطية وبناء المؤسسات وحقن الدماء وحفظ الوطن من الفتن والقتل والتمزق .. بالفعل تعلقت أنظار الليبيين طويلا بما قطعه على أنفسم الفرقاء والأصدقاء من أبناء بلدتهم ليبيا حول إجراء انتخابات رئاسية بنهاية عام 2021 المنقضى بعدما باركها العالم وشددت عليها جميع القوى السياسية والمكونات الاجتماعية فى الداخل الليبى , لكن دائما تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن , بين لحظة وأخرى تلاشت أحلام اليبيين قبل ان تصل سفينتهم إلى بر الأمان وتحطمت آمالهم قبل أن ينفرط عقد العام المنصرم بساعات !!
وبقيت لهم بعض من ذكريات وأحاديث حول الجزم كما فى السابق بإجراء الانتخابات فى بداية العام الجديد 2022 بغض النظر ما طبيعة تلك الانتخابات ؟ أو ما تحمله فى طياتها من حقيقة أم ضرب من الخيال كما سابقتها , فلا أحد يمكنه التهكن أو التوقع بما تسفر عنه الأيام القادمة عن طبيعة الأحوال على الأراضى الليبية , لأن زمام الأمور لا يملكه طرف قوى يمكنه تغير اللعبة إلى الصالح العام , فالجميع هناك مشغول بقضيته التى تعد بالنسبه له أفضل من استقرار شعب ذاق كافة ويلات الانقسام , وكل الأطراف هناك لا يجمعها قاسم مشترك ولا تتلاقى الا فيما تتوافق مصالحها دون النظر إلى دولة تنهار إلى الهاوية على مدار سنوات بين انقاسم مختلف الأشكال وتكالب دول تسعى إلى نهبها باستمرار .
الخوف من القادم أن تستمر اللعبة كما بالأمس ولا يذهب الشعب الليبى إلا صناديق الاقتراع , وحتى كتابة هذه السطور , مازال الأمر لم يحسم بعد , وما يتم فى الخفاء قبل العلن لا يبشر بخير , طالما لم تتلاقى المصالح العامة بين جميع الفرقاء الليبيين وتتعلق بالاستقرار وبناء المؤسسات الوطنية . وهنا يبقى القول الفصل للجماعات المسلحة سواء الليبية أو الأجنبية التى تتحكم فى مصائر ملايين الليبيين ولا تقبل بالتهدئة أو تحقيق الأمن والأمان الذى يهدد وجودها ويقطع طموحاتها فى استكمال نهب ثروات هذا الوطن الجريح .
وهنا يبقى التساؤل : هل تأتى الأيام فى بداية العام الجديد بأحلام جادة تحقق طموحات الليبيين وتغلق صفحات من الآلام والجوع والتهجير والقتل والدمار على مدار 10 سنوات ؟
الأمر ربما يتعلق بما تسفر عنه جولات الفرقاء فى ليبيا ومدى توافقهم على ما يناقشه مجلس النواب الليبى فيما اقترحته لجنة الانتخابات تحديد يوم 24 يناير الجارى موعدا جديدا للانتخابات على أن تجرى القسم التشريعى منها أولا ثم تجرى الانتخابات الرئاسية لاحقاً , لكن ذلك هو من باب المناقشات ولم يحسم الأمر بعد حيث سيعقد مجلس النواب الليبى خلال الساعات القليلة المقبلة جولات أخرى بين أعضائه لبحث مسألة الانتخابات وفرص عقدها أو تحديد موعد لها لعرضه على لجنة المفوضية العليا للانتخابات الليبة بعد إزالة العوار القانونى الذى أصاب العلمية الانتخابية ومرشحيها وهو ما جعل أمر تأجيل الانتخابات عن موعدها السابق أمر محسوم وفق تصريحات عماد السايح رئيس الفموضية العليا للانتخابات .
ويبقى التساؤل أيضاً : هل يحدد البرلمان الليبى موعدا جديدا للانتخابات الليبية أولاً ؟ أم يصوت على اختيار حكومة جديدة تقود الانتخابات المقبلة !
بعد ان تناولنا موضوع ليبيا بين الحلم والسراب يمكنك قراءة ايضا
قاسم صنبير يكتب .. وطن ضاع بين طرشان
الدكتور مصطفى الزائدي يكتب.. ما بعد الانتخابات.. ما العمل؟
يمكنك متابعة منصة العرب 2030 على الفيس بوك