الرئيسيةمشروع الوعي

محمد فتحي الشريف يكتب.. عودة ستيفاني ومرحلة انتقالية سادسة

الكاتب رئيس مركز العرب للأبحاث.. خاص منصة العرب 2030 الرقمية

عودة ستيفاني ليبيا

على الرغم من الضغوط الدولية لإجراء الانتخابات في 24 ديسمبر أي بعد 11 يوما فقط، فإن الأمور كلها تسير نحو التأجيل، وذلك لتعثر المسار التنظيمي، لأن المسار السياسي متعثر منذ اتفاق الصخيرات بالمغرب عام 2015 عندما أعاد المجتمع الدولي جماعة الإخوان إلى سدة الحكم من خلال مجلس الدولة الاستشاري الذي يقوده حاليا المدعو خالد المشري أحد قيادات التنظيم الدولي للإخوان، في تحدٍ واضح لإرادة الشعب الذي أقصاهم في عام 2014.

ولذلك سوف تسير المرحلة المقبلة في اتجاه عشوائي بامتياز، والدليل على ذلك عودة ستيفاني ويليامز مرة أخرى إلى المشهد الليبي لتضع خطة جديدة لمرحلة سادسة جديدة، واعتقد أن السيناريو الجديد تم الاتفاق عليه مع الدول المتداخلة في ليبيا وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية التي بدأت بتحركات السفير الأمريكي لدى ليبيا الذي تحول من مجرد دبلوماسي إلى متدخل في شؤون ليبيا بشكل مخالف للدبلوماسية، وخاصة أن المسؤولين الأمريكان بدأوا في تنفيذ عدد من الخطط البديلة في حال فشل المسار الانتخابي الذي دفعوا فيه بأحد أتباعهم هو المرشح الرئاسي مصدق حبرور الذي تم تفصيل قانون الانتخابات الرئاسية على مقاسه عندما تم النزول بسن المرشح إلى 35 عاما بدلا من أربعين وذلك حتى يتمكن حبرور من خوض السباق.

 

إن عودة ستيفاني ويليامز من جديد وخاصة أن العودة جاءت بعد استقالة يان كوبيتش تبرهن على المشهد المقبل، الذي سيكون تكرارا لما حدث في السابق عندما استقال المبعوث الأممي السابق في ليبيا غسان سلامة وحلت محله نائبته ستيفاني لتقود المرحلة الحالية وترسم خريطة غير متوقعة من الجميع إعداد وإخراج وتنفيذ الأمريكان ولا عزاء للشعب الليبي، وذلك عندما اختارت بشكل منفرد مجموعة الـ(75) التي اعترضت عليها كل القوى الوطنية التي لم يلتفت إلى اعتراضها أحد وأصبح الأمر واقعا ومفروضا على الشعب والجميع، ثم اختارت مجلس المنفي وحكومة الدبيبة، ثم توارت بعد أن أنهت مهمتها لتعود من جديد في مهمة جديدة وسيناريو غير متوقع للذهاب إلى مرحلة انتقالية سادسة أظن أنه تم الترتيب لها جيدا، وكل المبررات حاضرة بداية من عرقلة مسار المرشحين وانتهاء بالترتيبات الأمنية التي حدثت في سرت قبل عدة أيام بحضور رئيس الأركان الفريق الناظوري ومحمد الحداد.

وهذا يجعلنا نؤكد على أن القرار في ليبيا قرار دولي بامتياز وهو الأمر الذي يغضب كل وطني غيور على بلده ويسعد كل خائن عميل مرتمٍ في أحضان هؤلاء المستعمرين، لذلك نرى أن المشهد تغير كثيرا عن عام 2014، لظهور قوة وطنية تملك القوة على الأرض وترغب في التخلص من هذا العبث الدولي وخاصة بعد أن تم تأسيس وتقوية القوات المسلحة العربية الليبية وأصبحت مع الأحزاب الوطنية الليبية تشكل حائط صد.

وفي النهاية أقول إن ما يخطط له المجتمع الدولي في تلك المرة قد لا ينفذ بسهولة ويسر في هذا التوقيت لأن الشعب الليبي أصبح أكثر وعيا من السنوات الماضية، والدليل على ذلك الزخم الشعبي الذي ساند ترشح سيف الإسلام القذافي، والتفاف العديد من القوى الوطنية خلف المشير حفتر الذي استطاع أن يحدث توازنا حقيقيا مع القوى المعادية للوطن من الجماعات الإسلامية والمتطرفين على الرغم من أن بداية الجيش الوطني الليبي كانت بأعداد معدودة وإمكانيات محدود ولكن تبقى دائما العزيمة والإرادة والوطنية هي السلاح الذي يقوض كل مساعي المستعمرين.. حفظ الله ليبيا ورجالها الأوفياء الشرفاء.

 

اظهر المزيد

موضوعات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى