المشهد في ليبيا بات مقلقا أكثر من الفترات السابقة، لأن الخلاف أصبح واضحا بين القوى التي تملك زمام الأمور على الأرض في ليبيا، وهذا الخلاف وضح من خلال تصريحات رئيس الحكومة عبد الحميد الدبيبة الأخيرة حول قانون الانتخابات الذي قال القانون مفصل لأشخاص بعينهم يقصد المشير حفتر وسيف الإسلام، وكذلك تهديدات رئيس مجلس الدولة خالد المشري المستمرة وجماعة الإخوان أيضا، فهؤلاء يسيرون في اتجاه واضح ضد القوات المسلحة العربية الليبية والمشير خليفة حفتر ومجلس النواب ورئيسة وأيضا سيف الإسلام معمر القذافي، وهذا الأمر سوف يترتب عليه أمور كثيرة في المستقبل، منها عدم اعتراف الخاسر بنتائج الانتخابات، وهو ما يعيد الأمور إلى المربع الأول، ويدفع المجتمع الدولي إلى البحث عن حلول أخرى على حساب الشعب الليبي، هذا تصور متوقع في كل الأحوال.
ولذلك سوف تلقي المعالجات الدولية للأزمة الليبية بظلالها على العملية السياسية الحالية، وتعيدنا إلى الفعاليات والمؤتمر والمبادرات التي مل الشعب الليبي منها، ولذلك أردت أن أضع القارئ في صورة المشهد الحقيقي للصراع قبل الحديث عن مرشحي الرئاسة وفرصهم، فلقد تقدم لمنصب الرئيس «30» مرشحا حتى كتابة هذه السطور، وهم الذين استوفوا الشروط التي وضعها البرلمان واستطاعوا أن يحصلوا على خمسة آلاف تزكية لكل منهم، بمعنى أن عدد من زكوا مرشحهم في الرئاسة يتجاوز عددهم 150 ألف ناخب على أقل تقدير، فهناك من تقدم بعدد يتجاوز 100 آلاف تزكية، حسب معلومات إعلامية، وتلك الأرقام سوف تعلنها المفوضية العليا للانتخابات بعد فرز مستندات المتقدمين واستكمال الكشف الطبي وفتح باب الطعون تمهيدا لإعلان المرشحين بشكل رسمي.
المتابع لخريطة المرشحين يجد تعمدا إخوانيا مقصودا لتفتيت الأصوات وإرباك المشهد وتأجيج الصراع في الغرب الذي ترشح فيه حوالي «20» مرشحا، وهو عدد كبير يمثل ثلثي المتقدمين، وفي المنطقة الشرقية لم يكن هناك أمور مفاجئة سوى ترشح المستشار عقيلة والمشير حفتر، وهو ما اعتبره محللون دليلا على اختلاف في وجهات النظر بينهما، في حين اعتبره آخرون تمهيدا لتحالف بينهما في المرحلة الثانية، فيما يرى فريق ثالث أن الهدف هو الحصول على أكبر عدد من الأصوات في المنطقة الغربية وتفويت الفرصة على جماعة الإخوان وأنصارها في الفوز بالانتخابات من خلال أي مرشح لهم.
في حين ترشح في الجنوب الليبي سيف الإسلام معمر القذافي، وبعيدا عن فرصه في الفوز أو المنافسة كان لترشح سيف إطار آخر، وهو ما اعتبر اعترافا واضحا بأن المجتمع الدولي وأنصار فبراير قد ارتكبوا خطأ كبيرا في حق النظام السابق وفي حق الدولة الليبية، إذ يعد هذا الترشح والقبول بعيدا عن حكايات الجنائية الدولية والقضايا المحلية، اعترافا واعتذارا من كل الذين شاركوا في إسقاط النظام السابق.
وعلى الرغم من هذا الزخم الدولي والمحلي لإجراء الانتخابات يبقى الوضع مقلقا جدا، وخاصة بعد التهديدات التي خرجت من خالد المشري وبعض قادة الميليشيات اعتراضا على المشهد الحاضر، ويبقى السؤال: ماذا بعد الانتخابات الرئاسية، صراع جديد أم وفاق بضغط وإجبار من المجتمع الدولي للطرف الخاسر؟
- اقرأ أيضا:
- ليبيا في أسبوع.. لقاءات رسمية مكثفة.. وتمسك دولي بإجراء الانتخابات.. ورفض إخواني للاستقرار
- ليبيا في أسبوع.. مرشحو الرئاسة 98.. والتحريض الإخواني لا يتوقف
اقرأ أيضا:
الحقيقة الكردية في العلاقات الكردية العربية
الإمارات في أسبوع.. عودة التجارة بين أبوظبي ودمشق.. وأصول الجهاز المصرفي تقفز إلى 3.247 درهم
يمكنك متابعة منصة العرب 2030 على الفيس بوك