عماد اليماني يكتب.. الإدارة بين (العلم والفن) و(التكامل والتنافس)
الكاتب هو العميد عماد اليماني الأمين العام لمركز العرب للأبحاث والدراسات
علوم الإدارة
تحدثنا في الحلقة السابقة عن مواصفات المدير الناجح، واليوم نتحدث عن الإدارة بكل مكوناتها وخصائصها، ولنبدأ الحديث عن الإدارة بتعريف علم الإدارة، وهل الإدارة علم أم فن؟
تعريف الإدارة
الإدارة في أبسط تعريف لها هي قيادة شخص لفريق عمل بهدف تنفيذ مهام محددة تخدم المؤسسة، ولابد أن يجمع قائد فريق العمل بين علوم الإدارة المختلفة بكل تطبيقاتها، بالإضافة إلى خبرات ومهارات إدارية سابقة اكتسبها في العمل قبل قيادة الفريق.
الإدارة علم وفن
لذلك تبقى الإدارة محصورة بين مجموعة من العلوم التي تؤسس لقوانين ونظريات خاصة تقوم بتوجيه جهود وأنشطة العاملين لتحقيق الأهداف بشكل مميز يدفع المؤسسة إلى الأمام ويحقق تفوقا ملحوظا عن المخطط المرسوم من قبل مجلس الإدارة، وهنا تظهر مهارة المدير في تطبيق العلوم الإدارية بشكل مرن.
الإدارة الناجحة
هنا نقول إن الإدارة الناجحة لابد أن تكون علما وفنا معا، فكلاهما يكمل الآخر ويحقق أقصى درجات النجاح، وقد تكون المهارة في الإدارة عامل نجاح في تخطي الظروف التي تمر بها المؤسسة، وأيضا الظروف التي يمر بها العاملون في المؤسسة، ودرجة تكيف المدير مع ظروف العامل والعمل هي إحدى أدوات المهارة.
الإدارة إبداع
تظل الإدارة الحقيقية الناجحة سمة إبداعية تظهر في المدير الناجح، وفي معظم الأحوال يكون المدير لديه معلومات إدارية ثرية يستطيع من خلالها تقديم نماذج ناجحة مع ملاحظة تغيير بعض الخطط حسب الظروف والمستجدات التي تحدث في العمل.
الإدارة خبرة
والإدارة الناجحة أيضا لابد أن يكون لدى المدير خبرة سابقة وتدريب وتأهيل مميز حتى يستطيع تقديم رؤية واضحة لمستقبل المؤسسة الإنتاجي من خلال خطط ربع سنوية، وبعدها لابد من تقييم حقيقي لكل ما تم تنفيذه ودرجة تحقيق المطلوب بحيث لا تقل عن 80% من المستهدف وإلا تكون الإدارة فاشلة، وفي حالة تحقيق نسب تتخطى الـ(90)% تكون الإدارة في الطريق الصحيح.
تحقيق الأهداف
ولذلك عندما نصف الإدارة بأنها ناجحة لابد أن تكون قد قامت بكل ما يجب لتحقيق المؤسسة أهدافها، وهذا ليس هو المطلوب فقط بل يلزم أيضا أن يشعر العاملون بأن احتياجاتهم قد تم تلبيتها سواء أكانت احتياجات مالية أم مهنية أم نفسية، وتلك هي أعلى درجات النجاح في الإدارة، وهذا يتحقق باختيار المدير المناسب للمهام المناسبة.
توازن (العامل والمؤسسة)
وهذا لن يتم دون مخطط جيد من الإدارة يشمل اتخاذ عدد من الخطوات في إدارة المشروع، ويتم ترسيخ تلك القواعد وتنفيذها بدقة بما لا يتنافى مع حقوق العاملين، بحيث تصل الإدارة إلى نقطة توازن، وتلك النقطة تجعل العامل حريصا على مؤسسته.
تنافس وليس صراعا
وحتى تنجح الإدارة لابد أن تكون هناك مهام محددة لكل مدير، بحيث يكون المدراء المركزيون مختلفين في المهام عن مديري الفروع، وتكون مهام العمل تكاملية حتى لا يحدث صدام بينهم، لأن هذا الصدام سوف يعود بالسلب على المؤسسة والعاملين.. وعلى المدير العام ورئيس مجلس الإدارة الانتباه لنقطة التكامل والتنافس دون صراع لأن هذا يؤثر على كل المؤسسة.
مهارات أساسية
وفي النهاية سوف نستكمل في الحلقة المقبلة الحديث عن الإدارة من جوانب المهارات الأساسية للإدارة حتى يتحقق النجاح.. حفظ الله الوطن وأنعم عليه بالأمن والأمان.. وجنب أمتنا العربية والإسلامية الفتن والصراعات.
بعد الإطلاع على المقال يمكنك متابعة مركز العرب على فسيبوك وتويتر وشاهد قناتنا على يوتيوب