رأي

عماد اليماني يكتب.. المدير وتحقيق أهداف المؤسسة بالعلم والمهارة

الكاتب هو العميد عماد اليماني الأمين العام لمركز العرب للأبحاث والدراسات

فن الإدارة

بعد أن انتهينا في الحلقات الماضية التي كانت عن التدريب والتأهيل واستراتيجية تنمية المهارات واتخاذ القرار والتي استمرت عشرين حلقة متصلة ضمن سلسلة مقالات (استراتيجية بناء الإنسان وتنمية المهارات)، اليوم نواصل الحديث في محور جديد، وهو فن الإدارة، وكيف نحول المدير إلى قائد؟ والفرق بين القائد والمدير؟، ونجيب عن عدد من الأسئلة الشائكة المتعلقة بهذا الأمر.

التنفيذ المحكم

في البداية هل نستطيع أن نحقق النجاح من خلال الإدارة؟، الإجابة نعم، فالإدارة هي أهم قواعد نجاح العمل، لأن المدير الذي يستطيع أن ينفذ استراتيجية الإدارة (تنفيذا محكما) في المشروع كما وضعت، حتما سيحقق نتائج مبهرة، ولذلك لابد أن نعرف أولا من هو المدير الناجح.

صفات المدير

من يستطع أن ينفذ مخطط العمل المستهدف لتحقيق أهداف الشركة فهو مدير ناجح، من يستطع أن يحول العاملين إلى شركاء نجاح فهو مدير ناجح، من يستطع أن يجعل العاملين منتمين للمؤسسة بشكل واضح ويفتخرون بأنهم جزء منها فهو مدير ناجح، من يستطع أن يجعل العاملين أسرة واحدة من خلال تعامل إنساني وأن العامل هو جزء أصيل من المؤسسة فهو مدير ناجح.

تحقيق الهدف

من يستطع أن يجعل العامل يشعر بأن جزءا من نجاح المؤسسة يعود إليه، سواء في حياته بتحسين دخله المادي بشكل أساسي على قدر الاجتهاد والعمل فهو مدير ناجح، من يشارك العاملين الأحزان والأفراح فهو مدير ناجح، ومن يرسخ لدى العاملين أنهم يعملون معا من أجل هدف واحد وأن النجاح سيعود على الجميع اجتماعيا واقتصاديا فهو مدير ناجح.

عدالة المدير

فالمدير الناجح يدرك جيدا أن النجاح سيتحقق عندما تتحقق العدالة المطلقة، عندما يشعر الجميع أنهم يعملون معه وليس عنده، عندما يشعر الجميع أن أوقات العمل بالنسبة لهم متعة وليس مجرد قضاء وقت وتنفيذ مهام مقابل أجر معين، وقتها ستكون المؤسسة في أوج مجدها، وهذا الأمر يتطلب مديرا مميزا مدربا مؤهلا لديه مهارات تجعله يتحول من مدير إلى قائد، وهذا الأمر سوف نتحدث عنه بالتفصيل في مقال منفصل.

الإدارة علم وفن

فما يقوم به المدير هو علم مدروس، وما يقوم به المدير القائد هو علم وفن، ولذلك عندما تجد مؤسسة ناجحة لابد أن يكون وراءها قائد استطاع أن يحول العاملين إلى أصحاب مشروع، هنا تجد العمل يسير بدقة واحترافية، والرقابة عليهم رقابة ذاتية، لأن الجميع سوف يكونون حريصين على المؤسسة حرصهم على أموالهم الخاصة، لأن كل مميزات المشروع الخاص تنطبق عليهم فهم شركاء في النجاح المعنوي والمادي للشركة.

العلم والمهارة

في النهاية أقول إن الإدارة الناجحة يمثلها مدير يتمتع بمواصفات القائد، فيجمع بين العلم والمهارة، ويستطيع أن يحول التدريب والتأهيل إلى تطبيقات عملية تحاكي الواقع، لذلك سوف نكتفي في تلك الحلقة بالحديث عن المدير الناجح، وفي الحلقة المقبلة نتحدث عن الإدارة بكل مكوناتها وخصائها، ونختتم الحديث بوضع بعض الفروق الجوهرية بين المدير والقائد ونجيب عن التساؤلات التي وضعناها في المقدمة.. حفظ الله مصر وأنعم عليها بالأمن والأمان.

بعد الإطلاع على المقال يمكنك متابعة مركز العرب على فسيبوك  وتويتر وشاهد قناتنا على يوتيوب

اظهر المزيد

موضوعات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى