د. سيد عيسى يكتب.. (الوعي) ركيزة الاستقرار والبناء للشعوب
بناء المجتمعات القوية
الثقافة والوعي هما أحد أهم قواعد بناء المجتمعات القوية، فالمجتمع الذي يملك ثقافة حقيقية، يتقدم في كافة المجالات، وتختفي منه الأنانية والفساد والخيانة والاستبداد والظلم، ويدخل في إطار الاستقرار والنماء والتقدم، حتى لو كانت الإمكانيات والقدرات الاقتصادية محدودة.
اختفاء الجريمة والفساد
وفي تلك المجتمعات تختفي الجريمة وتضيق دائرة الفساد، وترتفع القيم الأخلاقية، وتحضر الروحانيات الجميلة التي تمنح المواطن أمانة واضحة في التعامل مع ماله الخاص وممتلكات الدولة (المال العام) فيكون أحرص على المال العام من ماله الخاص، وتلك أحد أهم مبادئ الإسلام.
دروس وعبر من رمضان
فعقب انتهاء شهر رمضان الكريم بما فيه من خير وبركات، وتعاليم ودروس وعبر من الصلاة والصيام والقيام والركوع والسجود والخشية من الله والطمع في مغفرة الذنوب، لذلك وجب علينا أن نستغل تلك الطاقة الإيجابية التي خرجنا منها في هذا الشهر الفضيل لنؤسس لحياة جديدة نعلي فيها قيم العدل والأمانة ونعيد أنفسنا إلى الطريق المستقيم ونعي بما يدور حولنا من مؤامرات واضحة.
حضور الوعي وغياب الجهل
فعندما تحضر الثقافة والوعي الحقيقي في مجتمع تجد الإنسان يتعامل مع الآخرين بما يحب أن يلقى من معاملة، ويحرص على أموال الناس في غيابهم وحضورهم، وهذا أيضا تصرف إسلامي صحيح.
منهج الإسلام الصحيح
ولقد حثنا الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم على حسن الأخلاق في التعامل مع الناس، وعلى الأمانة في القول والفعل، وهناك مواقف لا تعد ولا تحصى تؤكد على الأمانة وحسن الخلق التي اتسم بها الرسول صلى الله عليه وسلم، فكم كان سمحا سهلا صاحب خلق، وصفه الله عز وجل في كتابه العزيز بذي الخلق العظيم، حين قال (وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ).
المحافظة على الأوطان
عندما يغيب الوعي يحضر الجهل والتخلف والعصبية والاستعلاء، تنشب الخلافات والمعارك دون أساس، فمن يحب الوطن لا يسعى إلى هدمه أو النيل منه، وهذا الأمر يدفعنا إلى ذكر عدد من الأفعال التي تصدر عن الإنسان عديم الوعي، من تلك الأفعال تعامله مع الآخرين وتصرفه في المال الخاص والعام، فعندما يجد فرصة للعبث بأموال الغير لا يفوتها، وهذا هو أول أبواب الفساد، فالوعي اتباع تعاليم الدين التي تحث على التحلي بصفات الأمانة والإخلاص والسلام والمحبة.
العدل مفتاح السلام
إن الشعوب الواعية تعرف قيمة الأوطان، وإن المسؤول الواعي يعرف معنى العدل الذي يؤسس للسلام المجتمعي، وكلما ارتفع الوعي استقرت الأوطان، إن المشاهد التي تحدث في الوطن العربي من خلاف وشقاق وفرقة بين أبناء الوطن الواحد تؤكد على غياب الوعي.
العدو يعبث بثرواتنا
فنحن العرب نملك الثروات والتاريخ والحضارة وكل مقومات الاستقرار، ومع ذلك تجد بعض الشعوب العربية التي غاب فيها الوعي وحضرت فيها العصبية والتخلف في تناحر رغم ثرواتهم الهائلة ومقدراتهم التي يعبث بها الأعداء.
الحروب والنزاعات والجهل
عندما تنشب الحروب والنزاعات في مكان ما ويغيب الحوار والتفاهم والسلام فإنك أمام مشكلة كبيرة وهي غياب الوعي، ومع ذلك لم تستطع الدول العربية مجتمعة وضع برنامج للوعي يرتكز إلى ثوابت حقيقية ويعمم في كل أرجاء الوطن العربي حتى يعم الاستقرار السلام في وطننا الغالي.
بعد الإطلاع على المقال يمكنك متابعة مركز العرب على فسيبوك وتويتر وشاهد قناتنا على يوتيوب