ولاء جمال تكتب.. سوريا من نفق مظلم إلى فصل جديد من المواجهه

_ بعد ان خرجت سوريا من نفقها المظلم ونجحت ثورتها اخيرا، بسقوط بنظام الاسد الذي جثم علي صدر الشعب السوري لأكثر من خمسة عقود، والذي قام علي حكم عائلي اغتصب السياسة في البلاد واحتكر موارد البلاد واستخدم القوه الغاشمة ضد تطلعات الشعب للحرية وابسط حقوقهم، الامر الذي دفع الشعب للبحث عن حريته وكرامته فخلف ذلك الملايين من القتلي والسجناء والمهجرين علي مدار خمسين عاما.
لكن هل ستكمل سوريا طريقها نحو السلام والحرية والبناء ام ستتجه بعد سقوط الاسد لنفق أكثر ظلمه؟
– رئاسة رالمرحله الانتقالية في سوريا :
– بعد مؤتمر النصر الذي عقد في دمشق أعلن العقيد حسن عبد الغني الناطق باسم ادارة العمليات العسكرية عن اتفاق الفصائل علي مبايعة أحمد الشرع لتولي رئاسة الجمهورية العربية السورية خلال المرحلة الانتقالية، مع منحة تفويضا بتشكيل مجلس تشريعي مؤقت حتي اقرار دستور دائم.
– – كما أعلن الشرع انه سيعقد مؤتمر حوار وطني ويصدر اعلانا دستوريا ليكون بمثابة مرجعية قانونية خلال الفترة الانتقالية السياسية.
– بهذا شهدت الساحة السورية احتفالات واسعة تعبيرا عن تأييد المواطنين للقرارات الصادرة عن الإدارة الجديدة.
– كما وجدت الأحداث السورية ترحيب من الدول المجاورة واعلان دعمها للحكومة الجديدة في سوريا
لكن هل ستسير الامور كما بشكل ايجابي ام ستجد سوريا في طريقها عقبات
-الصراع علي النفوذ في سوريا
اسرائيل والمأزق السوري
– نشرت صحيفة “اسرائيل هيوم” عن مقترحات التقسيم سوريا الي كنتونات “وذلك بحجة حماية الاقليات مثل الدروز والاكراد في ظل تصاعد التوترات الإقليمية تتخذ إسرائيل الاقليات كحجة وزريعة من أجل تقسيم سوريا الي مناطق متفرقة ذات حكم ذاتي، حيث تعكس هذة الخطة رغبة اسرائيلية في تعزيز النفوذ الأمني الإسرائيلي على طول الحدود الشمالية وبقاء هذة المناطق خالية من أي تهديدات، كما تلعب العلاقة بين اسرائيل والطائفة الدرزية دورا محوريا في هذه الاطروحات، كما تستخدم اسرائيل الورقة الكردية كحليف لها ضد النفوذ الايراني والتركي في سوريا. يأتي كل ذلك مع تحدي لإسرائيل من اجل دعم الاكراد مع الاحتفاظ بعلاقاتها مع أنقرة
تختلق اسرائيل قضية حماية الاقليات كزريعة لتفكيك سوريا وتقسيمها الي “كنتونات” رغم الرفض الدولي والشعبي للمخطط الإسرائيلي في سوريا، قيبقي مستقبل هذة الاطروحات مرهونا بتطورات المشهد السياسي والعسكري في سوريا ومدي قدرة القوة الأقليمية على فرض توازن جديد يحافظ علي وحدة البلاد ويمنع انزلاقها نحو التقسيم.
*نظره إسرائيل للأراضي المجاورة :-
قد ينظر الي المزاعم الرامية بتوسيع حدود الدولة الصهيونية علي حساب الأراضى العربية المجاورة وليدة الاحداث الجارية، لكنها في الحقيقة قديمة قدم المشروع الصهيوني ذاته، وقد اقرتها وثائق هيئة الاركان العامة لجيش الاحتلال منذ فترة مبكرة من عهد الدولة الصهيونية مشيره الي ان حرب 1948 لم تنتة بعد استعداداً لبداية توسيع الحدود، وقد صاغت إسرائيل الكثير من المخططات من اجل الوصول لهدفها مثل ‘ مخطط نفو’ وهو بحث شامل اجراه جيش الاحتلال 1953 بغية التأسيس لفكر عسكري إسرائيلي يجري وفقه اعادة تشكيل حدود اسرائيل في جميع الجهات. كان من ضمن الأراضي التي أقرها المخطط جعل اسرائيل تمتد لتصل الي الصحراء السورية وفي الشمال نص المخطط علي احتلال مناطق حوران والجولان وقمة جبل الشيخ وجنوب لبنان وحتي مصب نهر الليطاني كما غرست في نفوس الأطفال بذور الشوق الي لبنان والعيش بجوار جبالها الخلابة.
وهذا ما وجدنه يتجسد معالمه في حرب غزه (الابادة الجماعيـة) للشعب الفلسطيني والمخطط لطردهم لمناطق اخري مثل مصر والاردن بهدف التوسع الإسرائيلي في الأراضى الفلسطينية.
*احداث الساحل السوري.
منذ ليلة الخميس 6مارس اذار شهدت سوريا احداثا متسارعة ؛ اذ تعرضت قوات قوات الامن التابعة للجيش السوري الجديد لهجمات منظمة وكمائن متفرقة من قبل فلول النظام . وقعت هذة الاحداث بايه في قرية بيت غانا في محافظة اللاذقية بعد اطلاق مسلحون النار علي دورية تابعة للامن الداخلي وتسارعت الاحداث وتعرضت قوات الامن الداخلية لاستهداف في اكثر من عشرة كمائن خلال توقيت متزامن . حيث قتل اكثر من 13 عنصرا من الشرطة التابعة لوزارة الداخلية .
من يقف خلف هذة التطورات
بالنظر الي ما يحدث ف الساحل السوري يتضح انها ليست مجرد اضطرابات امنية عابرة . بل هو جزء من ” فوضي خطيرة يتم توجيهها بدقة وبادوات مساعدة داخليا وخارجيا .
يشار الي هذا بان هذه العمليات قد جاءت في توقيت وبدعم يخدم قوة خارجية تسعي لعرقلة اي محاولة لفرض الاستقرار من قبل الحكومة الجديدة .
يؤكد ان ما يحدث في الساحل السوري ليس مجرد اضطراب محلي بل هو ساحة لصراع اقليمي معقد , حيث تسعي بعض القوي لتحقيق مكاسب عبر الضغط علي الحكومة السورية الجديدة
مستقبل سوريا :
يبقي المشهد في سوريا مفتوحا فهل ستنجح الحكومة الجديدة في فرض الاستقرار عبر القبضة الامنية وحدها ام سيستمر الصراع الداخلي التي تديره قوي خارجية مهيمن علي الساحه وبادوات مختلفة تعيق حركة التنمية في سوريا وتسعي لنشر الفوضي بها واصاره الفتنة الداخلية .
لذا يجب الحظر علي المستقبل السوري وما سيحدث فيه قريبا وتكاتف جميع الدول نحو انجاح سوريا الجديدة بعيدا عن التدخلات الخارجية من ايران وتركيا واسرائيل وغيرهم من القوة التي تسعي جاهدة للسيطرة علي سوريا . وبالفعل بدات الحكومة الجديدة خطوات فعالة في ادماج بعض القوي داخل الدولة كما حدث بالاتفاق مع قوات قسد وادماجها في النسيج الداخلي للدولة وتكون ضمن مؤسسات الجمهورية العربية السورية ورفض التقسيم .ودمج كافة المؤسسات المدنية والعسكرية في شمال سوريا ضمن ادارة الدولة السورية بما فيها حقول النفط والغاز والمحابر الحدودية .وقد جاء الاتفاق بعدة نحو اسبوعين من دعوة زعيم حزب العمال الكردستاني عبد الله اوجلان في اعلان تاريخي الي حل الحزب والقاء السلاح في خطوة رحب بها اكراد سوريا . وقد ابدي الاكراد انفتاحا منذ وصول السلطة الجديدة الي دمشق معتبرين ان التغيير فرضة لبناء سوريا جديدة .
لذا يجب علي الحكومة الجديدة اكمال السير في طريقها نحو التنمية .وعدم ادخال الدولة في مخطط الخارطة الجديدة التي تسعي قوة خارجية لتشكيلها.
بعد الإطلاع على المقال يمكنك متابعة مركز العرب على فسيبوك وتويتر وشاهد قناتنا على يوتيوب