أستكمل اليوم الحديث عن مشروع العاصمة الإدارية الجديدة التي أصبحت نموذجا فريدا للمدن التكنولوجية الذكية، فهي تجمع بين الفخامة والحداثة والأصالة في الوقت ذاته، وبعد حديثنا في المقالات السابقة عن مساحة المدينة وحجم الاستيعاب السكاني ومراحل البناء والتعمير نتحدث اليوم عن بعض المشروعات الأساسية التي دشنت في المدينة وأصبحت واقعا.
مسجد الفتاح العليم
ومن بين المشروعات العملاقة التي تمنح العاصمة لسمة جمالية مسجد الفتاح العليم وهو من أكبر مساجد الوطن العربي والشرق الأوسط، حيث تبلغ مساحته 420 ألف متر مربع، ووصلت قدرته الاستيعابية نحو 100 ألف مُصلٍ.
يضم المسجد 4 قباب رئيسية بجانب 21 قبة، بالإضافة إلى قاعتين للمناسبات وقاعتين لاستقبال كبار الزوار، أما عن موقعه بالنسبة لـتقسيم العاصمة الإدارية الجديدة، فهو يقع في مدخل العاصمة على الطريق الدائري الأوسطي، وتم افتتاحه في الـ6 من يناير عام 2019 بالتزامن مع افتتاح كاتدرائية ميلاد المسيح، وكان من بين الذين حضروا الافتتاح الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن، أثناء زيارته للقاهرة.
حي المال والأعمال
وهنا أبدأ بعدد من المشروعات ومنها حي المال والأعمال الذي تم وضع حجر الأساس له في العام 2017، أثناء إنشاء المرحلة الأولى للعاصمة الإدارية، بينما بلغ حجم الاستثمارات نحو 3 مليارات دولار.
ويضم المشروع عددا من المباني والوحدات التجارية والترفيهية والسكنية المتنوعة، منها مقرات بنوك ومؤسسات مالية، ومقر البنك المركزي، ويأتي هذا بالإضافة إلى أنه يحتوي على برج العاصمة الإدارية الجديدة الذي يعد الأعلى في أفريقيا، ويبلغ ارتفاعه 385 متراً.
النهر الأخضر
ثم يأتي النهر الأخضر، وهو أطول سلسلة حدائق في العالم، وسُمي المشروع باسم النهر الأخضر بالعاصمة الإدارية تيمنًا بنهر النيل، وهو عبارة عن حديقة تتوسط تخطيط العاصمة الإدارية الجديدة بمساحة أكثر من 1000 فدان وبطول أكثر من 10كم2.
ويعد أبرز مميزات هذا المشروع العملاق أنه ليس فقط متنزهاً بمساحة تصل إلى 6 أضعاف مساحة سنترال بارك في نيويورك، بل أيضاً هو مشروع لإعادة تدوير ومعالجة المياه واستخدامها لمد بحيرات المشروع.
ويضم مخطط النهر الأخضر مرحلتين للتنفيذ؛ تمتد المرحلة الأولى إلى 11 كم بقيمة استثمارات تبلغ 9 مليارات جنيه، وقد أوشكت هذه المرحلة على الانتهاء.
كاتدرائية ميلاد المسيح
تضم العاصمة الإدارية أيضا كاتدرائية ميلاد المسيح، التي تقع في شرق مشروع أرض المعارض (إكسبو)، جنوبي الحديقة المركزية بالعاصمة الإدارية الجديدة، على مساحة ١٥ فدانًا، أي ما يعادل ٦٣ ألف متر مربع.
وتعد الكاتدرائية الأكبر في الشرق الأوسط، حيث تستوعب ٨٢٠٠ فرد، وبلغ عدد العمالة في تنفيذ الكاتدرائية نحو ١٠٠٠ عامل ما بين مهندسين وفنيين وعمال، واستغرق العمل بها نحو ٢٣ شهرًا، من فبراير ٢٠١٧ إلى نهاية ديسمبر ٢٠١٨.
وقد افتُتِحَت الكنيسة الصغرى بالكاتدرائية جزئيًّا لتشهد صلاة قداس عيد الميلاد بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي في يناير ٢٠١٨، إلى أن تم الافتتاح الرسمي في ٦ يناير ٢٠١٩.
تلك هي بعض المشروعات التي تضمها العاصمة الإدارية بالإضافة إلى العديد من المشروعات العملاقة الأخرى التي سنواصل الحديث عنها في المقال القادم.. حفظ الله مصر وأنعم عليها بالأمن والأمان.