رأي

د. سيد عيسى يكتب.. العاصمة الإدارية نحو مفهوم جديد للحياة (1-2)  

العاصمة نقلة حضارية 

تظل العاصمة الإدارية الجديدة أحد أهم المشروعات المصرية في العصر الحديث، إذ ستغير شكل الحياة في مصر وتعالج مشاكل التكدس الحالي، الذي أنهك الدولة بسبب المعالجات الوقتية، وتعيد إلى مصر جمالها وريادتها، فهي ليست عاصمة، بل دولة حديثة تم إنشاؤها في مصر، لذلك أواصل الحديث الذي بدأته في المقال السابق عن العاصمة الإدارية الجديدة، هذا المشروع العملاق الذي يعد أحد أهم مشروعات الإسكان والتعمير في الجمهورية الجديدة، والذي سيحدث نقله حضارية جديدة تضاف إلى ما تحقق من مشروعات عملاقة خلال العقد الماضي.

الهدف من العاصمة 

لم يكن إنشاء العاصمة الإدارية الجديدة إلا لتحقيق عدد من الأهداف الاستراتيجية، أبرز وأهم تلك الأهداف هو تخفيف الازدحام من القاهرة التي استنفدت كل المعالجات التي وضعتها الحكومات السابقة لتخفيف التكدس والزحام، وخاصة أن القاهرة مقصد الجميع، ولذلك كان لزاما أن نبحث عن حل جذري لتلك الأزمة والمشكلة، إذ تم تنفيذ عاصمة جديدة تضم كل المقار الرئيسية في الدولة، مثل الرئاسة ومجلس الوزراء ووزارة الدفاع والجهات الحكومية وتكون المركز المالي لمصر أيضا.

مدينة خضراء 

لقد صممت العاصمة الإدارية لتكون أول مدينة خضراء في مصر، ولتكون مدينة مستدامة، حيث تم الاعتماد على مصادر طاقة متجددة داخلها، بما يتماشى مع التوجه العالمي.

مفهوم جديد للحياة 

وستقوم إحدى الشركات الكبرى بتنفيذ البنية التحتية للعاصمة وفقا للمواصفات العالمية، وذلك لأن العاصمة سوف تشكل مفهوما جديدا للحياة السكانية في مصر، فهي تحاكي العالمية، ولذلك ستكون البنية التحتية هي الأساس الثابت لبناء محكم ومشروع عصري يتماشى مع التوجه العالمي في البيئة النظيفة والحياة الخالية من التلوث.

التكلفة

العاصمة الإدارية مشروع عالمي، وسوف يحدث نقلة عالمية في مصر يذكرها التاريخ المعاصر ويتحدث عنها الأجيال القادمة، وهذا المشروع تقدر تكاليف إنشائه بـ45 مليار دولار وفقًا لما تم الإعلان عنه من الجهات المسئولة عن تنفيذها.

مراحل التنفيذ 

لقد وضعت اللجنة التي خططت العاصمة الإدارية خطة إنشائية محكمة على عدد من المراحل، إذ تم تقسيم المساحات على تلك المراحل وذلك بسبب المساحة الشاسعة، وكانت البداية من المرحلة الأولى والتي تضم مساحة 40 ألف فدان، وهي مساحة تقدر بحوالي (161.87)كم2 من إجمالي مساحة العاصمة والتي تقدر بـ(170) ألف فدان حوالي (714) كيلو متر مربع.

المرحلة الأولى 

تضم المرحلة الأولى أهم الأحياء الراقية في العاصمة مثل الحي الحكومي، منطقة المال والأعمال، مقرات الوزارات، منطقة السفارات، النهر الأخضر، المطار الدولي، ودور العبادة والمنشآت والأندية الرياضية والبحيرات.

المرحلة الثانية

ثم كانت المرحلة الثانية من المدينة والتي بلعت مساحتها حوالي (47) ألف فدان ما يعادل (190.2) كم2 من المساحة الإجمالية للعاصمة الإدارية.

المرحلة الثالثة 

وكانت المرحلة الثالثة هي صاحبة النصيب الأكبر من المساحة وهي آخر المراحل، إذ سيتم الإنشاء والتعمير على مساحة (97) ألف فدان أي ما يعادل أكثر من نصف المساحة الإجمالية والمقدرة (170) ألف فدان.

مخططات الإنشاء 

وزارة الإسكان والتعمير لديها خطة طموحة لإقامة وإنشاء 25 ألف وحدة سكنية، بمساحات ما بين 100م2 إلى 180م2، وهذا سيكون في الحي السكني، وسيتم التنفيذ من خلال عدد من الشركات المصرية الكبرى.

واقع مبهر 

وفي النهاية أقول إن الحديث عن العاصمة الإدارية الجديدة يحتاج إلى العديد من المقالات حتى نضع القارئ في الصورة الصحيحة لما يتم على أرض الواقع في الجمهورية الجديدة، ولذلك سوف أستكمل في المقال القادم الحديث عن أهم المشروعات التي أصبحت واقعا في العاصمة، كواقع مبهر يحاكي الزمان والمكان.. حفظ الله مصر وأنعم عليها بالأمن والاستقرار.

بعد الإطلاع على المقال يمكنك متابعة مركز العرب على فسيبوك  وتويتر وشاهد قناتنا على يوتيوب

اظهر المزيد

موضوعات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى