الشرفاء الحمادي: الاحتفال بالعشر الأواخر من رمضان بتدبر القرآن وتطبيق تشريعاته.. أطروحة جديدة
الكاتب باحث ومفكر، مهتم بالشأن العام العربي والإسلامي وله العديد من المؤلفات والأبحاث المرموقة
الملخص
يقول المفكر العربي الكبير الأستاذ علي محمد الشرفاء الحمادي إن الاحتفال بالعشر الأواخر من شهر رمضان وفق المنهج الإلهي، يكون بتدارس وتدبر آيات القرآن الكريم وتطبيق أحكامه وتشريعاته ومعرفة منهاجه لحياة الإنسان في الدنيا، لكي يعيش حياة كريمة في ظل الاستقرار والسلام، وفي الآخرة يجزيه الله جنات النعيم.. إلى تفاصيل المقال.
التفاصيل
الاقتداء بالرسول
يتساءل الشرفاء الحمادي قائلًا: ألم يأمر الله المسلمين بأن يتدبروا في آياته ومعرفة منهاجه وتشريعاته واتباع أخلاقياته، والاقتداء بالرسول عليه السلام في معاملاته وسلوكياته بالرحمة والعدل والإحسان والسلام والعفو؟ ومن يهده الله لقرآنه ويتبع بيانه فسيكون من عباد الله الصالحين، يجزيه جناته، ومن اتبع روايات الشيطان وأتباعه ودعاة الضلال فسيكون حسابه عسيرًا، ولن تنفعه حينها أقوال شيوخ الدين، وسيرى أهوال المارقين من الدين الخالص يوم القيامة.
الإعراض عن القرآن
ويضيف الكاتب قائلًا: فكم حذر الله عباده من اتباع غير كتابه ليعيشوا حياتهم في سعادة وأمن وسلام، تأكيدًا لقوله سبحانه “وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيرًا قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى” [طه: 124- 126].
فارجعوا إلى الله يغنكم من فضله ويسكنكم جناته بالعمل الصالح وعدله، ويهديكم إلى طريق الحق، ويخرجكم من ظلمات التراث إلى نور القرآن الذي سيظل إشعاعه مضيئًا في كون الله حتى قيام الساعة.
الله قريب من عباده
ويواصل الشرفاء الحمادي حديثه قائلًا: إن الله يدعو عباده للتواصل معه بالدعاء وبابه مفتوح في كل زمان ومكان تأكيدًا لقوله سبحانه “وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ” (186 البقرة)، ليبلغ رسوله الناس بدعوته لهم، فلا يحتاجون إلى ليلة القدر ولا يحتاجون إلى يوم معين، إذ إن الله يطالبهم بالدعاء في كل لحظة وفي أي مكان.
تطبيق كلام الله
ويطالب الشرفاء الحمادي الناس بالبحث عن مراد الله في شريعته، وكيف يلتزم الإنسان بتطبيقها في حياته ويتدبر المنهاج الرباني في الذكر الحكيم، ليتبعه في سلوكه في تعامله مع الناس من رحمة وعدل وعفو وتسامح وتعاون، لا يظلم في حياته أحدًا ولا يغتاب قريبًا أو بعيدًا، ويؤدي الأمانة، ويتعامل بالصدق والنية الطيبة وبالإحسان والمعاملة بالحسنى، يبتعد عن المحرمات حتى لا يقع في المعاصي، ويتعلم من الآيات التي تهديه إلى طريق الحق الذي إذا اتبعه، يبشره الله بجنات النعيم.
تحرر العقول
ويختتم الشرفاء بالتساؤل قائلًا: متى تتحرر العقول ويرمي المسلمون خلف ظهورهم كل المنقول؟ لتتوقف المتاهة والضياع ويرجعوا إلى الله وإلى ما أنزله على رسوله كما أمرهم سبحانه بقوله: «اتَّبِعُوا مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ» (الأعراف: 3). حتى لا يضلوا ويستغفلهم الفقهاء وأصحاب الروايات المحرَّفة والمزورة التي ساهمت في تغييب عقول المسلمين وجعلتهم يتمسكون بالوهم وينسون كتاب الله ويتوهون في الظلمات إلى يوم يبعثون.
بعد الإطلاع على المقال يمكنك متابعة مركز العرب على فسيبوك وتويتر وشاهد قناتنا على يوتيوب