المفكر العربي الكبير علي محمد الشرفاء الحمادي يكتب.. حين غربت شمس العرب
الكاتب مفكر عربي إماراتي.. خاص منصة العرب الرقمية
لم يعد المسلمون يتمسكون بكتاب الله كما أمرهم، ولم يعتصموا بقرآنه ولم يتبعوا تحذيراته في قوله سبحانه (وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ ۖ وَاصْبِرُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ) (الأنفال -٤٦) فقد ذهبت ريح العرب المسلمين نتيجة للخلاف المستمر منذ أربعة عشر قرنا، وهجروا كتاب الله الذي يضيء لهم الطريق في الحياة الدنيا ، واتبعوا أهواءهم وشياطينهم، فتقاتلوا وتفرقوا، ونسوا الله فأنساهم أنفسهم، لذلك تكالب عليهم الأعداء واستغلتهم قوى الشر فاستباحت عقولهم، واحتلت أراضيهم، وأفقدتهم قيمهم ومبادئهم، وأصبحوا لقمة سائغة لعدوهم الذي حذرهم الله منه في كتابه المبين.
بل وأكثر من ذلك قدموا له القرابين وسخروا له كل الطرق، ومنحوه الثقة حتى استطاع أن يخترق العقول فضاعوا وتاهوا بين أهوائهم وبين شياطينهم من الإنس، الذين استبدلوا الآيات بالروايات التي ألفها عدوهم، ليستمر الصراع بينهم.
ومازال العرب والمسلمون متمسكين بالروايات الشيطانية، حيث استبدلوها بدلا من الآيات القرآنية التي صنعت الوحوش البشرية والقاسية قلوبهم، يدمرون المدن ويقتلون الأبرياء في المساجد والكنائس، وهم يتعبدون لله ويقيمون صلواتهم، بينما الإرهابيون يقاتلون الناس تحت شعار” لا إله إلا الله محمد رسول الله” حيث وظفوا دين الرحمة ليتحول إلى دين يدعو للقسوة والكراهية والبغضاء وتتولى المعاهد الدينية المختلفة تخريج الآلاف من الإرهابيين وفق عقيدة فاسدة تتناقض مع أهداف رسالة الإسلام ، وما تدعو إليه من نشر العدل والسلام والإحسان والتعاون، وعدم الاعتداء على الناس، وتحريم الإفساد في الأرض، وتحريم الظلم لكي يعيش الإنسان حياة كريمة في ظل الأمن والسلام.
- وما فلسطين وسوريا والعراق وما حدث فيها من جرائم ضد الإنسانية بأيدي الأشقاء وأيدي الأعداء من تشريد الملايين يتيهون في الأرض بلا ملجأ ولا حياة ولا مستقبل.
وما فلسطين وسوريا والعراق وما حدث فيها من جرائم ضد الإنسانية بأيدي الأشقاء وأيدي الأعداء من تشريد الملايين يتيهون في الأرض بلا ملجأ ولا حياة ولا مستقبل.
وسيظل العرب في هذه الحالة حتى يتصالحوا مع الله، ويرجعوا إلى كتابه، المرجع الوحيد لرسالة الإسلام، وحتى ذلك اليوم تكون أحوال الأمة العربية قد ساءت أحوالها أكثر بكثير من الماضي، حينما ننظر إلى الحاضر كيف تفرقوا وتصارعو ا ولم يرجعوا إلى الله فسيظلون يتسولون الأمن لأوطانهم من الأعداء، ونسوا قدرة الله على الطغاة إذا غضب الله على الظالمين والمتكبرين حيث يقول سبحانه (فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ (51)) (النمل)
إلى الذين يبحثون عن الحماية عند أعدائهم وينسون أن العزة عند الله إذا اتبعوا كتابه وطبقوا تشريعاته في الرحمة والعدل والحرية والسلام وكأن الله سبحانه وتعالى يخاطبهم بقوله (الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ ۚ أَيَبْتَغُونَ عِندَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا) (النساء-١٣٩).
بعد الإطلاع على المقال يمكنك متابعة مركز العرب على فسيبوك وتويتر وشاهد قناتنا على يوتيوب