السودان في أسبوع.. الحرب تدخل شهرها السادس.. والبرهان مستعد لبدء حوار مع حميدتي
أهم الأخبار في السودان.. خدمة أسبوعية من منصة «العرب 2030» الرقمية.. كل أحد
تعج الساحة السودانية بالأخبار والتفاعلات السياسية، خصوصا بعد اندلاع القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع وفشل الاتفاق بين المكونات السياسية والعسكرية لاستكمال المرحلة الانتقالية لم يكتمل حتى الان، في ظل تطلعات رسمية وسياسية لإنهاء المرحلة الانتقالية واختيار حكومة منتخبة للبلاد.
البرهان يعلن استعداده لبدء حوار مع حميدتي لإنهاء الحرب في السودان
قال قائد الجيش السوداني عبدالفتاح البرهان، في تصريح لبي بي سي، إنه مستعد للحوار مع “قائد قوات المتمردين” محمد حمدان دقلو، المعروف باسم حميدتي، الذي يقاتله من أجل السيطرة على البلاد.
وأكد البرهان، استعداده من حيث المبدأ للجلوس مع حميدتي، قائد قوات الدعم السريع والتحدث إليه.
ويخوض البرهان وحميدتي حربا داخلية وحشية منذ أبريل/نيسان، وتقول الأمم المتحدة إنها خلفت أكثر من 5000 قتيل، فضلا عن تشريد ونزوح أكثر من خمسة ملايين شخص.
ونفى البرهان أن تكون قواته تستهدف المدنيين، رغم تقارير للأمم المتحدة ومؤسسات خيرية أخرى عن وجود أدلة لشن قواته غارات جوية عشوائية على المناطق السكنية.
وقال الجنرال السوداني، إنه “واثق من النصر”، لكنه اعترف بأنه اضطر إلى نقل مقر قيادته إلى بورتسودان لأن القتال في العاصمة الخرطوم جعل من المستحيل على الحكومة الاستمرار.
وشدد البرهان على أنه سيجلس مع الجنرال حميدتي، طالما أنه ملتزم بحماية المدنيين، وهو ما تعهد به الجانبان خلال محادثات جدة بالمملكة العربية السعودية في مايو/آيار الماضي.
وقال البرهان: “نحن مستعدون للمشاركة في المفاوضات”.
وأضاف “إذا كانت قيادة هذه القوات المتمردة ترغب في العودة إلى رشدها وسحب قواتها من المناطق السكنية والعودة إلى ثكناتها فسوف نجلس مع أي منهم… خاصة إذا التزم بما تم الاتفاق عليه في جدة، سنجلس لحل هذه المشكلة”.
البرهان يكشف طلبه من جيران السودان.. ويتحدث عن السلام
قال قائد الجيش السوداني الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، الجمعة، إنه لم يطلب دعما عسكريا خلال جولة إقليمية قام بها في الآونة الأخيرة وإنه يفضل التوصل إلى حل سلمي للصراع الذي أودى بحياة الآلاف وتسبب في نزوح ملايين المدنيين.
وأوضح البرهان، خلال مقابلة أجرتها معه رويترز، أنه طلب من الدول المجاورة التوقف عن إرسال مرتزقة لدعم قوات الدعم السريع.
واندلعت الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع في منتصف أبريل بسبب خطط لدمج قوات الدعم السريع رسميا في الجيش في إطار عملية انتقال سياسي بعد 4 سنوات من الإطاحة بالرئيس عمر البشير، الذي حكم البلاد لفترة طويلة، في انتفاضة شعبية.
وقال البرهان على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك: “كل حرب تنتهي بالسلام سواء سلام بالمفاوضات أو بالقوة ونحن نمضي في ذات المسارين والمسار المفضل لنا هو مسار المفاوضات وهناك مسار جدة ونحن متفائلون بأننا قد نصل إلى نتيجة إيجابية”.
وقام البرهان بسلسلة من الزيارات الخارجية في الأسابيع الأخيرة بعد بقائه في السودان خلال الأشهر الأولى من الحرب في ظل تصاعد القتال.
وأضاف أن الغرض من الزيارات كان البحث عن حلول، وليس الدعم العسكري، لكنه طلب من الدول الأخرى وقف الدعم الخارجي الذي يؤكد أن قوات الدعم السريع تتلقاه.
وقال البرهان: “طلبنا من جيراننا مساعدتنا لمراقبة الحدود لوقف تدفق المرتزقة وهناك كثير من المقاتلين الأجانب في هذه القوات أتوا من جميع دول الجوار وسيكونوا في المستقبل خطرا على الدولة السودانية ودول الإقليم”.
والخميس، قال قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي)، في كلمة بالفيديو تزامنت مع خطاب البرهان أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، إنه مستعد لوقف إطلاق النار وإجراء محادثات سياسية.
ولم تنجح المزاعم السابقة للجانبين بأنهما يريدان السلام ومستعدان لوقف إطلاق النار في وقف إراقة الدماء.
الأمم المتحدة: ارتفاع عدد الفارين من الحرب في السودان إلى 5.3 مليون شخص
أعلن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في السودان (أوتشا) ارتفاع عدد الفارين من الحرب في السودان إلى 5.3 مليون شخص.
وقال المكتب الأممي في بيان صحفي يوم الجمعة إنه “مع استمرار القتال بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، فر حوالى 5.3 مليون شخص من منازلهم” إلى مناطق أخرى في السودان أو البلدان المجاورة.
وأضاف أنه “داخل السودان، نزح أكثر من 4.2 مليون شخص إلى 3929 موقعا في جميع الولايات الـ 18”.
وتابع “عبر أكثر من مليون شخص إلى البلدان المجاورة، بما في ذلك جمهورية إفريقيا الوسطى وتشاد ومصر وإثيوبيا وجنوب السودان، وفقا للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين”.
وشدد المكتب الأممي على أهمية إيفاء المجتمع الدولي بإلتزاماته تجاه الاحتياجات الملحة في السودان.
ولفت إلى أن “النداء الإنساني الذي تقوده الأمم المتحدة لايزال يعاني من نقص التمويل بشكل مؤسف، حيث يصل إلى حوالي 31% من المطلوب”.
ودعا المكتب الجهات المانحة إلى “زيادة التمويل الإنساني للمنظمات المحلية والدولية التي تقدم المساعدة الحيوية في السودان والدول المجاورة”.
ويشهد السودان منذ 15 أبريل الماضي مواجهات مسلحة في الخرطوم ومدن أخرى بين الجيش وقوات الدعم السريع.
وأدت الاشتباكات إلى مقتل أكثر من ثلاثة آلاف شخص وإصابة ما يزيد على ستة آلاف آخرين، وفق وزارة الصحة السودانية.
السودان: استمرار المعارك مع دخول الحرب شهرها السادس
تتصاعد ألسنة اللهب والدخان من برج شركة «النيل للبترول» أحد المعالم الرئيسية في السودان وسط قتال عنيف بين طرفي الصراع في العاصمة الخرطوم، والذي دخل شهره السادس.
والبرج الزجاجي الذي يطل على النيل ويضم المقر الرئيسي للشركة وتعلوه دوائر معدنية تم تشييده خلال طفرة نفطية قبل إعلان دولة جنوب السودان استقلالها عن السودان في 2011، وهو من بين أكثر البنايات تكلفة في السودان.
ويعد المبنى ذو الواجهات الزجاجية والتصميم الهرميّ، من أبرز معالم العاصمة. وأظهرت المقاطع احتراقه بشكل شبه كامل، إذ غطّى اللون الأسود طبقاته مع تواصل تصاعد الدخان منه. وتصاعدت ألسنة اللهب والدخان من البرج الشهير الذي يقع في حي للمال والأعمال في الخرطوم قرب تلاقي النيلين الأزرق والأبيض، وفي منطقة يتقاتل عليها الجيش السوداني مع قوات الدعم السريع. ولم يتضح ما الذي سبب الحريق الذي بدأ يوم السبت.
واتهمت قوات الدعم السريع الجيش باستهداف البرج وعدة مبان أخرى مهمة، في ظل مساعيه لطردها من مواقع سيطرت عليها في العاصمة في بداية الصراع، وفقا لوكالة (رويترز) للأنباء.
واندلعت الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع في منتصف أبريل (نيسان) عندما تحول توتر مرتبط بخطة مدعومة دوليا للانتقال السياسي إلى صدام مباشر بعد أربع سنوات من الإطاحة بعمر البشير في انتفاضة شعبية.
وتسبب الصراع في اندلاع اشتباكات واسعة النطاق، بالإضافة إلى أعمال نهب وسلب، مما سبّب نقصا في الأغذية والأدوية في الخرطوم ومدن أخرى، ودفع ما يزيد على خمسة ملايين للفرار من ديارهم.
وكان سكان في العاصمة أفادوا السبت بتجدد المعارك في محيط مقر القيادة العامة بعد هدوء لأسبوعين. وأدت هذه الاشتباكات إلى اشتعال النيران في مبانٍ بوسط الخرطوم.ومنذ اندلاع المعارك في السودان قُتل نحو 7500 شخص، ومن المرجح أن تكون الأعداد الفعلية أعلى بكثير، بينما اضطر نحو خمسة ملايين شخص إلى ترك منازلهم والنزوح داخل السودان أو العبور إلى دول الجوار، خصوصا مصر وتشاد. وفرّ نحو 2,8 مليون شخص من الخرطوم التي تشهد قصفا جويا، وكذلك بالمدفعية الثقيلة، وحرب شوارع في مناطق سكنية. وقال حاتم أحمد البالغ (53 عاما) في تصريح لوكالة الصحافة الفرنسية: «وكأنهم يريدون تحويلها إلى مدينة رماد غير قابلة للسكن». ودمّر النزاع البُنى التحتية الضعيفة أصلا، وتسبب في إغلاق 80 في المائة من مستشفيات البلاد، وأغرق ملايين الأشخاص في وضع أشبه بالمجاعة الحادة. وغطى الدخان الأسود الكثيف سماء العاصمة السودانية. وأظهرت صور تمّ تداولها على مواقع التواصل، تهشّم نوافذ مبانٍ عدة في وسط الخرطوم، واختراق الرصاص لجدرانها. وقال شهود في حي مايو في جنوب الخرطوم إنهم «سمعوا دوي قصف مدفعي كثيف على مواقع قوات الدعم السريع في (منطقة) المدينة الرياضية» المجاورة.
وسقط 51 قتيلا على الأقل الأسبوع الماضي في قصف استهدف سوقا في حي مايو، وفق الأمم المتحدة.وأمس (الأحد) ندّدت لجنة للمحامين مؤيدة للديموقراطية بسقوط عشرات القتلى المدنيين في المعارك المستمرة منذ الجمعة.وفي ولاية شمال كردفان (350 كيلومترا غرب العاصمة)، تبادل الجيش وقوات الدعم السريع القصف المدفعي الأحد، بحسب ما أفاد سكان.ومنذ اندلاع الحرب، وقعت أشد المعارك في الخرطوم وفي إقليم دارفور بغرب السودان حيث شنت قوات الدعم السريع والميليشيات المتحالفة معها هجمات على أساس عرقي، ما دفع المحكمة الجنائية الدولية لفتح تحقيق جديد في جرائم حرب محتملة.وكان إقليم دارفور مطلع القرن الحالي مسرحا لنزاع دامٍ أوقع 300 ألف قتيل وأدى الى نزوح اكثر من 2,5 مليون سوداني، بحسب الأمم المتحدة.
بعد الإطلاع على المقال يمكنك متابعة مركز العرب على فسيبوك وتويتر وشاهد قناتنا على يوتيوب