الرئيسيةساحة الفكرمقالات الشرفاء الحمادي

خطة شيطانية قذرة بمباركة غربية أمريكية تنفذها الإدارة الإثيوبية ضد مصر والسودان.. أطروحة جديدة للشرفاء الحمادي 

الكاتب باحث ومفكر، مهتم بالشأن العام العربي والإسلامي وله العديد من المؤلفات والأبحاث المرموقة

الملخص

تحدث المفكر العربي الأستاذ علي محمد الشرفاء الحمادي عما يحدث من مفاوضات ومناورات في (سد النهضة)، مؤكدا أن الإدارة الإثيوبية بقيادة أبي أحمد غير الشرعي ينفذون مهمة قذرة ضد الشعب المصري والسوداني، موضحا أن كل يوم تظهر نواياهم الخبيثة ومخططهم القذر، ويتساءل: لماذا يصمت المجتمع الدولي تجاه ما يفعله (أبي أحمد) من مجازر ضد شعب تيجراي؟ وأين منظمات حقوق الإنسان التي تتحرك ضد دول بسبب شخص، مثل ما حدث مع روسيا؟

ويعود الحمادي ويؤكد أن المؤامرة الدولية على مصر مستمرة، وأن الضمير الأمريكي الأوروبي (مات)، ويوضح أن حق الحياة يعلو على التنمية، وأن هناك فرص تنمية بعيدا عن السد. ويختتم الطرح قائلا: إن مصر تقف وحدها في هذا الملف، وإنه على يقين بأن القيادة المصرية التي صبرت على تصرفات القيادة الإثيوبية عشر سنوات، تدرك تمامًا أبعاد وتفاصيل ما يخطط لها، وأدعو الله ألا تنساق إلى معركة تمت التهيئة والتخطيط لها من قبل الدول العظمي، لتكون شركًا كما حدث عندما تم استدراج مصر في سيناء سنة 1967م، وإلى تفاصيل المقال.

مهمة قذرة 

تقوم إثيوبيا بمهمة “قذرة”، وتشن حربًا خبيثة ضد مصر والسودان، والإضرار بحق الحياة للشعبين المصري والسوداني، وخلق حالة من القلق لدى الشعبين في الحاضر، ومستقبل أجيالهم في حالة منع جريان النيل الذي استمر منذ ملايين السنين حتى اليوم!!

اختطاف السلطة

وبهذا الأسلوب اللاإنساني، تتكون ظلال من الشك والتشاؤم فيما تقوم به القيادة الإثيوبية غير الشرعية، التي اختطفت السلطة، والتي انتهت شرعيتها هي وحكومتها ورئيسها في شهر أغسطس سنة 2020م، التي كان من المفروض أن تجرى فيها انتخابات عامة لكن..

عباقرة الغدر والإجرام

كما استطاعت هذه القيادة، بمشورة عباقرة الغدر والإجرام أن تستخدم فيروس كورونا لتأجيل الانتخابات سنة كاملة، ليستمر آبي أحمد في السلطة حتى يستكمل مهمته المكلف بها دون مراعاة للدستور الإثيوبي والقواعد الدولية المتعارف عليها، بالتزام الحكومات بإجراء الانتخابات العامة وفق الدستور في أوقاتها المحددة، وتلك تعتبر خيانة للدستور وخيانة للشعب الإثيوبي.

الصمت المطبق 

وهنا يبرز سؤال محير: لماذا تقف مؤسسات حقوق الإنسان في صمت مطبق، وكأنها موافقة على ما جرى ويجري في إثيوبيا واعتراف بشرعية حكومة فاقدة للشرعية؟!!

تواطؤ المجتمع الدولي

أليس ذلك يعطي مؤشرًا بأن المجتمع الدولي متواطئ مع آبي أحمد لتنفيذ مخطط إجرامي للإضرار بالحقوق المائية التاريخية لمصر والسودان، التي تحميها القواعد والقوانين الدولية وميثاق الأمم المتحدة؟ ثم تقوم القيادة الإثيوبية -غير الشرعية- بإسكات المعارضة التي تعترض على تأجيل الانتخابات.

معاقبة شعب تيجراي

وتقرر الحكومة غير الشرعية- أيضًا معاقبة شعب تيجراي بقتل الآلاف من أبنائه، وهم جزء من الشعب الإثيوبي، وقيام الجيش الإثيوبي بمعاونة جيش إريتريا باستباحة كل شيء في تيجراي، وارتكابهم أبشع الجرائم ضد حقوق الإنسان، ولا يظهر حتى مجرد احتجاج من أمريكا، التي تدعي حماية حقوق الإنسان أو حتى الاتحاد الأوروبي الذي أقام القيامة من أجل مواطن روسي اعتقلته الحكومة الروسية بتهمة أنه يسعى لنشر الفوضى في الدولة الروسية!!

الضمير الأمريكي

كما عقدت الدول الغربية من أجل شخص واحد عدة مؤتمرات وخرجت بعدة بيانات منددة بالحكومة الروسية، وهنا يحق لنا أن نسأل: أين الضمير الأمريكي، وضمير الاتحاد الأوروبي، وهم يرون بأم أعينهم حكومة تبيد الآلاف من أبناء شعبها ليتخذوا موقفًا صارمًا ضد ما ترتكب من جرائم تجاه حقوق الإنسان في إثيوبيا؟!

النفاق الدولي 

وكيف يمكن تفسير تلك المعايير المزدوجة والنفاق الدولي ضد الإنسانية؟!، إن عقيدة تلك الدول – حقيقة – تعتمد على ما يحقق مصالحها السياسية، ومن أجل ذلك ليسوا معنيين بمن يقتل، ولو تمت التضحية – في سبيل تحقيق مصالحهم – بعشرات الآلاف من البشر، تشريد الملايين في أصقاع الأرض، كما حدث للعراق وسوريا (الجبهة الشرقية)!!

مؤامرة دولية 

إذن المؤامرة دولية ضد (الجبهة الجنوبية) مصر، وكان ذلك الهدف مخططًا له منذ الحرب الصليبية، عندما تمت هزيمتهم على يد المصريين، واليوم يريدون أن يحققوا انتقامهم من الشعب المصري، لتعطيشه ومنع الماء أساس الحياة عن أبنائه، أي أن النية كانت مبيتة لتنفيذ هذا المخطط منذ هزيمة لويس التاسع وأسره في معركة المنصورة سنة 1250م للانتقام من الدولة المصرية عن الهزيمة التي منيت بها آخر الحروب الصليبية!!

تعطيل التنمية

وها نحن اليوم، نرى بداية تنفيذ خطة الغدر وإعلان حرب الوجود على الشعبين: السوداني والمصري، والمقصود منها بالدرجة الأولى الشعب المصري ودولته لتحجيمها وتعطيل خططتها التنموية وتقدمها وبناء جيش قوي تحمي به سيادة مصر وتحافظ على حقوق شعبها.

مآرب شيطانية

إنها حقا حرب “قذرة” تشنها قيادة غير شرعية، لخدمة دول غير شرعية، لتحقيق مآرب شيطانية، وليس لديهم مانع من التضحية بكل الشعب السوداني بالغرق، وبما سيترتب عليه من مضاعفات سد الخيبة من فيضان، ومنع جريان النيل عن مصر مهددًا وجود الحياة لكلا الشعبين!!

أهداف خبيثة 

وكنت أتمنى أن تدرك مصر والسودان الأهداف الخبيثة للقيادة غير الشرعية، وغير المؤهلة، وغير الأمينة لقيادة الشعب الإثيوبي لتلعب بمصيره، وتهدد مصير الشعوب المجاورة، خدمة للطغاة واللصوص والقراصنة المستعمرين.

إعلان المبادئ

وللأسف الشديد، استطاعوا أن يوجهوا مصر إلى قضية الري، والقضية أبعد من ذلك، والمفروض أن يٌنظر لأهداف القيادة الإثيوبية على أنها إعداد لحرب ضد مصر والسودان بقطع المياه عن الدولتين الشقيقتين، وللأسف أيضا لم تؤخذ الأمور كما يجب، حيث كان المفروض أن يتضمن اتفاق إعلان المبادئ في سنة 2015 وقف بناء السد، حيث إن حسن النوايا غير آمن في كل الظروف.

حق الحياة يعلو على التنمية

وذلك حتى يتم الاتفاق على حل هذه القضية بين الدول الثلاث، وتحقيق مصالح الجميع على أساس من العدل، واحترام حق الوجود والحياة للشعبين السوداني والمصري، وأن حق الحياة يعلو على كل خطط التنمية، ولا يوجد مبرر في الكون، ولا كل الشرائع الدينية، يسمح باستباحة حق الحياة من أجل توليد الكهرباء!!

سد الخيبة

علمًا بأن دول الخليج، وما لديها من طاقات توليد الكهرباء بعشرات الآلاف من الميجاوات، لا تعتمد على أنهار، وليس لديها أصلا أنهار، وكان من الممكن إنشاء محطة كهرباء في إثيوبيا دون الاضطرار لبناء سد الخيبة، الذي قد يؤجج الصراع في المنطقة، ويتسبب في خسائر لإثيوبيا لا يعلم مداها إلا الله تعالى، وكان من الممكن أيضًا تفادي كل التعقيدات والأخطار الناجمة عن هذا السد، وكان من الممكن بقيمة تكاليف بناء السد تستطيع إثيوبيا أن تنشئ محطة توليد كهرباء بأكبر طاقة مضاعفة عما سينتجه السد، ولكن الحقيقة توضح للعالم أمرًا آخر، وهو أن موضوع السد هو قرار سياسي يستهدف تجفيف نهر النيل كما ورد في نبوءة سفر أشعيا الآية 19، وإثيوبيا تقوم بتنفيذ تلك النبوءة ليتحقق للطغاة الانتقام من مصر بعد آلاف السنين منذ أيام موسى عليه السلام.

النوايا الخبيثة 

إذًا الاستهداف العدواني ضد الشعب المصري لا يحتاج إلى دليل، وكل المعطيات تؤكد النوايا الخبيثة للحكومة الإثيوبية غير الشرعية، ومن يقف خلفها بما يملك من قوة سياسية واختراق قرارات أعتى دول العالم، أن يجعل العالم كله يبارك الخطوة الإثيوبية في تحقيق تلك النبوءة، ولا يهم لمن يقف خلفهم أن تحترق إثيوبيا والسودان ومصر، طالما كان قرار بناء السد يخدم أهدافهم، تلك عقيدتهم وأمانيهم!!

مصر تحاصرها الثعابين

ولذلك فإن مصر التي تحاصرها الثعابين من مختلف الجهات الجغرافية، من أجل الإطاحة بالجبهة الجنوبية، كما تم إسقاط الجبهة الشرقية (العراق وسوريا) وحاولوا في سنة 2011 وفشلوا، وما أثار استغرابي أن تطلب مصر ممن كان خلف مؤامرة 25 يناير خطة وضعتها أمريكا لخلق الفوضى في مصر، وإسقاط النظام لتسليم السلطة للإخوان، فكيف بعد ذلك تثق الدولة المصرية بأن تطلب من أمريكا التوسط في حل أزمة سد النهضة بينها وبين إثيوبيا المكلفة بتنفيذ المهمة “القذرة” بموافقة أمريكية ومباركة الدول الغربية؟!،

مجازر ضد الإنسانية

ودلالة على ذلك: أين الموقف الأمريكي ضد ما ارتكبته القيادة غير الشرعية الإثيوبية بدءًا من اختطاف السلطة، وانتهاءً بارتكاب المجازر ضد الإنسانية في شعب تيجراي؟!، والأغرب من ذلك كله، أن أمريكا حتى لم تصدر بيان احتجاج ولو على استحياء ضد الحكومة غير الشرعية الإثيوبية، وهذا يكشف المتواطئين مع آبي أحمد، الذي يستند على دعمهم.

سيناريوهات عدائية

إذًا فالمطلوب بعد كل هذه السيناريوهات العدائية، هو استدراج مصر إلى فخ بضرب السد، حتى تتكالب عليها الدول الاستعمارية، والتي لا تريد خيرًا لمصر والعرب، والأمر يتطلب حكمة وروية لإبعاد المخطط الشرير ومن خلفه من أعداء الإنسانية.

القيادة المصرية تدرك أبعاد المؤامرة

وفي يقيني أن القيادة المصرية التي صبرت على تصرفات القيادة الإثيوبية عشر سنوات، تدرك تمامًا أبعاد وتفاصيل ما يخطط لها، وأدعو الله ألا تنساق إلى معركة تمت التهيئة والتخطيط لها من قبل الدول العظمي، لتكون شَركًا كما حدث عندما تم استدراج مصر في سيناء سنة 1967م، وعلى الإخوة المصريين أن يحذروا من الخلايا النائمة، عملاء الاستعمار الذين لا يهمهم دين ولا يخافون الله، هؤلاء الذين ماتت ضمائرهم، وفقدوا الولاء للوطن، ولا يهمهم أمر أشقائهم من الشعب المصري ولا الوطن العربي أن يخرب ‏ويدمر دون أن يرف له جفن أو يحزنون.

حمى الله مصر

واليوم أرى مصر تقف وحدها معتمدة على الله وعلى شعبها وجيشها وشرطتها، ولا تتصور أن يقف معها من تعتبرهم أشقاء كما قال الشاعر: “فما أكثر الأصحاب حين تعدهم.. ولكنهم في النائبات قليل”، نصر الله مصر على أعدائها، وأرشد قيادتها لطريق الحق، وحمى شعبها من مؤامرات الداخل والخارج، وإن الله على نصرهم لقدير.

بعد الإطلاع على المقال يمكنك متابعة مركز العرب على فسيبوك  وتويتر وشاهد قناتنا على يوتيوب

اظهر المزيد

موضوعات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى