تعرف على أسباب ضعف الأمم المتحدة
القاهرة/يسرا محمد مسعود
بداية قبل ظهور الأمم المتحدة كانت توجد عصبة الأمم عام 1920 حيث تأسست فى العاشر من يناير من هذا العام وكان الهدف من إنشائها هو التقليل من عملية التسلح العالمية وفك النزاعات قبل أن تتطور لتصبح نزاعاً مسلحاً ،كما حدث فى الحرب العالمية الأولى وقد أثبتت المؤسسة فشلها فى مواجهة القوى الفاشية فى العالم ومنعها وقوع الحرب العالمية الثانية مما تطلب استبدلها بمنظمة الأمم المتحدة بعد الحرب العالمية الثانية.
ولقد أنشئت منظمة الأمم المتحدة من أجل أهداف سامية ونبيلة ؛وهى حفظ السلم والأمن الدوليين ،وتسوية النزاعات ،وتنمية العلاقات الودية بين الدول، وتعزيز احترام حقوق الإنسان ،إلا إنها لم تنجح على أرض الواقع فى نشر السلم والقضاء على النزاعات والحروب فى كثير من مناطق العالم وأهمها فى الوقت الراهن الحرب الروسية الأوكرانية والنزاع الفلسطينى الإسرائيلى رغم بعض المحاولات الأممية.
فيرجع ضعف منظمة الأمم المتحدة، والتى تأسست فى 24 أكتوبر 1945، بعد فشل عصبة الأمم المتحدة فى تحقيق السلم والأمن الدوليين ،إلى امتلاك الدول الخمس الكبرى دائمة العضوية بمجلس الأمن الذى هو أحد أجهزتها وهم: فرنسا والولايات المتحدة الأمريكية وروسيا والصين والمملكة المتحدة لحق النقض الفيتو والذى يؤدى إلى المساس بالمساواة بالسيادة بين الدول الأعضاء فى هذه المنظمة ويضم أيضاً مجلس الأمن عشرة بلدان كأعضاء تنتخبها الجمعية العامة للأمم المتحدة لولاية مدتها سنتين .
وكذلك من أسباب ضعفها هو تعطل القرارات الصادرة عن مجلس الأمن فى القضايا الموضوعية إذا لم يتحقق الموافقة الإجماعية للدول الخمس، وخير مثال على ذلك: تعسف دول كبرى فى اتخاذها لهذا الحق العديد من المرات عندما تصدر قرارات تدين حلفائها ويتضح ذلك من خلال استخدام الولايات المتحدة لحق النقض عندما يصدر قرار يدين إسرائيل من قبل المجتمع الدولى ؛لقيامها باعتداءات متكررة على الشعب الفلسطينى .
ويهاجم كثير من الدول وفقهاء القانون الدولى العام وجود حق الاعتراض فى نظام الأمم المتحدة لتعسف بعض الدول فى استعمال هذا الحق ويعتبرونه فشل نظام الأمن الجماعى ،ولذلك يطالبون بإلغائه أو تقييد حالات استعماله ، وفيما يتعلق بالحرب الروسية الأوكرانية ،فموقف الأمم المتحدة ينسجم مع مواقف الجهات الأخرى ،وهو موقف دعا إلى تجنب أى أفعال من شأنها أن تؤدى إلى تصعيد الصراع المدمرولكن دون جدوى حتى الآن.
كما يرى البعض أن السبب الأساسى فى أن الأمم المتحدة تبدو عقيمة هو أن الدول الأعضاء غير متعاونة بالمرة مع بعضها البعض ،فهى عبارة عن كتلة من الأجزاء وعندما تعمل هذه الأجزاء ضد بعضها البعض ،فالنتيجة الحتمية هى الجمود والعجز،ومجلس الأمن يعرقل باستمرار هذه الجهود نتيجة الانقسامات الدبلوماسية .
وتجدر الإشارة هنا أيضاً،إلى تزايد أهمية قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة ودورها فى الدول التى مزقتها الحروب والصراعات وهم أصحاب القبعات الزرقاء ،فيرى البعض ،فشل القوات التابعة للأمم المتحدة لحفظ السلام فى تحقيق أهدافها الرئيسية فى العديد من مناطق انتشارها ،وذلك يرجع إلى نقص الموارد المتاحة للقيام بمهامها وكذلك ضآلة عدد القوات المشاركة ،وإن قوات حفظ السلام تعمل فى ظل ظروف قاسية وبنية تحتية متهالكة.
ورُغم ذلك هذا لا يعنى التقليل من أهمية قوات حفظ السلام، ففي العديد من مناطق النزاع، تعتبر هي المسئول الوحيد عن حماية السكان المحليين من الإساءات التي يتعرضون لها من قبل الجماعات المتمردة حتى وإن كان ذلك بشكل متقطع وغير متقن. كما أنه لا توجد هيئة دولية أو آلية بديلة لإحلال السلام في البلدان التي تعاني من الصراعات. ونتيجة لذلك، ينبغي إعادة التفكير في الاستراتيجية التي تدار بها لتناسب الأوضاع القائمة بالنظر إلى الحقائق المحلية لكل مهمة من المهام التي تتولاها قوات حفظ السلام، فضلًا عن ضرورة تجنب أسباب الفشل.
كما لا يمكن إغفال مبدأ “مسؤولية الحماية” responsibility of protectionالذى تم اعتماده بالإجماع ،فى مؤتمر القمة العالمى بالأمم المتحدة عام 2005 ،ولكن قد تتخذه بعض الدول فى بعض الأحيان ذريعة للتدخل فى شؤون الدول الأخرى .ولا يمكن تجاهل ان أبرز اهتمامات الأمم المتحدة فى الوقت الحالى هو تحدى التنمية المستدامة ،وهو دور بارز للغاية .
وفى النهاية يُطرح تساؤل هل ستصبح الأمم المتحدة قريباً هيكلاً عفا عليه الزمن ؟بالطبع لا ،لأن الأمم المتحدة وأجهزتها والمنظمات التابعة لها تضطلع بدور هام ،كمنظمة الأغذية والزراعة (منظمة الفاو)FAO،فهى منظمة متخصصة تابعة للأمم المتحدة تقوم بجهود دولية للقضاء على الجوع وهدفها تحقيق الأمن الغذائى للجميع وكذلك (منظمة الصحة العالمية) WHO والتى تهدف رسالتها لتعزيز الصحة والحفاظ على سلامة العالم وخدمة الضعفاء وتحقيق الرعاية الصحية الشاملة،كما تتمثل دورمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) UNESCOفى إرساء السلام من خلال التعاون الدولى فى مجال التربية والعلوم والثقافة وتعمل أيضاً (منظمة اليونسيفUNICEF) وهى منظمة الأمم المتحدة للطفولة على حماية حقوق الأطفال والمراهقين خاصة فى الأماكن الأكثرر خطراً،إذن فرغم التحديات التى تواجها المنظمة إلا إن لها أدواراً لا يمكن إغفالها أو إنكارها.
بعض المصادر:
https://www.iasj.net/iasj/article/9396
https://news-un-org.translate.goog/ar/story/2022/10/1114462
https://www.bbc.com/arabic/worldnews/2014/07/140730_un_global_peace_efforts