رأي

د. سيد عيسى يكتب: معالجة الأزمات بشكل عاجل يفوت الفرصة على المتربصين بمصر

تمر المنطقة العربية بمنعطف خطير وتحديات جسام تتطلب من الشعب العربي اليقظة والتكاتف، خاصة أن هناك عدوًّا حقيقيًّا ظاهر العداوة للعرب والمسلمين وهو الكيان الصهيوني وأمريكا.

أمريكا ودول الغرب هي من صنعت إسرائيل، ولذلك لن تتخلى عنها، وبالتالي لن تقف معنا، والدليل على هذا الكلام ما يحدث مع وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا”، إذ قرر عدد من الدول المانحة لها تعليق تمويل المنظمة ووقف منحها أموالًا، على رأس هذه الدول الولايات المتحدة وألمانيا، بمزاعم انخراط بعض موظفيها في هجوم يوم 7 أكتوبر على الكيان الإسرائيلي المحتل.

وانضمت إلى قرار تعليق المنح 10 دول أخرى من الدول المانحة في أوروبا، ليصبح بذلك العدد الإجمالي 12 دولة، وهو مخطط جديد للضغط، وفصل جديد من فصول عدم حيادية المجتمع الدولي الذي يحاول تمرير العدوان الإسرائيلي الغاشم على أهلينا في قطاع غزة.

الضغط على منظمة الأونروا لن يكون آخر فصول أكاذيب أمريكا وإسرائيل، فهناك أكاذيب كثيرة مُرِّرت وأخرى ستمَرَّر حتى ينشغل العالم بهذا الجدل ويستمر العدوان على غزة.

هذا جزء من المؤامرة التي تستهدف كل من يدعم غزة وأهلينا في فلسطين بشكل عام، ومصر من الدول المستهدفة من أمريكا والغرب، إذ بدأت فصول الحرب الاقتصادية على مصر والقيادة السياسية التي وقفت حائط صد ضد تمرير تصفية القضية الفلسطينية.

لذلك يجب على الشعب المصري أن يدرك أن هناك مؤامرات دولية وتحديات كثيرة على الدولة المصرية الرافضة لأفعال الكيان الصهيوني، من اتجاهات عدة، ولن تنجح الإدارة المصرية في مواجهة التحديات من كل صوب وحدب دون وجود مساندة شعبية حقيقية لدعم الاقتصاد المصري من المصريين في الخارج أولًا ومن الشعب في الداخل ثانيًا.

وفي هذا الإطار أطالب الحكومة المصرية بأن تكون على قدر المسؤولية وأن تقدم حلولًا حقيقية لكل الأزمات حتى لا يتفاقم الوضع، فنحن في حاجة ماسة إلى حكومة تعمل بشكل جدي على وضع حلول عاجلة لأزمة الأسعار والدولار، وأن يدرك الشعب المصري أن هناك أزمات مفتعلة تهدف إلى إنهاك الدولة.

وفي النهاية أقول إن التحرك السريع من المسؤولين والدولة لوضع حلول جذرية لعدد من المشاكل والأزمات أمر في غاية الأهمية، خاصة أن هناك من يستغل الأزمات لينال من الدولة، ولكن الشعب المصري سوف يفوت الفرصة على هؤلاء المتربصين.. حفظ الله مصر وأهلها.

اظهر المزيد

موضوعات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى