الرئيسيةساحة الفكرمقالات الشرفاء الحمادي

مخالفة منهج الله والسير في طريق الروايات يؤديان لنتائج كارثية من فرقة ونزاع وسفك دماء.. أطروحة جديدة للشرفاء الحمادي

الكاتب باحث ومفكر، مهتم بالشأن العام العربي والإسلامي، وله العديد من المؤلفات والأبحاث المرموقة

الملخص

عندما تعرف موطن الداء تستطيع أن تصف له الدواء المناسب الشافي، فما يشهده المجتمع الإسلامي منذ وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم من فرقة وشقاق نتج عنه نزاع وصراع، إذ سفكت دماء الأبرياء، ونهبت الثروات، ودمرت الأوطان، وأصبح بأسنا بيننا شديدا، وهذا كله يرجع لسبب مهم وأساسي هو أننا ابتعدنا عن المنهج الإسلامي الصحيح، وتركنا القرآن الكريم (النص المقدس) الذي يرسم خارطة طريق وحياة تخالف واقعنا الأليم الذي نعيشه، وذهبنا إلى أباطيل وأساطير دست علينا، ونسبت لرسولنا الكريم، جلها يدعو إلى الفرقة والخلاف والنزاع، ويهدر الرحمة والعدل والإحسان، وحول ذلك يقول المفكر العربي الأستاذ علي محمد الشرفاء الحمادي إن المجتمعات الإسلامية ابتليت بتعدد المرجعيات بين سنة وشيعة، لكل منهم منهج ديني خاص جعلنا فرقا وأحزابا متناحرة، لكل طائفة منهج وإمام، مخالفين بذلك قول الله عز وجل “اتَّبِعُوا مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ ۗ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ”، وقوله أيضا “إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ”، وقوله تعالى “وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ”، كل ما جاء في آيات القرآن الكريم هو منهج الله فقط، فلا يوجد في الإسلام سنة ولا شيعة بل مسلمون موحدون متوافقون، تعمهم الرحمة والسلام والعدل، لا يعرفون الاعتداء على الآخرين.. وإليكم تفاصيل مقال الشرفاء الحمادي.

اقرأ أيضا: السيسي قيادة تاريخية لن تتكرر والوقوف معه لاستكمال مسيرة التنمية واجب وطني.. رسائل الشرفاء الحمادي

التفاصيل

تفرق وضعف

بليت المجتمعات الإسلامية بتعدد المرجعيات سنة وشيعة، وأصبح لكل منهجه الديني الخاص به، وتفرق المسلمون إلى طوائف وفرق متناحرة، لأن كل طائفة تتبع منهج إمامها، وتركوا منهج القرآن الذي يدعو للوحدة والرحمة والعدالة والسلام والتعاون والتكافل، بالرغم من تحذير الله للمسلمين في أمره لهم بقوله سبحانه “اتَّبِعُوا مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ ۗ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ” (3: الأعراف)، والتحذير الثاني والتنبيه لهم بعدم تصديق الروايات المنسوبة كذبا وتزويرا على الرسول الأمين بقوله سبحانه مخاطبا رسوله الأمين “تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ ۖ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ” (6 : الجاثية).

الافتراء على الرسول

كيف لرسول الله أن يخالف تكليف الله بقوله سبحانه “كِتَابٌ أُنزِلَ إِلَيْكَ فَلَا يَكُن فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِّنْهُ لِتُنذِرَ بِهِ وَذِكْرَىٰ لِلْمُؤْمِنِينَ” (2: الأعراف)، كيف تقوَّل المجرمون على الرسول، وكيف صنعوا مذاهب لا تتبع المنهاج الإلهي ولم يستمعوا إلى ما يتلوه عليهم رسول الله من كتابه الحكيم وما يدعوهم إليه من عبادة الله الواحد واتباع المنهاج الإلهي وما تضمنه من تشريعات العبادات والحدود والمحرمات، وأسس المعاملات وقواعد الأخلاقيات وما تدعو إليه الناس ويحقق لهم طيب العيش في الحياة الدنيا والتعاطف بين الناس بالمحبة والتعاون بالتكافل بينهم في السراء والضراء.

تحقق السلام والأمن

هنا يتحقق لهم السلام، ويعيش الناس في أمن ووئام، إذا اتبعوا المنهاج الإلهي ولم يتبعوا ما تقوَّله المجرمون على الرسول من افتراءات وأكاذيب ليحدث بين العرب المسلمين الفتن ويجري بينهم الصراع وتسفك الدماء، ولكنهم لم يتبعوا الرسول وكلام الله المنزل في القرآن الكريم، إنما اتبعوا الشياطين وما تم افتراؤه على الله ورسوله، والله ينبه رسوله بقوله سبحانه “إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ” (159: الأنعام).

ليسوا من أتباع الرسول

وتعني هذه الآية كل الذين أصبح انتماؤهم لطائفة وتفرقوا شيعا وفرقا، فليسوا من أتباع رسول الله وحكموا على أنفسهم بالقتال بينهم يسفكون دماءهم حين فرقوا دينهم وخالفوا رسولهم في الحياة الدنيا فعاقبهم الله بالتشرذم، وبث بينهم العداوة والبغضاء يظلمون بعضهم بعضا ذلك في الحياة الدنيا ويوم الحساب ينتظرهم العقاب بما ارتكبوه من الجرائم في حق أنفسهم وحق غيرهم من خلق الله باسم الفتوحات الإسلامية والإسلام منهم براء إنما جعلوه شعارا يستظلون تحته لخداع الناس والتغرير بالأتباع وما أوهموهم باسم الجهاد وجزاء الجنة لهم.

الاعتداء والعدوان

افتروا على الله سبحانه والله وضع قواعد للقتال بقوله “وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ” (190: البقرة) تشريع وضعه الله سبحانه للدفاع عن النفس وحرم الاعتداء على الناس الآمنين، لأن الله ترك للناس حرية اختيار الدين الذى يتبعونه دون إكراه أو ظلم، فبأي حق تم غزو الأوطان وقتل السكان من النساء والغلمان، هل ذلك أمر من الله سبحانه خالق الإنسان أم بلاغ من الرسول الإنسان وسيرته وأخلاقه التي صاغها القرآن رحمة وعدلا وحرية وسلاما وإحسانا.

بعد الإطلاع على المقال يمكنك متابعة مركز العرب على فسيبوك  وتويتر وشاهد قناتنا على يوتيوب

اظهر المزيد

موضوعات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى