مشروع الوعي

محمد فتحي الشريف يكتب.. الحب وهوى العاشقين   

الكاتب رئيس مركز العرب للدراسات والأبحاث

أفكر في الماضي الذي تحتفظ الذاكرة بجزء كبير منه يتجاوز أربعة عقود من الزمن، محطات وقصص وحكايات مبهجة ومؤلمة، سعيدة وحزينة، خطوات تدفعك للأمام وثانية توقفك برهة من الزمان، وثالثة تعيدك إلى المربع الأول، ويبقى الرهان الداخلي على قبول التحدي والسير تجاه الخطوة الأولى وتجاوز الثانية والثالثة، فقطار الطموح يتوقف عندما تكتمل الحكاية، ويبقى الأمل حاضرا في كل فصولها من البداية إلى النهاية.

خطوات حاضرة 

النفس البشرية تصنع لنفسها مشقة وعناء، يتوقف على حضور الأمل، فنحن في حالة تفكير لا ينقطع في خطوات سابقة وحاضرة، الماضي يحضر بكل أحداثه والحاضر يسير ببطء والمستقبل يحمل سيناريوهات مختلفة، وعلم غيبي نؤمن به إيمانا بالمطلع عليه، خالق الوجود ومسير المصائر، أفكار مختلفة متغيرة تشبه في عشوائيتها الكراكيب، قصص وحكايات ماضية وحاضرة تبعث في النفس التفاؤل والتشاؤم.

وفي النهاية نخاف من أن نضل الطريق، ونبحث عن طوق نجاة في الحاضر وطريق مستقيم في المستقبل، في كل يوم، بل في كل ساعة، نتخذ قرارا بمراجعة الأجندة اليومية، ونحاول تجنب الأخطاء، ومع ذلك نسير في منعطف معطل ونعود إلى ما سبق في تكرار ممل، إن النفس البشرية لا تطمئن إلى عمل ولا تؤمن بإنجاز ولا تنفذ خططا بطريقة جيدة إلا إذا وضعت تحت ضغط، ومع ذلك نجد متنفسا واحدا يمنحنا القوة والطمأنينة، إنه الحب.

الحب والطمأنينة 

بالحب وحده تستريح النفس، وبالله وحدة تطمئن القلوب، لذلك سأطرح عليكم وجهة نظري في الحب، وهنا أقصد الحب بكل أنواعه، وعلى الرغم من أن الحب أمل في نماء وتقدم لمن نحب حتى لو لم يكونوا في الصورة الاجتماعية معنا، إلا أنه يبقى الأهم في الحياة.

الحب.. وهوى العاشقين

الحب شعور جميل يملأ حياتنا بهجة وسرورا، نسهر من أجله الليالي ونتغنى به، وننشد له الكلمات التي تعبر عنه، والليل والهدوء ينشر المشاعر ويوقظ القلوب، ويتحول “الحب” إلى عشق من خلال اهتمام لا يغيب عن الخاطر.

سحر الحب

الحب كلمة ساحرة، تزيل الفوارق وتثري النفس وتجذب القلب وتنعش الفكر وتبعث الطمأنينة، فينجذب إلى سماعها الجميع، عندما تكون تعبيرا حقيقيا عن شعور داخلي بالمودة تجاه شخص أو مجموعة من الناس، على الرغم من أن الناس قصروها على حب الرجل للمرأة، وهو اختصار للمفهوم الشامل لهذا الإحساس الدافئ الذي يبعث في النفس الحماس والتفاني في إسعاد الحبيب.

الحب ودبلوماسية التعامل

هناك أشخاص يمتلكون كلمات عذبة ودبلوماسية في التعامل مع الآخرين بعيدا عن الشعور الحقيقي بالحب، ويوزعون مفردات المحبين على كل من يرتبطون بهم في العمل أو المنزل أو النادي أو المقهى، بمعنى أن كل من يتعاملون معهم يمنحونهم كلمات دافئة معبرة عن الحب والود، وهو أمر محمود حتى وإن جانبه الصدق في أغلب الأحيان، وهذا لا يعد نفاقا إلا إذا جاوز المطلوب وخرج عن الإطار الطبيعي، وذلك عندما نمنح هؤلاء الأشخاص كلمات لا تليق بحجم العلاقة بيننا.

الحب بمفهومه المعروف

أعود لحديثي السابق عن (الحب) وأقتصر فيه على المفهوم السائد، وهو حب الرجل للمرأة، وأبدأ كلامي بطرح سؤال كان ولا يزال محل بحث وجدل، وهو: هل الحب يحتاج إلى وقت ليسكن قلوبنا؟ الإجابة من وجهة نظري، الحب وليد لحظة، فلا تحتاج إلى وقت طويل ولا مبررات أو مزايا شخصية أو اجتماعية، حتى يحدث، فبمجرد النظرة الأولى يولد الحب، وقد لا يرى النور طول الحياة، ومع ذلك يعيش في داخلنا عشقا لا ينتهي.

الحب والمصالح

قد يأتي الحب في وقت غير مناسب ومع شخص غير مناسب، ولكنه يأتي، فالتوقيت والظروف لا يعرقلان ميلاد الحب، والاعتراف والكتمان لا يساهمان في تقويته، الحب الحقيقي من عند الله، فلا يتأثر بالتصرفات والظروف، ولا يعترف بتبادل المصالح والفوائد بين الأشخاص.

مواصفات المحبوب

هناك سؤال ملح على العاشقين وهو: هل من تحب هو الأفضل الأجمل الأشرف الأغنى الأتقى؟ والإجابة بالطبع “لا”، وقديما قالوا الأمثال في ذلك عندما تشعر بالحب تكون أكثر حساسية تجاه من تحب وتحاول بكل الطرق أن تجذبه إليك وتلفت نظره من خلال الكلمات والتصرفات، وتضع نفسك دائما أمام الحبيب في دائرة الضوء ولا تغادرها أبدا، الاهتمام هو أهم ما في الحب الحقيقي، فلا تصدق من يغادر حياتك أياما وأسابيع وشهورا دون أن يتابعك ويعرف أخبارك، فالحبيب يظل في دائرة الاهتمام وإن غاب عن العيون.

بعد الإطلاع على المقال يمكنك متابعة مركز العرب على فسيبوك  وتويتر وشاهد قناتنا على يوتيوب

الشريف الحب وهوى العاشقين

اظهر المزيد

موضوعات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى