رأي

 محمد طلعت يكتب.. الانفتاح السياسي الكازاخستاني.. وفرص أكبر للتعاون مع مصر

لقد تحمل العالم العديد من التحديات هذا العام، إثر استمرار الحرب الروسية الأوكرانية، وما تبع ذلك من كساد اقتصادي وتوترات جيوسياسية مقلقة. ولم تكن جمهورية كازاخستان ببعيد من هذا، حيث أثرت عواقب الحرب على اقتصادها وأضرت باقتصاد كل منطقة آسيا الوسطى.

في هذا الوقت الصعب، أظهرت كازاخستان مرونة واستقرارًا، وتحولت من خلال مبادرات سياسية واجتماعية واقتصادية مهمة حيث نفذت كازاخستان إصلاحات دستورية في أعقاب استفتاء على مستوى البلاد في يونيو، والذي غرس قيمًا ديمقراطية جديدة في الحكم، بما في ذلك السلطات الرئاسية المحدودة، وبرلمان أكثر نفوذاً، ومحكمة دستورية مستقلة، وإنشاء أحزاب سياسية جديدة، والانتخابات المباشرة لرؤساء البلديات، وغيرها من الإجراءات الهامة.

وفي نوفمبر الماضي أجرت كازاخستان انتخابات رئاسية بموجب الدستور الجديد، مما يعني أن جميع رؤساء الدولة في المستقبل، بمن فيهم الرئيس الحالي قاسم جومارت توكاييف، سيقضون فترة ولاية واحدة مدتها سبع سنوات دون الحق في إعادة انتخابهم. وكانت الانتخابات التي أجريت بنزاهة وشفافية، معلما هاما في التطور الديمقراطي للبلاد.

ومن ناحية أخرى ساهمت جهود الدولة خلال العام الحالي في إنشاء كازاخستان العادلة – مجتمع مزدهر ونظام سياسي أكثر حيوية وديناميكية وتنافسية-.

ومن المنتظر أن يكون عام 2023 عامًا مهمًا آخر لكازاخستان؛ حيث ستجرى الانتخابات النيابية خلال الأشهر الستة الأولى. وبدأت الأحزاب السياسية الجديدة في الظهور بالفعل قبل الانتخابات، مما سيزيد من المنافسة السياسية والتعددية. وللمرة الأولى منذ 18 عامًا، سيتمكن المرشحون المستقلون أيضًا من الترشح للانتخابات في دوائر انتخابية ذات ولاية واحدة.

ولابد أن نؤكد أنه أثناء تغيير النظام السياسي المحلي، لم تنس كازاخستان التزاماتها الدولية؛ ففي أكتوبر، استضافت أستانا القمة السادسة لمؤتمر التفاعل وتدابير بناء الثقة في آسيا (CICA)، وهي منظمة أطلقتها كازاخستان قبل 30 عامًا لتعزيز التعاون من أجل السلام والأمن والاستقرار في آسيا. وخلال الشهر نفسه، عقدت أستانا اجتماعًا لرؤساء دول آسيا الوسطى ورئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل، عشية الذكرى الثلاثين لتأسيس العلاقات الدبلوماسية بين دول آسيا الوسطى والاتحاد الأوروبي.

ومنذ شهر، عقد المؤتمر السابع لزعماء الأديان العالمية والتقليدية. كان البابا فرانسيس من بين أكثر من 100 وفد من 50 دولة، في أول زيارة يقوم بها رئيس الكنيسة الكاثوليكية إلى كازاخستان منذ البابا يوحنا بولس الثاني في عام 2001.

وقام شيخ الأزهر الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب بزيارة إلى عاصمة كازاخستان للمشاركة في المؤتمر السادس لقادة الأديان العالمية والتقليدية. وعقد الطيب اجتماعات مختلفة مع كبار المسؤولين الكازاخستانيين، بما في ذلك الرئيس الكازاخستاني ورئيس مجلس الشيوخ ووزير التنمية الاجتماعية.

يذكر أن رئيس جمهورية كازاخستان قاسم جومارت توكاييف منح جائزة أستانا الدولية للإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب لمساهمته في مجال الحوار بين الأديان وتعزيز ثقافة الأخوة والتسامح بين ثقافات وأعراق مختلفة.

وخلال نفس الفترة، رحبت كازاخستان بالرئيس الصيني، شي جين بينغ، الذي كانت زيارته الرسمية للبلاد هي أول رحلة خارجية بعد جائحة COVID-19.

وبينما يتطلع العالم إلى التغلب على التحديات المرتبطة بالصعوبات الجيوسياسية والاقتصادية الحالية، فإن التعاون الوثيق بين كازاخستان ومصر أمر ضروري. في الوقت نفسه، تظل كازاخستان ملتزمة بتطوير علاقاتها مع جميع البلدان والشركاء.

لقد فتح مسار السياسة الداخلية والخارجية الذي اتبعته كازاخستان الباب أمام تعزيز التعاون مع مصر، حيث زار رئيس وزراء كازاخستان عليخان سمايلوف شرم الشيخ للمشاركة في مؤتمر COP-27، الذي عقد بشكل مثمر تحت رعاية الرئاسة المصرية، وحقق نجاحا كبيرا. ولدراسة التعاون الوثيق في مجالات الاقتصاد والتجارة والاستثمار والأعمال، فضلاً عن العلاقات الثقافية والإنسانية، سيكون الاجتماع السادس للجنة الحكومية المشتركة بين البلدين للتعاون التجاري والاقتصادي والثقافي والإنساني والعلمي والفني في العام المقبل في أستانا.

بالإضافة إلى ذلك، ستحتفل مصر وكازاخستان بالافتتاح الكبير لمسجد السلطان بيبرس في حي الظاهر خلال مارس 2023 كجزء من الاحتفال بالذكرى 800 للسلطان بيبرس، الذي يعد من أعظم حكام الدولة المملوكية في مصر وسوريا.

بعد الإطلاع على المقال يمكنك متابعة مركز العرب على فسيبوك  وتويتر وشاهد قناتنا على يوتيوب

اظهر المزيد

موضوعات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى