رأي

د. أحمد سالم يكتب..  فيلم The goat life من منظور النقد الإستراتيجي

قرأت إشادة البعض بفيلم (حياة الماعز) وأنه يعالج مشكلة اجتماعية وهي مشكلة الكفيل، وأن قصته مأخوذة عن قصة حقيقية في فترة آخر الثمانينيات وأوائل التسعينات.

اقرأ أيضا: د. أحمد البدوي سالم يكتب.. معهد الأمن القومي الإسرائيلي INSS يستجدي مصر للوساطة باسم السلام

لكن بتحليل قصة الفيلم فإنه يتعارض مع أبجديات التفكير السليم.
لقد نجح صناع الفيلم في توصيل رسالة مغلوطة تفرع منها عدد من المغالطات، ابتداء من اسم الفيلم والذي يظهر التهكم من حياة الدول العربية، لماذا لم يسم الفيلم بحياة الإبل على الرغم من أن المزرعة كانت فيها ابل واكتفى بالتسمية بأخس ما احتوت عليه المزرعة؟!

وكيف يطلق الحكم من حالة فردية (جسدها كفيل مستغل)ليعمم ذلك الحكم على المملكة بأسرها، والبعض توسع في نقده لينال من كافة دول الخليج؟!

لماذا لم يوجه اللوم إلى البطل الذي يحلم بالعمل في شركة اجنبية وليس معه إلا الابتدائية ويسافر دون أن يعرف شيئا عن لغة الدولة المسافر إليها؟!

لماذا سلم البطل نفسه إلى من اوهمهم بأنه كفيلهم دون التوثق منه والحذر قبل أن يسلموا أنفسهم مثل الخراف؟!
لقد أظهر الفيلم اسم البطل (نجيب محمد) ولم يبين ديانته، فمرة يظهر بأنه ملحد متشكك في وجود الله وتارة بصلى صلاة لم يكملها عندما قادوا ابراهيم الرجل الإفريقي، ومر إلحاد البطل مرور الكرام.

لقد استطاع صناع الفيلم دس السم في العسل من خلال دغدغة المشاعر في التعاطف مع نجيب المظلوم فخرجت أبواق من هنا وهناك لتجتمع على استهداف دولنا العربية دون أن نجد نقدا واحد لبلد التي أفقرت البطل وتركته يعيش في كوخ بجوار النهر.
كان من الممكن أن يضيف كاتب السيناريو نهاية افضل إذا تحلى البطل بالشجاعة وشهد باستغلال من انتحل صفة الكفيل لتحاكمه السلطات لكن الهدف غير ذلك وهو إظهار المتخاذل في صورة بطل للإيغال في نقد دولة أو مجموع دول الخليج وإظهار الحقد عليهم، لماذا لم يختم الفيلم مثلا بمعاقبة الجاني وتغريمه بدلا من تركه؟!

ولماذا لم يتحل البطل بالشجاعة ليقدم الجاني إلى المحاكمة وينال عقوبة على ما فعل مع الرجل العجوز قبله؟!
ولماذا لم ينصف صناع الفيلم المظلوم بتعويضه وتوظيفه في عمل ومكافأته عن الأيام التي عملها في رعي الماعز عند الكفيل ؟!
ولماذا لم يعط الفيلم مساحة أكبر لأدوار الخير مثل ابراهيم والرجل الذي تولى توصيل نجيب إلى المدينة وخفف من روعه؟!
ولماذا لم يسلط الفيلم الضوء على الهنود الذين كونوا ثروات من الدول العربية؟!

فيلم حياة الماعز The goat life كامل جودة HD علي إيجي بست EgyBest بدون اعلانات

عفوا لمن أشاد بالفيلم وقصته وإن كانت مستوحاة من قصة حقيقية لكن المحتوى مليء بأخطاء فنية عن عمد لتستهدف الدول الإسلامية والتهكم منها وقد لخصوا ذلك في اسم الفيلم، فهو يحمل أبعادا أكبر من مشكلة فردية الغرض منها التحريض والنيل من الدول العربية.

كان من الممكن معالجة المشكلة بصورة واقعية تظهر جميع الجوانب وتمنح كل ذي حق حقه.

فصورة الفيلم مكررة مع من يستغل سلطته ضد مرؤوسيه، أو من يتعسف في استعمال السلطة في وظيفته أو في بيته وهذه صورة عامة لم يخل منها مكان.

وأختم بقوله تعالى: (وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَىٰ أَلَّا تَعْدِلُوا ۚ اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ ۖ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ).
حفظ الله الدول العربية والإسلامية من كل سوء.

بعد الإطلاع على المقال يمكنك متابعة مركز العرب على فسيبوك  وتويتر وشاهد قناتنا على يوتيوب

اظهر المزيد

موضوعات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى