محمد فتحي الشريف يكتب.. (13) عاما على معاناة الشعب العربي قراءة واقعية في الأزمة الليبية (1-1)
الكاتب رئيس مركز العرب للأبحاث والدراسات.. خاص منصة العرب الرقمية
في ليبيا أربع أزمات (عسكرية أمنية، اقتصادية، اجتماعية، سياسية).. في تلك الزاوية سنحاول إلقاء الضوء بشكل مختصر على تلك الأزمات من خلال تحليل دقيق محايد يسعى لتعريف الشعب الليبي بالحقيقة الكاملة للصراع الحادث من 2011 وحتى اليوم.. تأتيكم كل يوم ثلاثاء أسبوعيا عبر منصة مركز العرب وبوابة مصر ليبيا ومجلة رؤى.
- اقرأ أيضا: ليبيا في أسبوع.. اعتماد آلية لجمع البيانات حول المرتزقة وتحالف ميليشياوي جديد يتشكل في طرابلس
من هنا نبدأ
في عام (2011) أسقط حلف (الناتو) الدولة الليبية، ومكن منها الإرهاب والتطرف، فالعقيد معمر القذافي ونظامه لم يكن هو الهدف الحقيقي لحلف (الناتو)، ولم تتحقق الشعارات الكاذبة التي تم التسويق لها باحترافية من خلال استقطاب الشباب العربي المتحمس الذي غاب عنهم أهمية استقرار الأوطان، وكان الشعار هو (العيش، الحرية، العدالة الاجتماعية).
شعارات واهية
فالعيش والحرية والعدالة الاجتماعية غابت عن ليبيا بشكل كلي من عام 2011 وحتى اليوم، فالشعب يعيش حياة الفقر والضنك، رغم ثرواته الهائلة التي تضعه في مقدمة الشعوب الأكثر رخاء ورفاهية، والحرية المزعومة غابت أيضا بوضوح، والعدالة الاجتماعية تبخرت، وعاش ذلك الشباب الليبي وأحس بها بعد أن أصبح رهن المجموعات المسلحة، والفساد المالي.
لغة الأرقام
إن لغة الأرقام هي الأصدق بين كل اللغات، فليبيا تراجعت في كل المجالات بشكل كبير، ولم يتنفس الشعب الليبي الحرية ولم يتذوق طعم الديمقراطية، بل تغيرت تركيبة الشعب الليبي، فتم تهجير عدد كبير من الوطنيين والمخلصين تهجيرا حسيا ومعنويا، فهناك من هاجر وفر من بطش الميليشيات الإجرامية وجماعات التطرف الذين يدعون الإسلام وثوار المصلحة والفاسدين، فلقد أدرك الوطنيون المخلصون حجم الخراب الذي حل بليبيا، ومن بقي في ليبيا أصبح معزولا صامتا خوفا على حياته من هؤلاء المجرمين، حتى لو كان قادرا وهو المعنى المر للإقصاء والعزل وهو تهجير معنوي داخل الديار.
المعالجة المجتمعية
إن ما أصاب الشعب الليبي في عام 2011 يحتاج إلى سنوات من المعالجة الأمنية والمجتمعية والسياسية والاقتصادية، لذلك سوف أخصص هذه المساحة الأسبوعية للحديث عن حجم الخراب والدمار الذي أصاب ليبيا وشعبها، وسوف أحاول أن أوضح بعض النقاط الإيجابية التي من الممكن البناء عليها.
الجماعات المسلحة
وسوف أخصص سلسلة المقالات التي أنوي كتابتها لجوانب أربعة، الجانب الأول: كيف توغلت الجماعات المسلحة في ليبيا من عام 2011 إلى عام 2023 وهو الملف الأول والأخطر لأن الشعب الليبي إذا تابعت تلك الخريطة يدرك حجم الدمار والخراب الذي أصابه بعد عام 2011.
الاقتصاد الليبي
في الملف الثاني سوف ألقي نظرة على الاقتصاد الليبي والتحولات التي حدثت فيه من عام 2011 وحتى عام 2023 وهو الأمر الذي يوضح حجم الخراب والدمار الذي أصاب ليبيا.
ملف المصالحة
وفي الملف الثالث سيكون الحديث حول المحور الاجتماعي وكيفية تفعيل المصالحة وجبر الضرر وإصلاح ذات البين في كل مناطق ليبيا لتعود كما كانت موحدة قوية دون فرقة أو خلاف.
المعالجات السياسية
في الملف الرابع سوف أطرح كافة المعالجات السياسية التي قدمها المجتمع من عام 2011 إلى عام 2023 والأخطاء التي ارتكبت في حق الشعب الليبي بسبب التدخلات الخارجية.
النقاط الإيجابية
وفي النهاية سوف أحاول أن أركز على بعض النقاط الإيجابية التي يجب البناء عليها لتعود ليبيا إلى شعبها من دون ميليشيات أو مرتزقة أو فاسدين أو أنصاف مواهب.
حتى تعم الفائدة
وحتى تعم الفائدة، سوف أطرح القضية والحلول بشكل محايد من وجهة نظر بحثية، وسوف أدلل على كل كلامي بمشاهد ومقارنات من الواقع حتى يدرك القارئ الحقائق المجردة للقضية الليبية..
إن الهدف من وراء تلك المقالات هو جانب إيضاحي وتوعوي للحقيقة ولكل أبناء الوطن العربي.. وسوف أنتظر تعليقات القراء وأتناول بعضا منها في المقالات المقبلة..
حفظ الله ليبيا وشعبها وأنعم على أمتنا العربية بالخير والبركات إنه ولي ذلك والقادر عليه.
بعد الإطلاع على المقال يمكنك متابعة مركز العرب على فسيبوك وتويتر وشاهد قناتنا على يوتيوب