عمرو حسين يكتب.. ماذا يعنى استبدال روسيا نظام سويفت المالى بنظام يعمل بالروبل الروسي؟
أصدرت شركات الدفاع المملوكة للدولة الروسية “روستيك غروب” بيانا رسميا في إعلان صحفي لها ، أنها عملت على إطلاق منصة قائمة على تقنية “البلوك تشين” تكون بديلا عن نظام “سويفت” العالمية التي يمكن استخدامها للتحويلات الدولية، يأتى ذلك كرد روسي على إعلان الدول الغربية عن عقوبات اقتصادية ومالية طالت روسيا نتيجة للعملية العسكرية الروسية في أوكرانيا ، ومنذ ذلك الحين، تبحث موسكو عن نظام دفع مالي ليحل محل “سويفت” من أجل تأمين معاملاتها التجارية الدولية بعد أن تم التوقف عن التعامل مع البنوك الروسية في كل أوربا وأمريكا ، وستتمكن الدول الأجنبية، باستخدام المنصة الرقمية الجديدة، من الاستمرار في دفع ثمن الواردات من روسيا بعملاتها الخاصة. وتدعي الشركة أن منصة “سيلس” يمكنها التعامل مع ما يصل إلى 100 ألف معاملة في الثانية، مما قد يؤدي إلى زيادة إضافية في الإنتاجية.
وبحسب الشركة، ستكون روسيا قادرة على دفع ثمن الواردات بعملتها الخاصةبالروبل، بدلاً من الدولار، بفضل نظام الدفع الدولي الرقمي الجديد، وسيسمح النظام أيضاً للدول الأخرى بدفع ثمن سلعها من روسيا بعملاتها الخاصة،وتسمح وظيفة الدفع للنظام الجديد بالعملات الوطنية المحلية للمستخدمين بتجنب العقوبات الغربية ضد روسيا.
ويقف وراء مجموعة “روستيك” شركات كبيرة لها روابط اقتصادية مع روسيا، وكذلك وكالات حكومية أجنبية تتعامل مع موسكو، ومؤسسات مالية أعلن عن الآلية الجديدة بعد أيام قليلة من إعلان الحكومة الروسية أنها كانت تستكشف استخدام العملة المشفرة في المدفوعات الأجنبية. وتدور مناقشات حالياً حول فكرة توظيف العملات المشفرة
وستتمكن الدول الأجنبية، باستخدام المنصة الرقمية الجديدة، من الاستمرار في دفع ثمن الواردات من روسيا بعملاتها الخاصة. وتدعي الشركة أن منصة “سلس.
وتسعى “روستيك” إلى جذب انتباه الشركات الكبيرة مع السلطات الأجنبية والمؤسسات المالية التي لها علاقات تجارية مع روسيا. وفي هذه المرحلة، تدعو الشركة المستهلكين المحتملين والمؤسسات المالية ومطوري البرامج لتجربة التقنية الجديدة.
الدفع بالروبل الروسي
وبحسب الشركة، ستكون روسيا قادرة على دفع ثمن الواردات بعملتها الخاصة، الروبل، بدلاً من الدولار، بفضل نظام الدفع الدولي الرقمي الجديد، وسيسمح النظام أيضاً للدول الأخرى بدفع ثمن سلعها من روسيا بعملاتها الخاصة.
ووفقاً لبيان صادر عن الشركة، تولى معهد نوفوسيبيرسك لأنظمة البرمجيات (NIPS)، المرتبط بمجموعة “روستيك”، تطوير منصة “سيلس بلوك تشين”، التي بني عليها نظام المدفوعات العالمي.
وتهدف المنصة إلى إنشاء حل متكامل باستخدام تقنية دفتر الأستاذ الموزع (يحتوي على نسخة من دفتر الأستاذ لجميع المعاملات التي ستتم في قاعدة بيانات افتراضية مشتركة). وتتميز الشبكة بأسلوب رقمي لإجراء المدفوعات بالعملات الوطنية للدول التابعة لها، بحسب المجموعة الروسية
فيما يواصل الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأميركية فرض عقوبات على روسيا بسبب تدخلها عسكرياً في أوكرانيا، نجحت العملة الروسية في أن تقفز بنسبة 54 في المئة مقابل الدولار الأميركي، منذ أن سجلت أدنى مستوياتها في مارس (آذار) الماضي حينما بلغ سعر صرف الدولار الأميركي مستوى 140 روبلاً. في مذكرة بحثية حديثة، كشفت وكالة “بلومبيرغ” عن أن الروبل الروسي يعد صاحب الأداء الأفضل مقارنة بالعملات الأخرى، وأنه يتقدمها في القائمة خلال العام الحالي بعد الارتفاع الأخير الذي حققه الروبل الروسي ووفقا للتقارير استأنف الروبل تقدمه مقابل الدولار مع إعادة فتح بورصة موسكو بعد يومين من العطلة الرسمية. وبعد تعويضه الخسائر العنيفة التي طالته في مارس الماضي، سجل الروبل ارتفاعاً بأكثر من 11 في المئة مقابل الدولار الأميركي منذ بداية العام، ليصبح الرابح الأكبر من بين 31 عملة رئيسة.
وأوضحت وكالة بلومبرج أن مكاسب الروبل جاءت نتيجة سلسلة من الإجراءات التي اتخذتها الحكومة للدفاع عن العملة المتداعية في أعقاب العقوبات الغربية، بالإضافة إلى فرض ضوابط على رأس المال، أجبرت روسيا المصدرين على بيع العملات الأجنبية وتطالب بدفع ثمن الغاز الطبيعي بالروبل.
على الجانب الآخر، يقول المحللون الاستراتيجيون
4 أسباب دفعت الروبل إلى مكاسب قياسية
ويرى المحللون أن هناك أربعة أسباب دفعت الروبل الروسي إلى تعويض الخسائر العنيفة التي تكبدها مقابل الدولار منذ بدء العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا. وقبل الحرب كان يجري تداول الدولار عند مستوى ٥٨ روبلاً، لكن العقوبات الغربية التي فرضها الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأميركية التي طالت القطاع المالي الروسي، تسببت في أن تسجل العملة الروسية أكبر خسائر في تاريخها مقابل الدولار.
أما أسباب عودة صعود الروبل وتحقيقه مكاسب قياسية خلال التداولات الأخيرة فترجع بشكل مباشر إلى مجموعة من القرارات التي أعلنتها الحكومة والبنك المركزي الروسي. أهم هذه القرارات هو الانتقال إلى الروبل الروسي في صادرات الغاز إلى الدول غير الصديقة، بما في ذلك إلى دول الاتحاد الأوروبي. وبالفعل أعلنت بعض الدول الأوروبية قبول التعامل بالروبل في الواردات من روسيا، وذلك لتفادي أزمات الطاقة التي تعد روسيا من أكبر مورديها إلى دول الاتحاد الأوروبي.
القرار الثاني تمثل في إلزام المصدرين في روسيا بييع 80 في المئة من عائدات النقد الأجنبي في بورصة موسكو. فيما تمثل القرار الثالث في إعلان البنك المركزي الروسي مجموعة من الإجراءات لتحقيق الاستقرار المالي والاقتصادي في البلاد، الأمر الذي حد من الطلب على العملات الأجنبية في السوق المحلية. ويتعلق السبب الرابع باتجاه الحكومة الروسية إلى تقليص وارداتها من البضائع، حيث توقع تقرير لموقع “أر بي كا” الاقتصادي، أن فائض ميزان المدفوعات الروسي قد يصل هذا العام إلى مستوى تاريخي يتراوح بين 200 و300 مليار دولار.
بعد الإطلاع على المقال يمكنك متابعة مركز العرب على فسيبوك وتويتر وشاهد قناتنا على يوتيوب