تقدير موقف

هل تكون أحداث «ضاحية جرمانا» بداية تنفيذ مشروع التقسيم في سوريا؟

تقرير: علي فوزي

تشهد سوريا تصاعدًا في التوترات الأمنية، مع اندلاع اشتباكات دامية في ضاحية جرمانا بريف دمشق بين قوات الأمن السورية ومسلحين محليين دروز، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى.

يأتي ذلك في ظل تنامي التدخلات الخارجية، حيث أعلنت إسرائيل استعدادها “لحماية الدروز”، ما يثير تساؤلات حول ارتباط هذه التطورات بمشروع تقسيم سوريا إلى كيانات منفصلة، في ظل صراع النفوذ الإقليمي والدولي المتواصل.

تصاعد التوتر في جرمانا

شهدت ضاحية جرمانا في ريف دمشق اشتباكات مسلحة، أسفرت عن مقتل شخص وإصابة تسعة آخرين، في مواجهة بين عناصر أمنية تابعة للسلطة السورية الجديدة ومسلحين محليين دروز، وسط أجواء توتر متزايدة منذ يوم الجمعة.

وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، اندلعت الاشتباكات بعد قيام حاجز أمني بتوقيف عناصر من وزارة الدفاع السورية أثناء دخولهم المنطقة، حيث تمت مصادرة أسلحتهم، قبل أن يتعرضوا للاعتداء وإطلاق النار على سيارتهم، ما أدى إلى سقوط قتيل وعدة جرحى.

وفي رد فعل سريع، هاجم مسلحون محليون مركزًا للشرطة في جرمانا، ما أدى إلى طرد القوات الأمنية منه، وسط مطالبات من شيوخ الطائفة الدرزية بتسليم المتورطين للجهات المختصة، مؤكدين “رفع الغطاء عن جميع المسيئين والخارجين عن القانون”.

إسرائيل تدخل على الخط

التطورات في جرمانا لفتت انتباه إسرائيل، حيث أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه يسرائيل كاتس عن استعداد الجيش الإسرائيلي “لحماية مدينة جرمانا” بحجة الدفاع عن الدروز هناك، في موقف يعكس تدخلًا مباشرًا في الشأن السوري.

هذا التصريح يفتح باب التساؤلات حول نوايا تل أبيب تجاه سوريا، خاصة في ظل الحديث المتكرر عن مشروع تقسيم البلاد إلى أربع دويلات، وهو سيناريو تدفع به أطراف دولية وإقليمية، تزامنًا مع استمرار الصراع الداخلي وضعف سيطرة السلطة المركزية.

مشروع تقسيم سوريا.. هل يتحقق؟

على مدار السنوات الماضية، برزت خارطة تقسيم سوريا كأحد السيناريوهات المطروحة دوليًا، حيث يتم الحديث عن تقسيم البلاد إلى أربع مناطق نفوذ رئيسية:

1. الدولة العلوية على الساحل السوري، تكون تحت النفوذ الروسي.

2. دولة سنية في الوسط والجنوب تشمل دمشق وحمص وحلب، وترتبط بالمحور الخليجي-التركي.

3. دولة كردية في الشمال الشرقي، حيث تسيطر قوات سوريا الديمقراطية بدعم أميركي.

4. دويلة درزية محتملة في الجنوب، تضم السويداء وأجزاء من ريف دمشق، وقد تحظى بدعم إسرائيلي مباشر.

 

تدخل إسرائيل في أحداث جرمانا، إضافة إلى تصاعد الدور الأميركي في شرق سوريا، واستمرار الدعم الروسي لدمشق، يعكس صراعًا مستترًا على إعادة رسم خريطة النفوذ داخل البلاد، مما يعزز المخاوف من فرض تقسيم سوريا كأمر واقع.

سيناريوهات المستقبل

احتمال استمرار التصعيد: مع ارتفاع حدة الاشتباكات، قد نشهد مزيدًا من التدخلات الخارجية، سواء من إسرائيل أو القوى الإقليمية الأخرى.

تعزيز النفوذ الدرزي: في حال استمر التوتر في جرمانا، قد تتحرك الطائفة الدرزية باتجاه مزيد من الاستقلالية، ما يعزز فرضية الدولة الدرزية.

التسوية السياسية أو التقسيم الفعلي: إذا استمرت الاضطرابات، فقد تُفرض تسويات تقضي بتقاسم النفوذ بين الفاعلين الدوليين، بما يكرّس واقع التقسيم.

في ظل هذه التطورات، تبقى سوريا ساحة صراع إقليمي ودولي مفتوحة، حيث تتحول النزاعات المحلية، كما في جرمانا، إلى وقود لإعادة تشكيل خريطة المنطقة.

بعد الإطلاع على المقال يمكنك متابعة مركز العرب على فسيبوك  وتويتر وشاهد قناتنا على يوتيوب

اظهر المزيد

موضوعات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى