قامت الجمهورية الصومالية في يوليو ١٩٦٠ من خلال اتحاد يضم إقليمي صوماليلاند والذي استقل عن بريطانيا ٢٦ يونيو ١٩٦٠ واقليم الصومال الإيطالى والذى استقل إيطاليا فى الأول من يوليو ١٩٦٠و تعتبر الصومال حالة استثانية هي والمغرب عن باقى الدول الأفريقية حيث رفضتنا قبول الحدود الإقليمية.
رفضت الصومال توقيع المعاهدات الاقليمية كلها والتي تهدف إلى الحفاظ على الحدودالاستعمارية خاصة حدودها مع أثيوبيا وكينيا ، حيث تعمد الانجليرتوزيع أراضى الصومال على دول الجوار فى شكل هبات.
يعتبر عام ١٨٨٤ أهم الأعوام فى تاريخ الصومال حيث مؤتمر برلين والذى تقرر فيه تقاسم اربع دول(قوى)أراضى الصومال فيما بينها وهذه الدول هي ايطاليا – فرنسا – بريطانيا – اثيوبيا قامت الدول الثلاث الأولى باءضفاء طابع الشرعية على مستعمراتها من خلال توقيع اتفاقيات مع العشائرالصومالية ، بينما قامت إثيوبيا بتوسيع حدودامبراطورينها بالتوسع شرقاً على حساب الأراضى الصوماليه.
وسعت فرنسا وبريطانيا للسيطرة من طرق النقل والإمدادفى القرن الأفريقى لتأمين قناة السويس، وانشات بريطانيا مستعمرة لها فى الشمال تماثل مستعمرتها فى کینیا حيث انشأت لكمية عرفت باسم صوماليلاندالبريطانية عام ١٨٨٧ ولكن بعد أعوام تنازلت بريطانياعن معظم أراضى المحمية لأثيوبيا نظير مكاسب سياسيةمن الامبراطور منليك الثاني، بينما احتفظت بريطانيا بشريط ساحلي عند لمئة كيلو متر فى الداخل لتأمين إمداد اللحوم إلى عدن ، وبذلك يمكن القول أن
بريطانيا لم تحكم بالفعل معظم أراضى صوماليلاند.
– أما إيطاليا فقامت بالسيطرة على جنوب الصومال من خلال اتفاقيات مع ذكاء العشائر الجنوبية واعتمد البرلمان الإيطالى عام ١٩٠٨ قانونا لتوحيد جنوب الصومال باسم الصومال الإيطالي والتي تحولت .الى مستعمرة إيطالية كاملة الأركان عام ١٩٢٧.
أما فرنساففى عام ١٨٩٦ سيطرت فرنسا على المنطقة المعروفة باسم جيبوتى وأعلنتها مستعمرة تحت اسم الصومال الفرنسى، وأخيراً أثيوبيا،حيث قام الامبراطور منليك الثاني بتوسيع الحبشه عشرة اضعاف بانتزاع جزء من الأراضي الصومالية. عام ١٨٩٧ والاستيلاء على اقليم أو جادين في الغرب و تعقد الأمر حتي وقعت بريطانيا اتفاقية تقررفيهاإلحاق أو جادين بأثيوبيا عام ١٨٩٧ ثم خضع الاقليم للإدارة البريطانية الموقتة عام ١٩٤٧ ثم اعادته .بريطانيا لأثيوبيا عام ١٩٤٨ ضد رغبة أهل الإقليم الصومالي وهكذا تم تقسيم الأراضى الصومالية بين تلك القوى الأربع.
وللحكاية بقيه.
نشأت جمهورية أرض الصومال فى شمال الصومال من أكثرمن ثلاثين عاماً عندما أعلنت من جانب واحد فى عام1991 انفصالها، ومع ذلك لم تنجح فى الحصول على اى اعتراف من دول العالم.
*والجدير بالذكر أنه بالرغم من فشلها فى الحصول على الاعتراف الدولي فانها تتعامل مع أكثر من عشرين دوله ، باعتبارهاواقعاً ، وتقيم معها علاقات غير رسميه و أرسلت وفوداً بروتوكوليه إلى العاصمة هرجيسا وتمتلك أثيوبيا مكتباً تجارياً فيها،و تحصل أرض الصومال على جزء من المساعدات المخصصة للصومال بشكل عام وليها مكاتب غير رسمية فى بعض الدول.
وتتمع باستقرار سياسي وأمنى وتداول للسلطة بشكل سلمی (تشابك المصالح والاستمارات)
اولاً: الإمارات.
قامت شركة ( موانى دبى ) العالمية بعقد إتفاق مع أرض الصومال يقضى بتطوير ميناء بربره مدته ثلاثين عاما بتكلفه تفوق ٤٠٠ مليون دولار حقق لذلك الاقليم ربحاً يغطى %٧٥ من ميزانيتها السنوية – خاصة لأن ذلك الإقليم يحظر عليه
الاستداته من المصارف الدولية. يشمل الاتفاق استثمار دولة الإمارات فى تطوير الطریق بین بربره والحدود الأثيوبية.
.وأصبح ذلك الاتفاق هام لكل من الامارات التي نقلت تركزها إلى عدن کما زاد من أهميه بربره الأقرب جغرافياً من ميناء عصب الأرترى.
وكذلك اختلاف الإمارات مع جيبوتي والذى جعل حكومة جيبوتى تقوم بطرود الإمارات من البلاد طرد شركة مواني
دبي من إدارة ميناء (دوراليه) بحجة التورط في عمليات رشوة و فساد ، فاجرت الامارات ميناء عصب الأريتري .
والذي سعت أثيوبيا لا غراء أبوظى بالآستثمار في ميناء بربرة بدلاً من ميناء عصب لعزل ارتيريا الخصم اللدود الذى يدعم جماعات التمرد في الداخل الأثيوبى .
ثانياً : أثيوبيا
– بموجب الاتفاق الذى تم توقيعه عام ٢٠١٦ تم منح اثيوبيا حصة ١٩./’ من الميناء (بربرة) بينماتثتاثر شركة مواني
دبي العالمية ملكية ٥١% من مشروع و يسعى لحكومة أرض الصويال لـ ٢٠ الباقية.
ويعد الوصول الأثيوبي الى البحر الاحمر ومضيق باب المندب ذا أهمية خاصة يمكن.
أثيوبيا من لعب دور محوري وهي مسألة وجودية بالنسبة للدولة وسيادتها وضمان امنها، ووصولها
إلى الأسواق العالميه.
*وقد قامت أثيو بيا بعرض المضي فى الاعتراف باستقلال أرض الصومال مقابل الحصول على قاعدة عسكرية بحرية وميناء .
ثالثاً :اسرائیل
تمتعت إسرائيل بعلاقات خاصة مع اثيوبيا هذا و تبنت سياحة “عقيدة المحيط” وهي تعتمد على بناء تل أبيب علاقات مع
دول غير عربية فى المحيط الاقليمي للتغلب على عزلتها وقلقها من نفوذ الرئيس جمال عبدالنا صر فى جيبوتى والصومال . وذلك بتحويل اثيوبيا الى مركز للأعمال السرية الإسرائيلية فى
القارة الأفريقية ، وجمع معلومات عن الأنشطه المصرية فى القرن الأفريقى وباب المندب و ان وصول اثيوبيا إلى البحر الأحمر ومضيق باب المندب سيسهل لتل أبيب تنفيذ أنشطة بحرية فى مواجهه الحوثيين أواي تواجد إيراني بحري فى المنطقة.
واخيرا نجد أن تلك المصالح المتشابكة والتى يظهر اللاعب الأثيوبي كقاسم مشترك يحاول ان يحقق وجهة نظر خبراء الأمن القومى الأثيوبى بأن حدود بلادهم يجب أن تبدأ من البحر الأحمر والمحيط الهندى . وأن هذه الطموحات تتعارض
مع العديد من الدول الهامة في المنطقة على رأسهامصر وجيبوتى وأريتريا .
الأمر لدى ينذر بصراع مرتقب فى تلك المنطقة الهامة .
بعد الإطلاع على المقال يمكنك متابعة مركز العرب على فسيبوك وتويتر وشاهد قناتنا على يوتيوب